الخميس، 1 نوفمبر 2012

إلى بائعي البلاد


باعوا البلادَ إلى أعدائهم طَمَعًا
بالمال لكنّما أوطانَهم باعوا
قد يُعذرون لَوَ انّ الجوعَ أرغمهم
واللهِ ما عطشوا يومًا ولا جاعوا
وبُلْغَةُ العارِ عند الجوعِ تلفظها
نفسٌ لها عن قَبول العارِ ردَّاعُ
تلك البلادُ إذا قلتَ: اسمُها «وطنٌ»
لا يفهمون، ودون الفهمِ أطماع

 

****
أعداؤنا، منذ أن كانوا، «صيارفةٌ»
ونحن، منذ هبطنا الأرضَ، «زُرّاعُ»
لم تعكسوا آيةَ الخلاّقِ، بل رجعتْ
إلى اليهود بكم قُربى وأطباع

يا بائعَ الأرضِ لم تحفل بعاقبةٍ
ولا تعلّمتَ أنّ الخصمَ خَدّاع
لقد جنيتَ على الأحفاد، وا لَهَفي
وهم عبيدٌ، وخُدَّامٌ، وأتباع
وغرّكَ الذَّهبُ اللمّاع تُحرِزهُ
إن السَّرابَ كما تدريه لمّاع
فكِّرْ بموتكَ في أرضٍ نشأتَ بها
واتركْ لقبركَ أرضاً طولُها باع.

 

الشاعر/ إبراهيم طوقان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق