الثلاثاء، 18 أغسطس 2020

وداعاً شهر ذي الحجة (01)

وداعاً شهر ذي الحجة (01)


فوداعاً شهر ذي الحجة الذي هو آخر أشهر السنة القمرية،

وهو من الشهور المباركة الحرم، والعشر الأيام الأول منه هي المتممة

لأشهر الحج ( شوال وذي القعدة وعشراً من ذي الحجة).

وداعاً شهر ذي الحجة الذي يزداد شرفاً بأن اسمه مشتق من فريضة هي من

أعظم فرائض الإسلام وهي فريضة حج بيت الله الحرام التي تجب على جميع

المسلمين رجالاً ونساءً وعرباً وعجماً وحكاماً ومحكومين مرة في العمر مع

الاستطاعة، قال الله تعالى في سورة آل عمران:

{... وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ... (97) }.

وداعاً شهر ذي الحجة الذي حضن شعيرة الحج العظيمة وما فيها من الخير

العظيم والمنافع الكبيرة والعواقب الحميدة للمسلمين في كل مكان، وقال عنها

رسول الله صلى الله عليه وسلم

(... الحج المبرور ليس له جزاءً إلا الجنة) .

وداعاً شهر ذي الحجة الذي ميز الله تعالى أيامه العشر الأول بأنها معلومات،

وأقسم بها في القرءان الكريم في سورة الفجر فقال تعالى:

(بسم الله الرحمن الرحيم) {وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2}.

وقال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام...)

وداعاَ شهر ذي الحجة ولعلك الشهر الوحيد الذي يزخر بأمهات العبادة

وبالأعمال الصالحة والعبادات المشروعة من الله تعالى ومن رسوله

صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى.

ودعاً شهر ذي الحجة الذي به خرج الأشخاص الذين كتب الله لهم الحج

وأداء النسك العظيم من ذنوبهم وسيئاتهم تحرراً تاماً في عدة مواقف، منها

في عرفات حيث قال تعالى لهم أفيضوا مغفوراً لكم، ومنها عند التحلل من

نسك الحج بالحلاقة أو التقصير، ومنها عند إراقة دم بهيمة الأنعام من الهدي

أو الأضحية أو الفدية، ... وهكذا في مواطن كثيرة يغفر الله لهم

وأصبحوا كيوم ولدتهم أمهاتهم.

ودعاً شهر ذي الحجة الذي بعد أداء نسك فريضة الحج الواجب أو التطوعي

يكون الحاج قد استشعر عظمة الله في الالتزام بما أحل الله والبعد

عن ما نهى عنه وزجر.

وداعاً شهر ذي الحجة الذي يكون آخر أعمال الحجاج طواف الوداع.

وداعاً شهر ذي الحجة الذي سن رسول الله صيام يوم عرفة لغير الحاج،

فقد روى مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صيام يوم عرفة

أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده).

والحديث يدل بظاهره على أن صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنتين.

تطييب

فطوبى لمن في شهر ذي الحجة لبى نداء الرحمن وكان أحد ضيوف الرحمن

ووفد الرحمن إلى الرحمن، وهو يردد

(لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك).

وطوبى لمن في شهر ذي الحجة قطع الفيافي والقفار، أو ركب البواخر

والسفن وشق البحار فعلت به الأمواج وانخفضت، أو علا في الفضاء بين

هام السحب، وفي كل حال يصدح ويقول

(لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك).

وطوبى لمن في شهر ذي الحجة عندما وصل للميقات اغتسل وتوضأ وتجرد

الرجل فيه من المخيط واكتفى بملابس الإحرام بإزار ورداء ثم صلى ركعتين

سنة الوضوء إلا أن كان إحرامه بعد فريضة فأحرم وأعتمر مفرداً أو متمتعاً

أو مقرناً بنداء التوحيد (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك).

وطوبى لمن في شهر ذي الحجة دخل مكة المكرمة وعندما شاهد

معالمها قال: (اللهم اجعل بها قراراً وارزقني بها رزقاً حلاً).

وطوبى لمن في شهر ذي الحجة حطت رحاله بمكة المكرمة وتوجه صوب

البيت الحرام وهو يردد (جئتك يا رب من بلاد بعيد بذنوب كثيرة وأعمال

سيئة، أستغفرك وأتوب إليك توبة عبد ظالم لا يملك لنفسه ضراً

ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياةً ولا نشورا).

وطوبى لمن في شهر ذي الحجة ودخل البيت الحرام وهو يقول:

(اللهم أنت السلام ومنك السلام فحينا ربنا بالسلام تباركت وتعاليت

يا ذا الجلال والإكرام).

وطوبى لمن في شهر ذي الحجة عندما شاهد الكعبة المشرفة قال:

(اللهم زد هذا البيت تشريفاً وتعظيماً وأمناً وأماناً، وزد من زاره وأعتمره

وحجه واعتكف به وصلى فيه وطاف حوله وناظره مباشرة أو عبر شاشات

الفضائيات من المسلمين تشريفاً وتعظيماً وتكريماً ومثابة ومهابة وأمنا،

وآته في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقه عذاب النار).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق