الأربعاء، 13 نوفمبر 2019

سلسلة أعمال القلوب (23)


سلسلة أعمال القلوب (23)


ثامناً:أهمية الأعمال القلبية، والمفاضلة بينها وبين أعمال الجوارح

[انظر رسالة:الإرجاء للدكتور سفر الحوالي 2 / 541] : وذلك من وجوه

متعددة:

أولها: أن اختلال العبادات القلبية لربما هدم العبادات

التي تتعلق بالجوارح: ومن أمثلة ذلك

• الإخلاص:وهو عمل قلبي، فإذا زال الإخلاص من قلب العبد، فوقع

في الشرك، أو إذا وقع في النفاق الأكبر؛ فإن إيمانه يضمحل، وإذا وقع

في الرياء؛ فإن إيمانه يختل، وذلك العمل الذي خالطه الرياء يكون باطلاً؛

فالله طيب لا يقبل طيباً كما قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:

[أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي

غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ] رواه مسلم.

فالله لا يقبل هذه الأعمال التي يخالطها الإشراك: سواء كان ذلك في أول

العمل من أوله، أو كان في أثنائه واسترسل العبد معه، فإن ذلك يبطل العمل

في هاتين الصورتين، فصارت عبادة العبد الظاهرة: كالركوع، والسجود،

أو الصلاة، أو الصيام، أو غير ذلك صار ليس له منها إلا التعب،

ثم يعاقب عليها؛ لأنه صرفها لغير الله عز وجل .

• مثال آخر من الأعمال القلبية:التواضع: وهو عمل قلبي يظهر أثره على

الجوارح، ما الذي يبطله ويفسده؟ الكبر، والكبر هو تعاظم في القلب يظهر

أثره على جوارح الإنسان، فهذا يدل على اختلال عبادة التواضع- وهي عبادة

قلبية- لداء الكبر، ومعلوم أن الكبر مانع من دخول الجنة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق