الســــؤال :
إنني سريع الصلاة ،
حيث إنني أقرأ الفاتحة و ما تيسر معها من قصار السور
بصور سريعة و حركات الصلاة سريعة ،
هل هذا جائز أم لا ؟
وفقكم الله .
الإجــابــة :
السنة للقارئ أن يرتل قراءته ، و ألا يعجل فيها ؛
حتى يتدبر ، حتى يتعقل سواء كانت الفاتحة أو غير الفاتحة ،
السنة له التدبر و التعقل و الترتيل و عدم العجلة ،
كما قال الله سبحانه و تعالى :
{ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا } ،
و قال عز و جل :
{ كِتَابٌ أَنْـزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ }
و السرعة التي يخل بسببها في الحروف أو بعض الآيات لا تجوز ،
بل يجب عليه أن يركد ،
و ألا يعجل حتى يقرأ قراءة سليمة واضحة يتدبرها و يتعقلها ،
فإذا كان يسقط بعض الحروف و يضيع بعض الحروف هذه قراءة لا تجوز ،
بل يجب عليه أن يركد و يتأنى ، و يرتل حتى يؤدي الحروف و الكلمات كاملة ،
و هكذا في الصلاة لا يعجل في الركوع ، و لا في السجود ،
و لا في الجلسة بين السجدتين ، و لا في وقوفه بعد الركوع ،
بل يتأنى و يطمئن ، هذا هو الواجب عليه ، الطمأنينة فرض لا بد منها ،
و النقر في الصلاة و العجلة فيها تبطلها ،
فنوصى السائل أن يطمئن في ركوعه و لا يعجل ،
يقول : سبحان ربي العظيم. يكررها ثلاثا أو أكثر ،
و يقول : سبحانك اللهم ربنا و بحمدك ، اللهم اغفر لي .
و إذا رفع من الركوع يطمئن و هو واقف يقول :
ربنا لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ،
ملء السماوات و ملء الأرض و ملء ما بينهما ،
و ملء ما شئت من شيء بعد .
هذا هو الأفضل له ، أما الطمأنينة لا بد منها ،
لا بد أن يركد و هو قائم ، لا بد من الركود و الاعتدال و عدم العجلة ، و يقول :
ربنا و لك الحمد . هذا أمر واجب على الصحيح ،
و إذا كمل فقال : حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ،
ملء السماوات و ملء الأرض و ملء ما بينهما ، و ملء ما شئت من شيء بعد .
فهذا أكمل و أفضل ،
و قد جاء عنه صلى الله عليه و سلم الزيادة في هذا :
( أهل الثناء و المجد، أحق ما قال العبد ، و كلنا لك عبد ،
لا مانع لما أعطيت ، و لا معطي لما منعت ،
و لا ينفع ذا الجد منك الجد )
و هذا من الكمال ، و هكذا في السجود لا يعجل ،
إذا سجد يسجد على الأعضاء السبعة :
جبهته ، و أنفه , و كفيه , و ركبتيه , و أطراف قدميه . و يطمئن و لا يعجل ،
حتى يرجع كل فقار إلى مكانه ، و يقول :
سبحان ربي الأعلى ، سبحان ربي الأعلى ، سبحان ربي الأعلى ،
سبحانك اللهم ربنا و بحمدك ، اللهم اغفر لي . و يدعو بما تيسر و لا يعجل ،
كان النبي يدعو في سجوده ، و يقول :
{ اللهم اغفر لي ذنبي كله : دقه و جله ،
و أوله و آخره ، و علانيته و سره )
فهذا دعاء مشروع ،
و قال عليه الصلاة و السلام :
( أقرب ما يكون العبد من ربه و هو ساجد ، فأكثروا الدعاء )
و قال صلى الله عليه و سلم :
( أما السجود فاجتهدوا فيه بالدعاء ، فقمن أن يستجاب لكم )
فينبغي للمؤمن في سجوده ألا يعجل ، بل يجب عليه الطمأنينة و الركود ،
و هذا ركن من أركان الصلاة لا بد منه ، و مع هذا يشرع له أن يزيد في الطمأنينة ،
و ألا يعجل ، و أن يدعو في سجوده و يكرر :
سبحان ربي الأعلى . و الواجب مرة ،
لكن إذا كرر ذلك ثلاثا أو خمسا كان أفضل أو سبعا ،
و الحاصل في هذا كله أن الواجب الطمأنينة و عدم العجلة ،
و بين السجدتين يطمئن أيضا و لا يعجل ،
و يعتدل بين السجدتين حتى يرجع كل فقار إلى مكانه ، و يقول :
( رب اغفر لي ، رب اغفر لي ، رب اغفر لي )
( اللهم اغفر لي ، و ارحمني و اهدني و اجبرني و ارزقني و عافني )
كل هذا جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم ،
و المسلم يتأسى بنبيه صلى الله عليه و سلم ،
و يعمل كعمله عليه الصلاة و السلام و لا يعجل في هذه الأمور ؛
فإن الصلاة هي عمود الإسلام ، الصلاة أمرها عظيم ،
و هي عمود الإسلام و الطمأنينة فيها و الركود أمر مفترض و ركن من أركانها ،
فنوصي السائل أن يعتني بهذا الأمر ، و أن يخاف الله و يراقبه ،
و أن يكمل صلاته بالطمأنينة و عدم العجلة ،
و هكذا قراءته يطمئن فيها و لا يعجل ،
و يركد و يرتل حتى يقرأ قراءة واضحة يعقلها و يتدبرها ،
و يستفيد منها .
و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق