كبير السن وحقوقه في الإسلام 1
بسم الله الرحمن الرحيم
كبير السن وحقوقه في الإسلام
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أمّا بعد :
إن من المكارم العظيمة، والفضائل الجسيمة البر والإحسان إلى كبار السن، ورعاية حقوقهم،
والقيام بواجباتهم، وتعاهد مشكلاتهم، والسعي في إزالة المكدرات والهموم والأحزان عن حياتهم، إن هذا من أعظم أسباب التيسير والبركة، وانصراف الفتن والمحن والبلايا والرزايا عن العبد، وسبب للخيرات والبركات المتتاليات عليه في دنياه وعقباه، لقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما تُنصَرون بضعفائكم) وقوله صلى الله عليه وسلمابلغوني ضعفاءَكم؛ فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم) فمِن هؤلاء الضعفاء في المجتمع الإنساني المُسِنُّ؛ لأنه يصاحب المرء مرحلةَ الكبر ضعفٌ عام، بحيث تظهر بعض التغيرات على جسم الإنسان في حالة تقدمه في السن، مثل تجعد الجلد وجفافه، وثقل في السمع، وضعف في البصر والحواس بشكل عام، وبطء الحركة، وتغير لون الشعر، وما يحدث من ضعف في العظام، وانخفاض لحرارة الجسم، وضعف الذاكرة والنسيان، وبروز هذه التغيرات يتطلب الرعاية بهم ومن الفضائل لكبار السن في الإسلام، وما شرع لهم الإسلام من حقوق وواجبات، ولذا قال نبينا صلى الله عليه وسلم وهو يرشدنا إلى حق الكبير: (مَن لم يرحم صغيرنا ويعرِفْ حقَّ كبيرنا، فليس منا)
♦ فضل الكبير:
تضافرت الأحاديثُ الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم بأن الخير مع الأكابر،
والبركة مع كبار السن، وأن المؤمن لا يزاد في عمره إلا كان خيرًا له، إضافة إلى أن المسن المؤمن
له مكانة خاصة، تتمثل في التجاوز عن سيئاته، وشفاعته لأهل بيته؛
فلقد روى أبو هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(لا يتمنى أحدُكم الموتَ، ولا يدعو به من قبل أن يأتيه، إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله،
وإنه لا يزيد المؤمنَ عمرُه إلا خيرًا) وعن أنس رضي الله عنه، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(ألا أنبئكم بخياركم)، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (خيارُكم أطولُكم أعمارًا إذا سددوا)
وروى أبو هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالخيارُكم أطولكم أعمارًا،
وأحسنكم أعمالًا) وعن ابن عباس رضي الله عنهما، عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال الخير مع أكابرِكم)
وفي رواية: (البركة مع أكابركم) وعن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(ما مِن مُعمَّر يُعمَّر في الإسلام أربعين سنة إلا دفع الله عنه أنواع البلاء: الجنون، والجذام، والبرص،
فإذا بلغ الخمسين هوَّن الله عليه الحساب، فإذا بلغ الستين رزقه الله الإنابة إلى الله بما يحب الله،
فإذا بلغ السبعين أحبه الله وأحبه أهل السماء، فإذا بلغ الثمانين كُتبت حسناتُه ومُحيت سيئاته،
فإذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكان أسيرَ الله في أرضه، وشفع في أهل بيته)
♦ كما تَدين تُدان:
إذا احترمنا الكبير، ورعينا حقوقه، يسر الله تعالى لنا في كِبَرنا مَن يرعى حقوقنا،
جزاءً من جنس إحساننا، وسيأتي علينا يوم نكون فيه كبراء مُسنِّين، ضعيفي البدن والحواس،
في احتياج إلى من حولنا؛ أن يرعوا حقنا، وإن كنا مضيعين حقوقهم في شبابنا،
فسيضيع الشباب حقوقنا في كبرنا، لأن الله عز وجل يقول: ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾ [الرحمن: 60]،
وفي مقابل ذلك: ﴿ ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى ﴾ [الروم: 10]؛ فإن جزاء الإحسان،
والإساءة جزاؤها الإساءة؛ وفي رواية عن أنس مرفوعًا بلفظ: (ما أكرم شاب شيخًا لسنِّه،
إلا قيَّض اللهُ له مَن يكرمه عند سنِّه)،فهذا الحديث يبين أن إحسانَ الشباب للشيخ يكون سببًا
لأن يقيِّض الله له من يكرمه عند كبره، ومن العلماء من قال: إن في هذا الحديث
دليلًا على إطالة عمر الشاب الذي يكرم المسنين.
♦ توقيره وإكرامه :
إن مِن تعاليم الإسلام في حق الكبير: توقيره وإكرامه، بأن يكون له مكانة في النفوس،
ومنزلة في القلوب، وكان ذلك مِن هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه،
وجعله مِن هديه وسماته وصفاته، فقد أوجب نبينا صلى الله عليه وسلم احترام كبار السن،
والسعي في خدمتهم؛ فرُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: جاء شيخ يريد النبي صلى الله عليه وسلم
فأبطأ القوم عنه أن يوسعوا له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يرحم صغيرنا
ويوقر كبيرنا، ويأمر بالمعروف ويَنْهَ عن المنكر) وعن معاذ بن جبل: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالإذا أتاكم كبير قوم فأكرموه).
بسم الله الرحمن الرحيم
كبير السن وحقوقه في الإسلام
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أمّا بعد :
إن من المكارم العظيمة، والفضائل الجسيمة البر والإحسان إلى كبار السن، ورعاية حقوقهم،
والقيام بواجباتهم، وتعاهد مشكلاتهم، والسعي في إزالة المكدرات والهموم والأحزان عن حياتهم، إن هذا من أعظم أسباب التيسير والبركة، وانصراف الفتن والمحن والبلايا والرزايا عن العبد، وسبب للخيرات والبركات المتتاليات عليه في دنياه وعقباه، لقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما تُنصَرون بضعفائكم) وقوله صلى الله عليه وسلمابلغوني ضعفاءَكم؛ فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم) فمِن هؤلاء الضعفاء في المجتمع الإنساني المُسِنُّ؛ لأنه يصاحب المرء مرحلةَ الكبر ضعفٌ عام، بحيث تظهر بعض التغيرات على جسم الإنسان في حالة تقدمه في السن، مثل تجعد الجلد وجفافه، وثقل في السمع، وضعف في البصر والحواس بشكل عام، وبطء الحركة، وتغير لون الشعر، وما يحدث من ضعف في العظام، وانخفاض لحرارة الجسم، وضعف الذاكرة والنسيان، وبروز هذه التغيرات يتطلب الرعاية بهم ومن الفضائل لكبار السن في الإسلام، وما شرع لهم الإسلام من حقوق وواجبات، ولذا قال نبينا صلى الله عليه وسلم وهو يرشدنا إلى حق الكبير: (مَن لم يرحم صغيرنا ويعرِفْ حقَّ كبيرنا، فليس منا)
♦ فضل الكبير:
تضافرت الأحاديثُ الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم بأن الخير مع الأكابر،
والبركة مع كبار السن، وأن المؤمن لا يزاد في عمره إلا كان خيرًا له، إضافة إلى أن المسن المؤمن
له مكانة خاصة، تتمثل في التجاوز عن سيئاته، وشفاعته لأهل بيته؛
فلقد روى أبو هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(لا يتمنى أحدُكم الموتَ، ولا يدعو به من قبل أن يأتيه، إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله،
وإنه لا يزيد المؤمنَ عمرُه إلا خيرًا) وعن أنس رضي الله عنه، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(ألا أنبئكم بخياركم)، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (خيارُكم أطولُكم أعمارًا إذا سددوا)
وروى أبو هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالخيارُكم أطولكم أعمارًا،
وأحسنكم أعمالًا) وعن ابن عباس رضي الله عنهما، عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال الخير مع أكابرِكم)
وفي رواية: (البركة مع أكابركم) وعن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(ما مِن مُعمَّر يُعمَّر في الإسلام أربعين سنة إلا دفع الله عنه أنواع البلاء: الجنون، والجذام، والبرص،
فإذا بلغ الخمسين هوَّن الله عليه الحساب، فإذا بلغ الستين رزقه الله الإنابة إلى الله بما يحب الله،
فإذا بلغ السبعين أحبه الله وأحبه أهل السماء، فإذا بلغ الثمانين كُتبت حسناتُه ومُحيت سيئاته،
فإذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكان أسيرَ الله في أرضه، وشفع في أهل بيته)
♦ كما تَدين تُدان:
إذا احترمنا الكبير، ورعينا حقوقه، يسر الله تعالى لنا في كِبَرنا مَن يرعى حقوقنا،
جزاءً من جنس إحساننا، وسيأتي علينا يوم نكون فيه كبراء مُسنِّين، ضعيفي البدن والحواس،
في احتياج إلى من حولنا؛ أن يرعوا حقنا، وإن كنا مضيعين حقوقهم في شبابنا،
فسيضيع الشباب حقوقنا في كبرنا، لأن الله عز وجل يقول: ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾ [الرحمن: 60]،
وفي مقابل ذلك: ﴿ ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى ﴾ [الروم: 10]؛ فإن جزاء الإحسان،
والإساءة جزاؤها الإساءة؛ وفي رواية عن أنس مرفوعًا بلفظ: (ما أكرم شاب شيخًا لسنِّه،
إلا قيَّض اللهُ له مَن يكرمه عند سنِّه)،فهذا الحديث يبين أن إحسانَ الشباب للشيخ يكون سببًا
لأن يقيِّض الله له من يكرمه عند كبره، ومن العلماء من قال: إن في هذا الحديث
دليلًا على إطالة عمر الشاب الذي يكرم المسنين.
♦ توقيره وإكرامه :
إن مِن تعاليم الإسلام في حق الكبير: توقيره وإكرامه، بأن يكون له مكانة في النفوس،
ومنزلة في القلوب، وكان ذلك مِن هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه،
وجعله مِن هديه وسماته وصفاته، فقد أوجب نبينا صلى الله عليه وسلم احترام كبار السن،
والسعي في خدمتهم؛ فرُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: جاء شيخ يريد النبي صلى الله عليه وسلم
فأبطأ القوم عنه أن يوسعوا له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يرحم صغيرنا
ويوقر كبيرنا، ويأمر بالمعروف ويَنْهَ عن المنكر) وعن معاذ بن جبل: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالإذا أتاكم كبير قوم فأكرموه).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق