الاثنين، 21 مارس 2022

قصة إصلاح طقم أسنان02

 قصة إصلاح طقم أسنان02

كان ابنه البكر في انتظاري
قال لي : الجميع في انتظارك في البيت الكبير..
وصلت لبيت زوجي، استقبلتني وجوه كثيرة وغريبة !!!
أولاده وبناته وأحفاده، إلا هو ؟!!!!
سألت عنه ؟!
قالوا : توفي بعد عودته بثلاث أيام !!!
أصابتني الدهشة !!!
وقلت : لمَ لم تخبروني ؟!
أجابوا : سألنا شيوخنا، وأفادونا أن الزواج شرعي وكامل، والأفضل أن تأتي وتقضي العدة في بيت زوجك وبيتك، وتأخذي ميراثك كاملاً .
ليس لكم أن تتخيلوا الدهشة ووقع الأمر علي !
المهم، كانت العدة سجن داخل سجن؛ حبس، وغُربة !
عاملني أبناء زوجي بكل حب وانسانية، ولما انقضت العدة كنا على أبواب ذي الحجة..
فسألت ابنه البكر أن يرافقني للحج إن تكرّم ؟!
فأجابني لطلبي
حججت ذلك العام، وعدت ليخيروني العيش بينهم أو العودة لبلدي ؟!
فاخترت العودة
كان زوجي لايملك سوى البيت الكبير
قدّروا الثمن وأعطوني حقي، ومؤخر صداقي وطقم ذهب كان قد اشتراه لي قبل وفاته .
وضعتهم في كيس داخل كيس داخل كيس، وحملتهم في شنطة يدي..
في المطار كيف والله لا أعرف، كيف سُرقت تلك الشنطة إلى اليوم لا أعرف !!!!
وعدت لبلدي كما خرجت، ولم أحظ من تلك التجربة إلا بالحج .
لكني حين سألت الله سألته بصدق، وكان قد أخبرني في كتابه الكريم :
﴿ لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ﴾
فأنا أطلب من ضعف، وهو يعطي من فضل
بعد فترة من وصولي يخبرني ابن زوجي أن الوالد كان موظف وله راتب تقاعدي يؤول بعد وفاته لزوجته..
فبتّ أستلم كل شهر راتب زوج الليلة الواحدة !
وهو مال حفظني من سؤال الناس وأعانني على العيش بكرامة.
ومازلت للآن وبعد ثلاثين سنة أساعد به أولادي وأحبابي !!

صدقوني يا أبنائي أني أترحم عليه كل يوم وأذكره كل يوم
ولا أكاد أذكر أبو أبنائي الذي عشت معه دهراً .
كان قد انتهى تصليح طقم أسنانها حين ختمت حديثها قائلةً :
( اسأل الله يا ولدي ما تريد، وهو يعطيك من فضله )
غادرتنا وبقيت قصتها في رأسي لا أنساها أبداً .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق