الاثنين، 29 أكتوبر 2012

أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا

أضـــحـــى الـتـنــائــي بـــديـــلاً مــــــن تـدانـيــنــا
ونـــــــاب عـــــــن طـــيــــب لـقــيــانــا تـجـافــيــنــا
ألا وقـــــد حـــــان صــبـــح الـبــيــن صـبـحـنــا
حــــيـــــن فـــــقـــــام بـــــنـــــا لــلــحـــيـــن نــاعــيـــنـــا
مــــــــن مــبـــلـــغ الـمـلـبـسـيـنــا بـانـتـزاحــهــمــو
حـــزنــــاً مـــــــع الـــدهــــر لا يــبــلـــى ويـبـلـيــنــا
أن الـــزمـــان الــــــذي مــــــا زال يـضـحـكـنــا
أُنــــســــاً بـقـربــهــمــو قـــــــــد عـــــــــاد يـبــكــيــنــا
غيـظ العـدا مـن تساقيـنـا الـهـوى فـدعـوا
بـــــــــأن نــــغـــــص فــــقـــــال الــــدهـــــر آمـــيـــنـــا
فــانــحــل مــــــا كـــــــان مــعــقـــوداً بـأنـفـســنــا
وأنـــبـــت مـــــــا كـــــــان مـــوصــــولاً بـأيــديــنــا
وقــــــــد نــــكــــون ومــــــــا يــخـــشـــى تــفــرقــنــا
فــالــيـــوم نــــحــــن ومــــــــا يــــرجــــى تــلاقــيــنــا
يـــا لـيــت شـعــري ولـــم نـعـتـب أعـاديـكـم
هـــــل نـــــال حــظـــاً مـــــن الـعـتـبــى أعـاديــنــا
لــــــم نـعـتــقــد بــعــدكــم إلا الـــوفـــاء لـــكـــم
رأيــــــــــــاً ولــــــــــــم نـــتـــقـــلـــد غــــــيــــــره ديــــــنـــــــا
مــــا حـقــنــا أن تُــقـــرّوا عــيـــن ذي حــســـد
بــــنـــــا ولا أن تــــســـــرّوا كـــاشـــحــــاً فـــيـــنــــا
كـــنـــا نــــــرى الـــيـــأس تـسـلـيــنــا عـــوارضــــه
وقـــــــــد يــئــســنـــا فــــمـــــا لـــلـــيـــأس يــغــريـــنـــا
بــنـــتـــم وبــــنــــا فــــمــــا ابــتـــلـــت جــوانــحــنــا
شـــــوقـــــاً إلـــيـــكــــم ولا جـــــفـــــت مــآقــيـــنـــا
نـــــكـــــاد حـــــيــــــن تــنــاجــيــكـــم ضــمـــائـــرنـــا
يــقــضــي عـلـيــنــا الأســـــــى لـــــــولا تـأسّــيــنــا
حــــالـــــت لـفــقــدكــمــو أيـــامـــنــــا فـــــغـــــدت
ســـــــوداً وكـــانــــت بـــكــــم بــيــضـــاً لـيـالــيــنــا
إذ جــانـــب الـعــيــش طـــلـــقٌ مــــــن تـآلـفــنــا
ومـــــــورد اللهو صـــــــافٍ مــــــــن تـصـافــيــنــا
وإذ هــصـــرنـــا فــــنـــــون الــــوصـــــل دانــــيـــــة
قـــطـــافـــهــــا فــجــنـــيـــنـــا مـــــــنـــــــه مـــاشـــيــــنــــا
لـيـســق عـهـدكـمــو عــهـــد الــســـرور فــمـــا
كــــــنــــــتــــــم لأرواحـــــــــنـــــــــا إلا ريــــاحــــيـــــنـــــا
لا تــحـــســـبـــوا نـــأيــــكــــم عــــــنــــــا يـــغـــيـــرنـــا
إن طــــــال مــــــا غـــيّــــر الـــنــــأى الـمـحـبـيـنــا
والله مـــــــــــا طــــلــــبــــت أهــــــواؤنــــــا بــــــــــــدلاً
مــنــكــم ولا انــصــرفــت عــنــكــم أمـانــيــنــا
ولا اسـتـفــدنــا خــلــيــلاً عـــنـــك يـشـغـلـنــي
ولا اتـــخـــذنـــا بــــديـــــلاً مــــنـــــك يــســلــيــنــا
يـا سـاري الـبـرق غــاد القـصـر واســق بــه
مـن كــان صــرف الـهـوى والــود يسقيـنـا
واســـــــأل هــنــالـــك هـــــــل عـــنــــى تــذكــرنـــا
إلــــــــفــــــــاً تــــــــذكــــــــره أمــــــــســــــــى يـــعـــنّـــيــــنــــا
ويـــــــــا نـــســـيــــم الـــصـــبــــا بـــــلـــــغ تــحــيــتــنــا
مــن لــو عـلــى الـبـعـد حـيّــا كـــان يحيـيـنـا
فـــهـــل أرى الـــدهـــر يـقـضـيــنــا مـســاعــفــةً
مــــنــــه وإن لــــــــم يــــكــــن غِــــبّــــاً تـقـاضــيــنــا
ربــــــيــــــب مــــــلــــــك كــــــــــــأن الله أنــــــشـــــــأه
مــســكــاً وقــــــدر إنـــشــــاء الـــــــورى طــيــنـــا
أو صـــــاغـــــه ورقــــــــــاً مـــحــــضــــاً وتـــــوّجــــــه
مــــــن نـــاصـــع الــتــبــر إبـــداعـــاً وتـحـسـيـنــا
إذا تـــــــــــــــــــــــــأوّد آدتـــــــــــــــــــــــــه رفــــــــاهــــــــيـــــــــة
تــــــــؤم الــعـــقـــود وأدمــــتـــــه الــــبـــــرى لـــيـــنـــا
كـانــت لـــه الـشـمــس ظــئــراً فــــي أكِـلّـتــه
بـــــــــل مـــــــــا تـــجـــلــــى لـــــهـــــا الا أحــايــيـــنـــا
كــأنــمـــا أُثــبــتـــت فـــــــي صـــحــــن وجــنــتـــه
زهــــــــــر الـــكــــواكــــب تـــعــــويــــذاً وتــزيـــيـــنـــا
مــــا ضــــر أن لـــــم نــكـــن أكــفـــاءه شــرفـــاً
وفـــــــي الـــمــــودة كـــــــافٍ مــــــــن تـكـافــيــنــا
يــــــا روضــــــةً طــالــمـــا أجـــنــــت لـواحــظــنــا
ورداً جــــــــلاه الــصـــبـــا غــــضــــاً ونــســريــنـــا
ويــــــــــــــــا حــــــــيــــــــاة تـــمـــلـــيــــنــــا بــــزهــــرتــــهـــــا
مــــــنـــــــىً ضــــــروبـــــــاً ولــــــــــــــذات أفـــانـــيــــنــــا
ويــــــــا نــعــيــمــاً خـــطـــرنـــا مـــــــــن غـــضـــارتـــه
فــــي وشــــي نُـعـمــى سـحـبـنـا ذيــلــه حـيــنــا
لـــســـنــــا نــســمـــيـــك إجــــــــــلالاً وتـــكـــرمــــةً
وقــــــــدرك الـمـعــتــلــى عــــــــن ذاك يـغــنــيــنــا
إذا انــفــردت ومــــا شــوركــت فــــي صــفــة
فـحـسـبــنــا الـــوصــــف إيــضــاحـــاً وتـبـيـيــنــا
يــــــــا جــــنــــة الــخـــلـــد أُبــدلـــنـــا بــســدرتــهــا
والــكــوثـــر الــــعــــذب زقــــومــــاً وغـسـلــيــنــا
كــأنـــنـــا لــــــــم نــــبـــــت والــــوصـــــل ثــالــثــنـــا
والسـعـد قــد غــضّ مــن أجـفــان واشـيـنـا
إن كـان قـد عـزّ فـي الدنيـا اللقـاء بكـم
فـــي مــوقــف الـحـشــر نـلـقـاكـم ويكـفـيـنـا
ســـــرّان فـــــي خـــاطـــر الـظـلــمــاء يـكـتـمـنــا
حــتـــى يــكـــاد لـــســـان الــصــبــح يـفـشـيـنــا
لا غرو في أن ذكرنا الحزن حين نهت
عـــنــــه الــنّــهـــى وتــركــنـــا الــصــبـــر نـاســيــنــا
إنـــــا قــرأنـــا الأســـــى يـــــوم الــنـــوى ســــــوراً
مــكـــتـــوبـــة وأخـــــذنــــــا الـــصــــبــــر تــلــقــيــنـــا
أمـــــــــا هـــــــــواك فــــلـــــم نـــــعـــــدل بــمــنــهــلــه
شِــــربـــــاً وإن كــــــــــان يـــرويـــنــــا فـيـظــمــيــنــا
لــــم نــجــف أفــــق جــمــال أنــــت كـوكــبــه
ســالـــيـــن عــــنـــــه ولـــــــــم نـــهـــجـــره قــالــيــنـــا
ولا اخـــتـــيـــاراً تــجــنــبــنــاه عــــــــــن كـــــثـــــب
لــــكــــن عَــدَتـــنـــا عــــلــــى كــــــــرهٍ عــواديـــنـــا
نـــأســـى عــلــيــك إذا حُـــثّــــت مـشـعـشــعــة
فــــيــــنـــــا الــــشــــمـــــول وغــــنّــــانـــــا مــغــنـــيـــنـــا
لا أكــــؤس الــــراح تــبــدي مــــن شـمـائـلـنـا
ســـيـــمـــا ارتــــيـــــاح ولا الأوتـــــــــار تــلــهــيــنــا
دومـــي عـلــى الـعـهـد ـمـادمـنــا ـمـحـافـظـةً
فـالــحــر مـــــن دان إنــصــافــاً كـــمـــا ديـــنـــا
فــمــا استـعـضـنـا خـلـيــلاً مــنــك يـحـبـسـنـا
ولا اســتــفــدنـــا حــبــيـــبـــاً عـــــنـــــك يــثــنــيــنــا
ولـــــو صــبـــا نـحــونــا مـــــن عُـــلـــوِ مـطـلــعــه
بــدر الـدجـى لــم يـكـن حـاشــاك يصبـيـنـا
أولـــــــي وفـــــــاءً وإن لـــــــم تــبــذلـــي صــــلــــةً
فـــالـــذكـــر يــقــنــعــنــا والـــطـــيــــف يــكــفــيــنــا
وفــــي الــجـــواب مــتـــاع إن شـفــعــت بـــــه
بــيـــض الأيـــــادي الـــتـــي مـــازلـــت تـولـيــنــا
عــلــيـــك مــــنــــا ســــــــلام الله مــــــــا بــقـــيـــت
صــــبــــابــــة بــــــــــــك نُــخــفــيـــهـــا فــتــخــفــيــنـــا
 
ابن زيدون ذي الوزارتين والتي قالها في ولاّدة بنت المستكفي
 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق