الخميس، 17 يناير 2013

العُـــــرْف و المعروف


قال الله عز وجل:

{ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }
وقال سبحانه :
{ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ }
العُرف والمعروف بمعنى وهو كل أمر حسن بيّن الحسن
لا يختلف عليه عقلاء البشر ..

والمعروف نقيض المنكر كما الخير نقيض الشر..
والإنسان السوي يهزه فعل المعروف ويسعى إليه سعيًا لأن
المروءة تهتز للمعروف والهمة العالية تنشده بكل سبيل ..
قال شاعر السلام والمحبة الجاهلي زهير بن أبي سلمى :
ولم أر كالمعروف أما مذاقه فحلو وأما شكله فجميل

إن المعروف عمل رائع شكلا ومضمونا من يفعل المعروف لا يعدم
جوازيَه لا يذهب العرف بين الله والناس
كما قال الحطيئة..
وصنع المعروف وإسداء الجميل يذهب سخائم الصدور
وأحقادها وتتحول الأحقاد إلى بر وسلام ومحبة وصفاء ..
قالت العرب:
صنائع المعروف تقي مصارع السوء ..

ومما جاء في هذا المعنى عن سيدي المصطفى صلى الله عليه وسلم:

( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق )
أي بشوش ضحوك..

وقال أيضا صلى الله عليه وسلم :

( من أسدى إليكم معروفا فكافئوه
فإن لم تقدروا أن تكافئوه فادعوا له حتى تظنوا أنكم قد كافأتموه )

وفي ظني أن جعل المعروف في أهله يثمر وينفع وجعله في غير
أهله يزيد من يُحسن إليه حسدا فهو لئيم حسود حقود لا يرضيه
سوى زوال نعم الله عنك..
قال الشاعر:
ومن يجعل المعروف في غير أهله يكن حمده ذمًّا عليه ويندمِ
وقال شاعر آخر:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته    وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا
فسبحان من فطر خلقه على حب الخير وحب إسدائه للناس ..
تطرب نفوسهم لفعله وتنتشي به، ولله در زهير بن أبي سلمى
في هذا المعنى الرقيق الجميل للرجل الكريم..
تراه إذا ما جئْتَه متهلّلاً     كأنك تعطيه الذي أنتَ سائلُه

ورحم الله أبا الطيب المتنبي الذي ربط سوء الفعال بسوء
المقال وسوء الظنون ..

إذا ساء فعلُ المرء ساءت    ظنونُه وصدق ما يعتادُه من توهّم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق