الأربعاء، 8 مايو 2024

كبير السن وحقوقه في الإسلام 2

كبير السن وحقوقه في الإسلام 2

♦ طيب معاملته :

إن مِن حقوق الكبير في الإسلام أن يُحسَن معاملاته، بحسن الخطاب،
وجميل الإكرام، وطيب الكلام، وسديد المقال، والتودد إليه؛
فإن إكرام الكبير وإحسان خطابه هو في الأصل إجلال لله عز وجل؛
فقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
(إن مِن إجلال الله: إكرامَ ذي الشيبة المسلم)
وفي رواية عن ابن عمر موقوفًا: عن ابن عمر،
قال: (إن مِن أعظم إجلال الله عز وجل: إكرامَ الإمام المقسط،
وذي الشيبة في الإسلام).

♦ بَدْؤه بالسلام :

إن مِن حقوق كبير السن إذا لقيناه أن نبدأه بالسلام مِن غير انتظار إلقاء السلام منه؛
احترامًا وتقديرًا له، فنسارع ونبادر بإلقاء السلام عليه بكل أدبٍ ووقار،
واحترام وإجلال، بل بكل معاني التوقير والتعظيم،
بل نراعي كِبَرَ سنه في إلقاء السلام بحيث يسمعه ولا يؤذيه،
فقد جاء في الحديث النبوي الشريف:
(يسلم الصغير على الكبير، والراكب على الماشي).

♦ إحسان خطابه :

وإن مِن حقوق كبير السن إذا حدثنا كبير السن أن نناديه بألطف خطاب،
وأجمل كلام، وألين بيان، نراعي فيه احترامه وتوقيره، وقدره ومكانته،
بأن نخاطبه بـ "العم" وغيره من الخطابات التي تدل على قدره
ومرتبه ومنزلته في المجتمع بكبر سنه، فعن أبي أمامة بن سهل :
قال: صلينا مع عمر بن عبدالعزيز الظهر، ثم خرجنا حتى
دخلنا على أنس بن مالك فوجدناه يصلي العصر، فقلت : يا عم،
ما هذه الصلاة التي صليت؟ قال: العصر، وهذه صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
التي كنا نصلي معه، عن عبدالرحمن بن عوف أنه
قال: بينا أنا واقف في الصف يوم بدر، نظرت عن يميني وشمالي،
فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة أسنانهما، تمنيت لو كنت بين أضلع منهما،
فغمزني أحدهما، فقال: يا عم، هل تعرف أبا جهل؟ قال: قلت: نعم،
وما حاجتك إليه يا بن أخي؟ قال: أُخبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم،
والذي نفسي بيده، لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا.

♦ تقديمه في الكلام :

إن مِن حقوق الكبيرِ في السن أن نقدمه في الكلام في المجالس،
ونقدمه في الطعام، والشراب والدخول والخروج، فقد ورَد في الحديث النبوي الشريف:
عن سهل بن أبي حثمة، قال: انطلق عبدُالله بن سهل،
ومحيصة بن مسعود بن زيد إلى خيبر، وهي يومئذ صلح، فتفرقا،
فأتى محيصة إلى عبدالله بن سهل وهو يتشمط في دمه قتيلًا، فدفنه،
ثم قدم المدينة، فانطلق عبدالرحمن بن سهل ومحيصة وحويصة ابنا مسعود
إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذهب عبدالرحمن يتكلم،
فقال: (كبِّرْ، كبِّرْ)، وهو أحدث القوم، فسكت، فتكلَّما، وعن ابن عمرَ:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قالنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةأراني أتسوك بسواك، فجاءني رجلان،
أحدهما أكبر من الآخر، فناولت السواكَ الأصغرَ منهما، فقيل لي: كبِّرْ،
فدفعته إلى الأكبر منهما)، وكان لنا قدوة وأسوة أكابرنا وأماجدنا؛
لأن شباب الصحابة والتابعين كانوا في غاية الأدب، وفي غاية الاحترام للكبار،
والتوقير والتقدير لهم، والقيام بحقوقهم، ومن النماذج والأمثلة على ذلك:
ما جاء في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا لأصحابه:
(إن مِن الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم، فحدثوني ما هي)،
فوقع الناس في شجر البوادي، قال عبدالله: ووقع في نفسي أنها النخلة،
فاستحييتُ، ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال: (هي النخلة).

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق