الاثنين، 9 مايو 2016

الكوارث المناخية... هل نحن على شفا الهاوية؟

الأرض مقبلة على عصر جديد لا يسرّ الفقراء ولا الأغنياء فالجميع
سيتعرضون للكوارث البيئية الخطيرة، ولكن كيف نقرأ هذه الصورة
القاتمة لمستقبل الأرض؟.......
 
 
جميع العلماء يؤكدون أن التغير المناخي سيتسارع وسوف يسبب كوارث
هائلة لكوكب الأرض، وربما من أهم الكوارث هو نقص الغذاء والماء
والموارد الطبيعية، حيث أدى الإسراف الهائل للدول الغنية إلى إفساد
هذا الكوكب بعد أن جعله الله صالحاً للحياة.
 
مستقبل الأرض مقبل على كارثة حقيقية
أكدت دراسة علمية جديدة تتناول ظاهرة الاحتباس الحراري أن تأثيراتها
 على منطقة حوض البحر المتوسط والبرازيل وغرب الولايات المتحدة
ستكون كارثية، مع تزايد فترات الجفاف والحرارة وهطول الأمطار
 بشكل إعصاري.
 
يقول الباحث كلاوديو تيبالدي الذي أشرف على الدراسة: إن مناطق
شاسعة من العالم ستتعرض لتحديات مناخية كبيرة، أبرزها منطقة البحر
المتوسط وغرب الولايات المتحدة والبرازيل. إن ارتفاع حرارة الأرض
سيتسبب بأعاصير في منطقة المحيط الهادئ تفاقم ظاهرة النينو، مما
سيؤدي إلى نتائج مدمرة على امتداد غرب الولايات المتحدة وصولاً إلى
البرازيل. أما منطقة البحر المتوسط فستتأثر بتغيير اتجاه التيارات
الهوائية القادمة من المنطقة الاستوائية في المحيط الأطلسي.
 
إن انعكاسات هذه الظروف المناخية الجديدة لن يقتصر على البشر بل
سيتعدَّاهم ليشمل الثدييات ككل، بالإضافة إلى النباتات والحيوانات
البحرية. وتعتمد الدراسة على توقعات مستقبلية قامت بها برامج
كومبيوتر خاصة، بعد إدخال البيانات السنوية المتعلقة بالحرارة واتجاهات
الريح وكميات الأمطار. وتوقعت الدراسة أن تكون ذروة هذه التحولات
المناخية عام 2099، الذي سيشهد موجات حرّ طويلة وليالي شديدة
الدفء وجفافاً.
 
وتشدّد الدراسة على خطورة ظاهرة الليالي الدافئة التي اعتاد العالم أن
يشهدها مرة كل قرن، متوقعة تكرارها في الفترة المقبلة سنوياً، مذكرة
بليالي شيكاغو الحارة عام 1995 التي تبعتها حالات وفاة كثيرة في
صفوف الشيوخ والأطفال. كما لفتت الدراسة إلى أن من نتائج هذا
الارتفاع في درجات الحرارة تزايد أعداد الحشرات بشكل كبير، وتسارع
نمو النباتات وانقطاع الأمطار لفترات طويلة، ثم هبوطها بشكل سيلي.
 
الناس يستهلكون أكثر مما تنتجه الطبيعة
في الثالث والعشرين من سبتمبر/أيلول 2008، استهلك البشر كافة
الموارد التي توفرها الطبيعة هذا العام، وذلك حسب بيانات صادرة عن
"شبكة البصمة العالمية" Global Footprint Network، الأمر
الذي يعاني زيادة المشاكل البيئيّة الملحة، كالتغيير المناخي ونقص التنوع
الحيوي وتقلص الغابات واضمحلال الموارد السمكية. ويأتي هذا استمراراً
لحالة التجاوز البيئي التي بدأت في ثمانينيات القرن الماضي، حيث بدأت
البشرية تستنفد الموارد بشكل يفوق ما تعيد الطبيعة توليده منها، الأمر
الذي يخل بعملية التوازن البيئي.
 
إن شبكة البصمة العالمية، هي مؤسسة أبحاث متخصصة بقياس مقدار
الموارد الطبيعية التي تتوفر للبشرية، وتلك التي يستهلكها البشر، ومقدار
استهلاك الشعوب من الموارد المختلفة. وتركز شبكة البصمة البيئية
وشركاؤها العالميون على حل مشكلة استنزاف الموارد، وذلك بالعمل مع
الشركات وقادة الحكومات بهدف جعل التدابير والقيود البيئية في مقدمة
عمليات اتخاذ القرار في كل مكان.
 
وحالياً يعادل الطلب والاستهلاك البشري للموارد الطبيعية، على مستوى
العالم، القدرة الحيوية لـ 1.4 من كوكبنا، حسب بيانات الشبكة العالمية،
ما يعني أن الموارد الطبيعية، كالأشجار والأسماك، تواصل تقلّصها،
 بينما تزداد النفايات ويتراكم غاز ثاني أكسيد الكربون.
 
ويقول المدير التنفيذي لشبكة البصمة العالمية ماتياس فاكرناغل: اعتباراً
من الآن وحتى نهاية العام 2008 فإننا سنستهلك من احتياطينا البيئي،
حيث بدأنا الاستعارة من المستقبل! ويمكن لهذا الأمر أن يستمر لفترة
قصيرة، لكنه في النهاية سيؤدي إلى تراكم كميات كبيرة من النفايات
واستنزاف جميع الموارد التي يعتمد عليها الاقتصاد الإنساني.
 
يُذكر أن شبكة البصمة العالمية تقوم كل عام بحساب الأثر البيئي للبشرية،
وتستخدمه لتحديد التاريخ الفعلي الذي يستهلك فيه البشر الموارد
الطبيعية السنوية ويبدأ الإنسان باستهلاك ما يفوق قدرة الأرض على
إنتاجه سنوياً. وقد كان يوم الحادي والثلاثين من ديسمبر/كانون الأول
عام 1986 أول يوم تجاوز فيه استهلاك البشرية موارد كوكب
الأرض المتاحة.
 
وبعد عشر سنوات ازداد استهلاك البشرية من الموارد سنوياً بنسبة 15
في المائة عما يمكن للكوكب إنتاجه، فأصبح "يوم تجاوز موارد الأرض"
في شهر نوفمبر/تشرين الثاني. وهذا العام 2008، وبعد أكثر من عقدين
على مرور أول يوم لتجاوز الموارد، تراجع التاريخ إلى 23
سبتمبر/أيلول، وأصبح معدل التجاوز أكثر من قدرة الكوكب بـ40
 في المائة.
 
وتبين توقعات الأمم المتحدة أنه إذا استمر الحال عليه كما هو الآن، فإن
العالم يحتاج إلى ما يعادل موارد كوكبين بحلول العام 2050، ما يؤدي إلى
سحب يوم التجاوز البيئي إلى الأول من يوليو/تموز عام 2050، ويعني أن
الكوكب يحتاج إلى عامين لإعادة توليد الموارد التي نستهلكها في عام
واحد. ومع تزايد استهلاك البشر للموارد الطبيعية، فإن اليوم الذي نتجاوز
فيه مخصصاتنا السنوية من الطبيعة ونبدأ العيش على موارد المستقبل
والأجيال المقبلة، ينسحب إلى أوقات مبكرة من العام تدريجياً.
 
الإنسان هو المسؤول عن هذه التغيرات في المناخ
أعلنت اللجنة الحكومية المشتركة للتغير المناخي أن أسباب التغير أو على
الأقل نسبة 90 بالمئة منها تعود للإنسان. ويعتبر هذا الموقف متطوراً جداً
عما كانت هذه اللجنة قد أشارت إليه في تقريرها عام 2001. ومن
المنتظر أن تصدر اللجنة المشتركة تقريراً يوم الجمعة يفسر هذه
المعلومات ويفندها إلا أن الخبراء لا يزالون يعملون على تحليل
 بعض العوامل مثل توقعات ارتفاع منسوب البحار.
 
ويبدو أن هناك انقساماً حول تقدير ارتفاع منسوب البحار فهناك بعض
الذين يميلون إلى النمط التقليدي أي ارتفاع المنسوب نحو 50 سنتمتراً
مع نهاية القرن الحالي، دون الأخذ في الاعتبار ذوبان الجليد القطبي،
وهناك علماء آخرون يقترحون النظر إلى أهمية ذوبان الجليد القطبي
وانعكاسه على منسوب مياه البحار.
 
إن حرارة الجو سترتفع ما بين درجتين وأربع درجات ونصف، إلا أن
تحديداً أكثر دقة لهذا الموضوع لم يتم حتى الآن. ومن المتوقع أن تؤدي
المشاورات الجارية هذا الأسبوع في العاصمة الفرنسية باريس إلى
توصيف الوضع الحالي للتغير المناخي استناداً إلى عمل آلاف الباحثين
 في هذا المجال. على صعيد آخر يجذب التقرير حول التغير المناخي الذي
تصدره اللجنة الحكومية المشتركة الكثيرين من بينهم سياسيين ومنظمات
حكومية تعنى بالشأن البيئي، لأن عمل اللجنة الحكومية وتقريرها يعتبر
من أهم الملاحظات العلمية في هذا المجال.
 
ومن المنتظر أن تدعم اللجنة إحدى النظريات التي أثارت جدلاً كبيراً في
الأعوام القليلة الماضية والتي تعتبر أن ارتفاع حرارة الطقس قد يكون
مسؤولاً بنسبة 66 بالمئة عن وقوع عواصف قوية جداً في بعض
أنحاء العالم.
 
المسؤولون يحذرون من الكوارث المناخية
أصدرت الأمم المتحدة تقريرا عن التغيرات المناخية يحذر من احتمالات
زيادة مفاجئة في درجات حرارة الأرض. ويقول الأمين العام للمنظمة بعد
زيارته للقارة القطبية الجنوبيَّة لتفقد آثار الاحتباس الحراري: "أتيت إليكم
بعد أن رأيت بعضا من أثمن كنوز كوكبنا مهددة بأيدي البشر أنفسهم
وعلى البشرية كلها تحمل مسؤولية تلك الكنوز.
 
كانت لجنة تابعة للأمم المتَّحدة أعدت تقريراً مناخيَّاً اعتُبر نقطة تحوُّل
كبرى، وقالت اللَّجنة إنَّه يتعيَّن على العالم أن يتصرَّف بسرعة لمنع وقوع
أسوأ النتائج المتوقَّعة في مجال تغيُّر المناخ. ففي أعقاب محادثات شاقَّة
أجروها في مدينة فالنسيا الإسبانيَّة، وافق العلماء المشاركون على وثيقة
يأملون أن يرسموا من خلالها إطار الحوار بشأن المرحلة القادمة من
مكافحة التغيُّر المناخي. وقد أقرَّت الوثيقة بحقيقة أنَّ الاحتباس الكوني
واضح إلى درجة لا لبس فيها! وقالت إنَّ هذا قد يؤدِّي إلى عواقب وخيمة
ومفاجئة ويصعب وقفها في المستقبل.
 
وكان المندوبون إلى اجتماع اللجنة الدَّوليَّة لتغيُّر المناخ قد أوجزوا آلاف
الصفحات من التحليلات العلميَّة وأضافوا إليها العناصر التي وردت في
التقارير الثلاثة السابقة لهذا العام حول علم تغيُّر المناخ والعواقب
والتكيُّف والخيارات التي تخفِّف من حدَّة المشكلة. ويقول بيل هاري عالم
المناخ الأسترالي إن هذا التقرير هو الأقوى الذي تصدره اللجنة الدولية
للتغير المناخي، لكنه يوضح أنه لا يزال هناك وقت لتدارك الوضع.
 
ومن بين الاستنتاجات الرئيسة التي توصل إليها التقرير أن التغير المناخي
بات مؤكدا ولا مجال للتشكيك فيه، وأنه من المرجح بنسبة تزيد على 90
بالمئة أن تكون انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بفعل البشر السبب
الرئيس في تغير المناخ، وأن تداعيات ذلك يمكن تقليصها بتكلفة معقولة.
 
وخلص ملخص التقرير إلى أنه يحتمل أن تكون نسبة من 20 إلى 30 في
المئة من الكائنات التي شملتها الدراسة حتى الآن أكثر عرضة للفناء إذا
تجاوز متوسط زيادة درجة حرارة الأرض 1.5 إلى 2.5 درجة مئوية
(مقارنة مع متوسط الفترة 1980-1999). يقول هانز فيرولمي مدير
برنامج التغير المناخي في منظمة دبليو دبليو إف البيئية: إن تغير المناخ
قائم، فهو يؤثر على حياتنا وعلى الاقتصاد، ونحن بحاجة لفعل شيء
تجاهه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق