تَضمَّنَ هذا الحديث فضلاً عظيماً لمن تعَارَّ من الليل فصوَّتَ بهذا الذكر،
وذلك بإجابة دعوته؛ وقَبول صلاته، فما أعظمه من فضل.
وهذاالفضل مقيَّدٌ بقيدين:
القيدالأول
أن ينطق بالذكر الوارد في الحديث، وهذا ظاهرٌ منالحديث، ولذا لاحاجة للوقوفعنده.
والقيد الثاني
أن يكون نطقه بهذا الذكر عند استيقاظه من النوم، فيستيقظ من النوم
مصوِّتاً بهذا الذكر، وهذا هو معنى التعارِّالمذكور فيالحديث.
ومثلُ هذا إنما يفعله مَنْ استأنس بالذكر، وترطَّب لسانُه به،
وأصبح مداوماً عليه، حتى إنه لينطق به حين استيقاظه من نومه.
وقد نقل الحافظ ابن حجر في الفتح :
[أنَّ التعارَّ عند الأكثر هواليقَظَةُ مع صوتٍ، ثم قال:
فخصَّ الفضلَ المذكور بمن صَوَّتَ بما ذُكِرَ من ذكرالله تعالى،
فخصَّ الفضلَ المذكور بمن صَوَّتَ بما ذُكِرَ من ذكرالله تعالى،
وهذا هو السرُّ في اختيار لفظ "تعار" دون استيقظ أو انتبه،
وإنمايتفق ذلك لمن تعوَّد الذكر واستأنس به، وغلبَعليه حتى صار
حديثَ نفسه في نومه ويَقَظته،فأُكْرِمَ مَن اتصفَ بذلك بإجابة دعوته،
وقَبول صلاته ]
وقد ذكرالحافظ ابن حجر
فائدةأنَّ أبا عبدالله الفِرَبري راوي الصحيح قال:
[ أجريتُ هذا الذكرَعلى لساني عند انتباهي، ثم نمتُ،فأتاني آتٍ فقرأ
{ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ }
الآية ]
ولذا ينبغيعلىالمؤمن أن يجتهد في العمل بهذا الحديث،
وألايفرِّط فيما تضمَّنه من فضلعظيم.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن تعلَّقت قلوبُهم به، ولانت ألسنتُهم بذكره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق