زاد الطريق
🔺﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلۡفُقَرَاۤءُ إِلَى ٱللَّهِۖ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلۡغَنِیُّ ٱلۡحَمِیدُ﴾ [فاطر ١٥]
كلنا فقراء إلى الله في كل أمورنا، سواء شعرنا بذلك أم لم نشعر،
لكن الموفَّق من شعر بهذا الافتقار في أمور دينه ودنياه، وحوّل هذا الشعور إلى تضرع دائم بطلب الرحمة:
" ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين"،
ويستصحب هذا المعنى في كل وقت يسأله أن يعينه على كل أموره،
فهذا أحرى بالإعانة التامة من ربه وإلهه، الذي هو أرحم به من الوالدة بولدها.
أهل الإيمان رزقوا بصيرة يرون فيها فقرهم لرب العالمين، ويرون غناه سبحانه،
فهو الغني الحميد في غناه، فيطلبون منه كل أمر عظم أو دق.
قواعد تربوية ٢٢
🔺﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلۡفُقَرَاۤءُ إِلَى ٱللَّهِۖ ﴾ [فاطر ١٥]
أصل الانكسار لله هو الشعور بالفقر لله، الشعور بأننا شيء إلا بالله، الشعور بأنه لا حول لنا ولا قوة إلا بالله.
والناس في هذا درجات، وتكاد تكون درجاتهم في العبودية بحسب درجة شعورهم بهذا الفقر،
فلو شعر العبد بأنه لا يستطيع القيام إلا بالله لم يقم إلا وهو يقول بسم الله، ولو شعر بأنه لا يستطيع
الأكل إلا بمعونة الله لم يأكل إلا وهو يقول بسم الله، ولو شعر بأنه لايستطيع المشي إلا بمعونة الله
لم يمشِ إلا وهو يقول بسم الله، ولو شعر بأنه لايستطيع حفظ القرآن إلا بمعونة من الله لما حفظ إلا وهو يقول بسم الله.
وهكذا، فكلما توسع الشعور بالفقر زاد الذكر، والسؤال، والرجاء، والعبودية لله.
ضعف عبودياتنا سببها داء الاستغناء، سواء شعرنا به أو لم نشعر، فلنذكر أنفسنا بفقرنا لربنا،
وأننا نعيش تحت ألطافه، وأنه لا يجري علينا عطاء الا من كرمه، وأنه لا أحد يمد لنا يدا الا بتسخيره،
ولنسأله سبحانه أن يزكي نفوسنا، وأن يكشف عنا الغمة فنعرف حقيقة فقرنا.
الكمال أن تشعر بفقرك وأنت في عافية، ثم إذا نقصت العافية زاد الشعور بالفقر.
قواعد تربوية ٢٢
🔺الكمال أن تشعر بفقرك لله وأنت في عافية، ثم إذا نقصت العافية زاد الشعور بالفقر.
قواعد تربوية ٢٢
🔺﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلۡفُقَرَاۤءُ إِلَى ٱللَّهِۖ ﴾ [فاطر ١٥]
أعظم الأمراض التي يواجهها الانسان حين لايتمكن من الشعور بفقره لله هو مرض الطغيان،
وقد أخبر الله تعالى بهذا في أول مانزل من القرآن، فقال عز وجل:
﴿إِنَّ ٱلۡإِنسَـٰنَ لَیَطۡغَىٰۤ أَن رَّءَاهُ ٱسۡتَغۡنَىٰۤ ﴾
هذا المرض العظيم إن تمكن من فؤاد العبد يكون الخروج منه من أعسر الأمور،
لأن الشعور بالطغيان سيحل محل الشعور بالفقر لله، خصوصا إن كان عنده ادوات للتمكن،
فهذا يصبح الطغيان من طبعه وسمته، وكلما زاد تمكنا زاد طغيانا.
على المؤمن أن يعلم أنه ليس هناك إلا خياران:
إما الشعور بالفقر، أو أن الطغيان سيدخل قلبه، ومن ثم تجده يأتي لكل فرصة فيمارس فيها الطغيان،
فإن تصدق منّ على من تصدق عليه، وإن أحسن أظهر إحسانه، وإن كان تحت إدارته شخص
أو شخصان استعلى وظهر من أمراضه ماظهر.
ولايزال هذا الشعور يربو في نفسه حتى يصير خلقا له، وحينها يصعب اجتثاثه إلا إن سلط دينه على هذا الخلُق.
ولهذا كان لابد من المجاهدة وتصحيح التفكير، والحذر كل الحذر من هذا الداء، فقد يكون العبد مصليا
صائما لكنه حين يتمكن يطغى، فهذه حقيقة نفسية كبيرة لابد من الانتباه الشديد لعلاجها،
ويكون ذلك بتذكير النفس الدائم بأننا فقراء إلى الله من كل وجه، فلا حول ولا قوة لنا الا بالله.
بعد أن ينعم الله عليك بكل أنواع النعم لا تر نفسك عن ربك مستغنيا.
قواعد تربوية ٢٢
🔺بعد أن ينعم الله عليك بكل أنواع النعم لا تر نفسك عن ربك مستغنيا.
قواعد تربوية ٢٢
🔺{ إِنَّمَا تُنذِرُ ٱلَّذِینَ یَخۡشَوۡنَ رَبَّهُم بِٱلۡغَیۡبِ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَۚ
وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا یَتَزَكَّىٰ لِنَفۡسِهِۦۚ﴾ [فاطر ١٨]
المومن يعرف أن مصلحة تزكية نفسه عائدة عليه، ويعرف أن هذا القلب المخبأ في صدره بكل حركاته
إذا زكا فعود الزكاة له، وإذا خبث فعود الخبث عليه، فيبقى ملتفتا لنفسه مزكيا لها:
فإن شعر بلحظة رياء تداخله سارع بالفرار إلى الله،
وإن شعر بخاطرة مكر، أو خاطرة خداع، أو ازدراء لأحد أقبل على نفسه فخاصمها وهذبها.
وإن اكتشف في نفسه أيا مما لايليق بالمؤمن استعظمه.
يستعظم هذه الأمراض مع علمه بأن لا أحد يشعر بها، فهو يخشى ربه بالغيب،
وأثر هذه الخشية عليه أن يحاسب قلبه حسابا شديدا، ويبكي ويلح على الله بطهارة قلبه،
وينفق في سبيل الله رغبة منه في أن يشفيه ويزكيه، ويرجو أن يلقى ربه بقلب سليم.
المؤمن يعلم أن مصلحة تطهير القلب رغم انها عملية شاقة ومؤلمة إلا أنها عملية ثمينة
لها وزنها عند الله تعالى، فهو الذي أرشدنا لتطهير أنفسنا.
قواعد تربوية ٢٢
الأربعاء، 21 فبراير 2024
زاد الطريق
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق