الأربعاء، 29 مايو 2024

الصبر

الصبر

لا يمكن للمؤمن أن يشعر بحلاوة الإيمان إلا إذا تذوق طعم الصبر

والتحمل وضبط النفس عند المواقف الصعبة..

في كل لحظة تمر على الإنسان يحتاج فيها لعلاج فعال يساعده على التغلب

على مشاكله وأمراضه ومصائبه واضطراباته النفسية ...

إنها سلاح الصبر

أسلوب ينادي به العلماء حديثاً لعلاج المشاكل المستعصية.

فقد انتشر مرض الاكتئاب في العصر الحديث حتى أصبح المشكلة الأكثر تدميراً للاقتصاد العالمي.

تخبرنا دراسة أمريكية حديثة أن عدد الذين يعالجون من مرض الاكتئاب

بدرجات مختلفة في الولايات المتحدة الأمريكية

أكثر من 27 مليون أمريكي!

إنه عدد كبير جداً ...

إحصائيات أخرى تؤكد أنه في كل ثلاث دقائق هناك حادثة عنف منزلي

تمارس على الزوجة أو الأطفال بسبب نفاذ صبر الزوج وغضبه

وانفعاله المفاجئ وعدم السيطرة على نفسه،

مما يتسبب سنوياً بملايين الحالات المأساوية التي تنتهي

بالطلاق أو القتل أو الإيذاء الجسدي...

إحصائيات رسمية جديدة تخبرنا أن نفاذ الصبر لدى فئة الشباب بخاصة

وغضبهم المتكرر يؤدي إلى الموت المفاجئ أو الإصابة بالسكتات الدماغية

أو أمراض ضغط الدم وغير ذلك وصولاً إلى السرطان.. أو الانتحار.

ولذلك فإنك عندما تذهب للعلاج النفسي في الغرب تجد أول نصيحة طبية لك

هي أن تتحلى بضبط النفس والحلم وكثير من الصبر. ليس من باب العبادة

أو الامتثال لأمر الله ورسوله عليه الصلاة والسلام،

بل لأن دراساتهم العلمية أثبتت الفوائد الطبية العديدة للصبر فينصحون

المرضى النفسيين بهذا العلاج المجاني!

هذه بعض الحقائق العلمية حول عدم "ممارسة الصبر" وكيف تكون النتائج

مدمرة وقاتلة، ومعظم هذه الإحصائيات وردتنا من دول غير إسلامية

مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، فماذا عنا نحن المسلمين؟

من أعظم النعم التي منَّ الله تعالى بها على المسلم أنه أعطاه الصبر!

فليس هناك عطاء أوسع من الصبر.

ولكن الصبر الذي ذكره القرآن الكريم أكثر فائدة من ذلك العلاج الذي يصفه علماء الغرب.

فالصبر عند المسلم ليس مجرد علاج، بل هو طاعة للبارئ عز وجل

يجد فيه الكثير من الراحة النفسية والسعادة والرضا بما قُسم له من الرزق،

ويتذوق من خلاله حلاوة الإيمان، وبالتالي يكون العلاج أكثر فاعلية ينعكس

على المؤمن ومن حوله.

بقلم عبد الدائم الكحيل

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق