الأربعاء، 19 أغسطس 2020

وداعاً شهر ذي الحجة (02)

وداعاً شهر ذي الحجة (02)

وطوبى لمن في شهر ذي الحجة توجه في اليوم الثامن وهو يوم التروية إلى

منى محرماً وصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء وبات فيها

ثم صلى فجر يوم التاسع بها وانتظر حتى تسفر الشمس وتوجه إلى صعيد

عرفات وهو يلبي (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك) لأن الحج عرفة،

فمن فاته الوقوف بعرفة فاته الحج، ومن انصرف منها قبل الغروب

فقد ترك واجبا.

وطوبى لمن في شهر ذي الحجة في اليوم التاسع صلى في عرفات الظهر

والعصر جمع تقديم بأذان وإقامتين ولم يصلي بينهما شيئاً ثم وقف في

صعيدها بعد الزوال إلى أن يدرك شيئا من الليل وهو يدعوا الله رافعاً يديه

لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي

لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير).

وطوبى لمن في شهر ذي الحجة أفاض من عرفات الله بعد التأكد من غروب

الشمس فنفر إلى المزدلفة المشعر الحرام وقبل حط الرحال صلى المغرب

والعشاء ولم يصلي بينهما شيئاً ثم جمع الجمار وبات بها حتى صلى بها

الفجر، إلا أصحاب الرخص.

وطوبى لمن في شهر ذي الحجة توجه في صباح اليوم العاشر يوم عيد

الأضحى ورمى جمرة العقبة وقطع التلبية وبدأ بالتكبير، ثم حلق شعر رأسه

أو قصر، ثم ذبح هديه أو فديه أو أضحيته، ثم طاف بالبيت الحرام وسعى، ثم

مكث بمنى حتى اليوم الثاني عشر من ذي الحجة إن لم يتعجل ويرمي الجمار

الثلاثة بعد الزوال.

وطوبى لمن في شهر ذي الحجة من الحجاج كان آخر

عهده بالبيت الحرام طواف الوداع.

وطوبى لمن في شهر ذي الحجة لم يتمكن من الحج فعمل من

الصالحات قولاً وعملاً في العشرة الأيام الأول من ذي الحجة.

وطوبى لمن في شهر ذي الحجة اشتغل بالتهليل والتكبير والدعاء

والصيام وقراءة القرءان الكريم في لياليه وأيامه العشر الأول.

وطوبى لمن في شهر ذي الحجة لم يتمكن من الحج فصام يوم عرفة.

وطوبى لمن في شهر ذي الحجة شهد صلاة عيد الأضحى.

وطوبى لمن في شهر ذي الحجة أمسك عن قص شعره وجلده

حتى ذبح لله تعالى أضحيته.

وطوبى لمن في شهر ذي الحجة وفقه الله تعالى للصالحات

سراً وجهراً.

شكراً وتقديراً

في ختام هذا الموضوع ودعاً شهر ذي الحجة أتوجه لشكر الله تعالى عز

وجل الذي وفقني لنسج وتسطير وداع الشهور. ومن لم يشكر

الناس لم يشكر الله، فعليه أتوجه بخالص الشكر والتقدير لسعادة الشيخ

عدنان بن محمد عطاالله الياس مدير عام بيت عطاء الخير الإسلامي الذي

تبنى هذا الموضوع ( وداع الشهور ) في حلقاته الاثنا عشر، وقام شخصياً

وبنفسه الطيبة وحث مساعديه الأفاضل على حسن إخراجها في ثوب رائع

وجذاب، كما قام مشكوراً مأجوراً ببعثها في رسائل إلكترونية لجميع

المضافين في مجموعة بيت عطاء الخير الإلكترونية،

وجميع المجموعات البريدية الإسلامية والصديقة.

فاللهم أجزه وأهله ومن معه خير الجزاء، واجعل اللهم ذلك في موازين

حسناتهم، واجعلهم في كل خير، وأصرف عنهم كل شر، اللهم هب لهم من

سحائب مغفرتك قطرة لا تبقي لهم ذنباً، ومن رضاك وسترك نظرةً لا تترك

لهم عيباً، ومن خزائن رحمتك قبضةً لا تبقي لهم هماً ولا غماً أبداً، وارزقهم

رزقاً حلالاً طيباً مطيباً، وعملاً صالحاً زكياً، ونفساً قانعةً طيبةً مطمئنة راضية

مرضية حتى تناديهم فادخلي في عبادي وأدخلي جنتي.

دعاء

ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.

ربنا أصلحنا وأصلح قلوبنا وأصلح أعمالنا وأقوالنا وذرياتنا وسائر نسلنا.

اللهم اجعلنا من الهداة المهتدين الفالحين الفائزين في الدارين

يا رب العالمين.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

وصلى الله وسلم على نبينا ورسولنا وإمامنا خاتم الرسل سيدنا محمد

وعلى زوجاته الطيبات الطاهرات أمهات المؤمنين، وآله الأبرار الأطهار

المصطفين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

سبحان ربنا رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين

والحمد لله رب العالمين.

قد كتبت ما كتبت، فإن كان صواباً فمن الله تعالى،

وإن كان غير ذلك فمن نفسي والشيطان واستغفر الله إنه كان غفاراً.

كتبه في نهاية شهر ذي الحجة

الفقير والناشر ووالديهما وجميع المسلمين إلى رحمة ربهم وعفوه وغفرانه:

الدكتور عبدالله مراد العطرجي

مكة المكرمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق