الأحد، 26 مايو 2024

استحباب الشفاعة فيما ليس بحرام

 استحباب الشفاعة فيما ليس بحرام


عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ، إذا أَتاهُ طالِبُ حاجَةٍ،

أَقْبَلَ على جُلَسائِهِ فَقالَ: اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا، وَلْيَقْضِ اللَّهُ على لِسانِ نَبِيِّهِ ما أَحَبَّ. (صحيح مسلم ٢٦٢٧).

«طالِبُ حاجةٍ»، أي: يَسْعى بطَلَبِهِ وحاجتِه إلى النبيِّ ﷺ ويتوجَّهُ بها إليه.

«َقْبَلَ النبيُّ علينا بوَجْهِهِ»، أي: تَوجَّهَ إلى الصَّحابَةِ بوَجْهِهِ؛ ليُنبِّهَهُمْ ويُرْشِدَهُمْ،

فقال ﷺ: «اشْفَعوا»، أي: تَوسَّطوا في طَلَبِ حاجاتِ النّاسِ وقَضائها، وارْفَعُوها

لمن يَقْضِيها، «فلْتُؤجَروا»، أي: تَنالوا الأَجْرَ، وتَأخُذوا الثَّوابَ من اللهِ.

«وليَقْضِ اللهُ على لسانِ نبيِّهِ ما شاء»، أي: ولْيُجْرِ الله على لِساني ما شاء،
فإنْ قَضَيتُ حاجةً ممّا شَفَعْتُم فيه فهو بتقديرِ اللهِ، وإنْ لم أَقْضِ فهو أيضًا بتقديرِ اللهِ،
ومِن قضاءِ اللهِ وحُكْمِهِ الذي أَجْراه على لسانِ نبيِّه: أنَّ مَن تَوسَّطَ بالخيرِ
وكان سببًا في قضاءِ حاجاتِ النّاسِ، فإنَّه يُؤجَرُ ويُثابُ، على أنَّ الشَّفاعَةَ يَنْبَغي
أنْ تكونَ في الخيرِ والمعروفِ، وليس فيما يُبْغِضُه اللهُ مِنَ المَعاصي
، ولا في الحُدودِ ونحوِها بَعدَ رفْعها للإمامِ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق