لمّا اشتدّ بحصن بن حذيفة بن بدر الفزاريّ وجعه من طعنةٍ أصابته دعا ولده فقال:
الموت أهون ما أجد، فأيّكم يطيعني فيما آمره به؟
فقالوا: كلّنا مطيع.
فبدأ بأكبرهم فقال:
قمْ فخذ سيفي فاطعن حيث آمرك به.
فقال: يا أبتاه، هل يقتل المرء أباه؟
فأتى على القوم فكلّهم يقول نحوه
حتى انتهى إلى عيينة بن حصن
فقال: يا أبتاه، أليس لك فيما تأمرني راحة، ولي بذلك طاعة، وهو هواك؟
قال: بلى، فقمْ فخذ سيفي فضعه حيث آمرك ولا تعجل. فقام فأخذ السيف فوضعه على قلبه، فقال:
مرني يا أبتاه كيف أصنع؟
فقال ألق السّيف، إنّما أردت أن أعلم أيكم أمضى لما آمره به، فأنت خليفتي ورئيس قومك من بعدي ثم قال:
ولًّوا عيينة مـن بعدي أمورَكم *** واستيقنوا أَنّه بعدي لكم حامي
إمّا هلكتُ فإنّي قـد بنيتُ لكم *** عــزَّ الحياة بما قدّمت قدّامي
حتّى اعتقدتُ لوا قومي فقمتُ به *** ثمَّ ارتحلتُ إلى الجفنّى بالشامِ
لمّا قضى ما قضَى من حقِّ زائرِه *** عجتُ المطيّ إلى النّعمان من عامي
فابنُوا ولا تهدموا فالناسُ كلُّهم *** مـن بين بانِ إلى العُليا وهـدّامِ
والدَّهــر آخِرُه شبهٌ لأوّله *** قــومٌ كقـومٍ وأيّامٌ كـأيامِ
ثمّ أصبح فدعا بنى بدر فقال:
لوائي ورياستي لعيينة، واسمعوا منّي ما أوصيكم به
لا يتّكل آخركم على أوّلكم، فإنّما يدرك الآخر ما أدرك به الأوّل
وانكحوا الكفىّ الغريب فإنّه عزٌّ حادث، واصحبوا قومكم بأجمل أخلاقكم
ولا تخالفوا فيما اجتمعتم عليه، فإنّ الخلاف يزري بالرئيس المطاع.
وإذا حضركم أمران فخذوا بخيرهما صدرًا وإن كان مورده معروفًا
وإذا حاربتم فأوقعوا بحدٍّ وجدّ، ثم قولوا الحقَّ، فإنّه لا خير في الكذب.
واغزوا بالكثير الكثير، فإني بذلك كنتُ أغلبُ الناس.
وعجِّلوا بالقرى فإنّ خيره أعجله. ولا تجترئوا على الملوك فإنّهم أطول أيادي منكم.
ولا تغزوا إلاّ بالعيون، ولا تسرحوا حتى تأمنوا الصّباح.
وإياكم وفضحات البغي، وغلبات المزاح.
الموت أهون ما أجد، فأيّكم يطيعني فيما آمره به؟
فقالوا: كلّنا مطيع.
فبدأ بأكبرهم فقال:
قمْ فخذ سيفي فاطعن حيث آمرك به.
فقال: يا أبتاه، هل يقتل المرء أباه؟
فأتى على القوم فكلّهم يقول نحوه
حتى انتهى إلى عيينة بن حصن
فقال: يا أبتاه، أليس لك فيما تأمرني راحة، ولي بذلك طاعة، وهو هواك؟
قال: بلى، فقمْ فخذ سيفي فضعه حيث آمرك ولا تعجل. فقام فأخذ السيف فوضعه على قلبه، فقال:
مرني يا أبتاه كيف أصنع؟
فقال ألق السّيف، إنّما أردت أن أعلم أيكم أمضى لما آمره به، فأنت خليفتي ورئيس قومك من بعدي ثم قال:
ولًّوا عيينة مـن بعدي أمورَكم *** واستيقنوا أَنّه بعدي لكم حامي
إمّا هلكتُ فإنّي قـد بنيتُ لكم *** عــزَّ الحياة بما قدّمت قدّامي
حتّى اعتقدتُ لوا قومي فقمتُ به *** ثمَّ ارتحلتُ إلى الجفنّى بالشامِ
لمّا قضى ما قضَى من حقِّ زائرِه *** عجتُ المطيّ إلى النّعمان من عامي
فابنُوا ولا تهدموا فالناسُ كلُّهم *** مـن بين بانِ إلى العُليا وهـدّامِ
والدَّهــر آخِرُه شبهٌ لأوّله *** قــومٌ كقـومٍ وأيّامٌ كـأيامِ
ثمّ أصبح فدعا بنى بدر فقال:
لوائي ورياستي لعيينة، واسمعوا منّي ما أوصيكم به
لا يتّكل آخركم على أوّلكم، فإنّما يدرك الآخر ما أدرك به الأوّل
وانكحوا الكفىّ الغريب فإنّه عزٌّ حادث، واصحبوا قومكم بأجمل أخلاقكم
ولا تخالفوا فيما اجتمعتم عليه، فإنّ الخلاف يزري بالرئيس المطاع.
وإذا حضركم أمران فخذوا بخيرهما صدرًا وإن كان مورده معروفًا
وإذا حاربتم فأوقعوا بحدٍّ وجدّ، ثم قولوا الحقَّ، فإنّه لا خير في الكذب.
واغزوا بالكثير الكثير، فإني بذلك كنتُ أغلبُ الناس.
وعجِّلوا بالقرى فإنّ خيره أعجله. ولا تجترئوا على الملوك فإنّهم أطول أيادي منكم.
ولا تغزوا إلاّ بالعيون، ولا تسرحوا حتى تأمنوا الصّباح.
وإياكم وفضحات البغي، وغلبات المزاح.
من كتاب المصون في
الأدب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق