الأربعاء، 19 أغسطس 2020

الغادر مخذول والناكث مغلول

الغادر مخذول والناكث مغلول


جاء في «قصص العرب» :

(3/80) عن عمرو بن حفص مولى الأمين أنه قال : دخلت على محمد

الأمين في جوف الليل ، وكنت من خاصته ، أصل إليه حيث لا يصل إليه أحد

من مواليه وحشمه ، فوجدته والشمع بين يديه وهو يفكر ، فسلمت عليه ،

فلم يرد علي ، فعلمت أنه في تدبير بعض أموره ، فلم أزل واقفًا حتى مضى

أكثر الليل ، ثم رفع رأسه إليَّ فقال : أحضر لي خزيمة بن خازم ، فمضيت

إليه فأحضرته ، فلم يزل في مناظرته حتى انقضى الليل ، فسمعت خزيمة

وهو يقول : أنشدك الله يا أمير المؤمنين ، ألا تكون أول الخلفاء نكث عهده ،

ونقض ميثاقه ، واستخف بيمينه ، ورد رأي الخليفة قبله , فقال : اسكت ،

لله أبوك ، فعبد الله بن خازم كان أفضل منك رأيًا ، وأكمل نظرًا

حيث يجتمع فحلان في هجمة .



ثم جمع وجوه القواد ، فكان يعرض عليهم واحدًا واحدًا ما اعتزمه ، فيأبونه

، وربما ساعده قوم ، حتى بلغ إلى خزيمة بن خازم وشاوره في ذلك ، فقال :

يا أمير المؤمنين ، لم ينصحك من كذبك ، ولم يغشك من صدقك ، لا تجرئ

القواد على الخلع فيخلعوك ، ولا تحملهم على نكث العهد فينكثوا عهدك

وبيعتك ، فإن الغادر مخذول ، والناكث مغلول .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق