الأربعاء، 23 مارس 2022

ستمضي تلك اللحظات

 

ستمضي تلك اللحظات


إنها كلمة لكل الأوقات، ستزول تلك الأنَّات، ستُمحی تلك العبرات، لن يبقی منها إلا الذكريات.

فلا نعمة وسرور يطغيك ويُنسيك أن تشكر من أعطاك، ولا حزن وبلاء يُجزعك ويُنسيك أن تصبر لمن بالبلاء ربَّاك.

إذا أردت أن تكون ثابت الجنان، مطمئن الأركان، هادئ البال، فعليك صاحبي أن تتَّبع الوصية في قول خير البرية صلى الله عليه وسلم:
(عَجبًا لأَمر المؤمن، إنَّ أَمره كله له خير، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن، إن أصابته سرَّاء شكر، فكان خيرًا له،
وإن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيرًا له)؛ (صحيح مسلم).

المحنة التي لا ترى منها خلاصًا ستنتهي يومًا ما ولا بُد، والمنحة التي لا تحب انقطاعها ستمضي يومًا ما،
فإما أنَّك تاركها أو هي مَن تتركك؛ فدوام الحال من المحال.

لا بد أن نُوقن أنَّ الأحداث التي تمر بنا هي بعلم الله وحكمته، وليس شرطًا أن نُدركها أو نعلمها؛
قال تعالى: ﴿ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴾ [الأنبياء: 23].

إن كل ما يمرُّ بنا من سرور وحُزن هو مَحض اختبار من الله لنا، فلا تغُرنا النعمة ولا يُزَهِّدنا البلاء في فرَج الله ورحمته،
علينا أن ننظُر لما وراء اختلاف الأحوال، فلا يجب أن تكون الحياة الدنيا وزينتها هي كل ما يشغلنا،
وننسى أن تلك الحياة ليست هي الحياة، إنما الآخرة هي الحيوان،
أما الدنيا فى حينٍ من الزمان فلا تخلو من النوازل والحوادث، فعندما ننظر لها بتلك الصورة سيَسهل علينا الصبر عند البلاء،
والبذل عند العطاء؛ قال تعالى:
﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ *
لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ [الحديد: 22، 23].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق