السبت، 26 مارس 2022

لأنك ربي القريب

 

لأنك ربي القريب

هل تَشْعُر بالوحدة؟ هل أصبحت دنيا البشر في عينيك خاويةً، فلا تجد فيها حبيبًا تأنسُ به؟ هل تشتاق إلى قريبٍ تبثُّ إليه شكواك؟
إنَّه الله، إنَّه القريب، أقرب إليك من حبل الوريد.
في أحد الأسفار مع النبي صلى الله عليه وسلم، يسأله أصحابُه: "يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَقَرِيبٌ رَبُّنَا فَنُنَاجِيهِ، أَمْ بَعِيدٌ فَنُنَادِيهِ؟ فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،

فَأَنْزَلَ اللَّهُ:
﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي ﴾
[البقرة: 186].

إنه القريب، مع أنَّه على العرش استوى إلا أنه قريب، قريبٌ مع عُلُوِّه، عَالٍ في قُرْبِه، قريبٌ من جميع خلقه بإحاطته، وعلمِه وسَمْعِه وبَصَرِه، قريب من أوليائه بكفايته وتأييدِه ونصرِه.
• لأنك ربِّي القريب، أتوكَّل عليك، ألجأ إليك، أستعين بك، أحتمي بحماك، إذا هاجمَتْني المخاوف تذكَّرْتُ قُرْبَكَ، تذكَّرتُ قولك لموسى وهارون عليهما السلام:

﴿ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ﴾
[طه: 46].

من الذي استنصرك يا رب، فما نصرتَه؟! ومن الذي سألك، فما أعطيته؟! ومن الذي دعاك، فما لبَّيْتَه؟! ومن الذي توكَّل عليك، فما كفيته؟!
• لأنك ربِّي القريب سأدعوك وحدَك

﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87]،

فأنت يا رب قريبٌ ممَّن يدعوك بالإجابة

﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾
[الأنبياء: 88].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق