الجمعة، 10 مايو 2024

طلاق بعد 25 سنة زواج.. ليه؟ 1

 طلاق بعد 25 سنة زواج.. ليه؟ 1


الخبراء: التسلط وبرود العلاقة والمراهقة المتأخرة.. أهم أسباب الانفصال

د. شيماء عراقي: هدنة منزلية مؤقتة والاتفاق علي الجوانب المادية قد يهدئ الأمور

د. أسماء مراد: انفجار بعد تراكمات سنين وتنازلات كثيرة من أحد الطرفين

د. وليد هندي: هذه السن تعني زواج الونس واستعادة الذكريات الجميلة قبل اللجوء للقرار الصعب

ظاهرة خطيرة بدأت تنتشر بين كبار السن وهي الطلاق علي الرغم من مرور سنين كثيرة علي الزواج

قد تصل إلي خمسة وعشرين سنة أو أكثر. أسباب كثيرة قوية تدعو الزوجين للجوء إلي هذا القرار

علي الرغم من صعوبته وتأثيره السيئ عليهما وعلي الابناء والاحفاد.

وعلي الرغم من عشرة السنين الطويلة والمودة والرحمة والذكريات الجميلة إلا أن هناك

ما هو أقوي من كل ذلك دعاهما لاتخاذ هذا القرار الصعب.

الخبراء ذكروا الاسباب الحقيقية وراء هذه الظاهرة ومنها برود العلاقة بين الطرفين والوصول

الي مرحلة الخرس الزواجي وعدم اهتمام كل طرف بالآخر أو حدوث خيانة زوجية أو تحمل المرأة

لكامل مسئولية البيت بما فيها المسئولية المادية . وإحساس الرجل بدنو الاجل مع رغبته في

استعادة شبابه مع امرأة اخري أو شعور احد الطرفين بالخذلان بسبب انحياز الابناء للطرف الاخر

فيضطر للبحث عن الاستقلال بحياته بعيدا عنهم. وغير ذلك من اسباب.

طالب الخبراء بضرورة البحث في اسباب الظاهرة وتخصيص مبادرات لعلاجها وشرح طرق تفاديها

للأزواج من المسنين حتي لا يكونون فريسة لها ويستطيعان الاستمتاع بما تبقي من العمر معا

بعد اتمام رسالتهما والاقتناع بأن زواجهما أصبح اكثر احتياجا للونس والعيش علي الذكريات

الجميلة التي رافقتهما طوال سنين الزواج.

أسباب مهمة

تقول د. شيماء عراقي استشاري إرشاد اسري وتعديل سلوك: أصبح هذا الموضوع منتشراً

وملموساً فيما يشبه الظاهرة التي يجب البحث في اسبابها . فهناك اسباب مهمة أولها

بالنسبة للمرأة التي تكون بعد هذا العمر قد دخلت مرحلة سن متأخرة وتكون أكثر هشاشة

نفسية وليس لديها القدرة علي الصبر والتحمل بعد المرور مع الزوج بحياة مليئة بأسباب

تدعوها للانفصال خاصة أن المراة بطبيعتها تحب الاستقرار النفسي والعاطفي والأسري

فهي لن تضحي بسعادة ابنائها وبيتها الا اذا كانت هناك عوامل مهمة تدعوها لاتخاذ

هذا القرار المهم بعد مرور كل هذه السنين.

تضيف: من أهم الأسباب التي تؤدي الي طلب الطلاق الخيانة الزوجية التي تؤثر في مصير الحياة الزوجية

خاصة اذا تكررت. فالمرأة قد تتحمل او تتغاضي عن خيانة زوجها مرة مثلا في سبيل استقرار بيتها

واعتماد ابنائها علي انفسهم وتوصيلهم الي بر الامان ووقتها تكون قد انجزت مهمتها واصبحت ليس

لديها القدرة علي تحمل صدمة الخيانة الزوجية. ايضا العنف الجسدي والاهانة من بين الاسباب

القوية التي تجعل المراة تقف مع نفسها وقفة تجد طاقتها قد انتهت ولن تستقيم حياتها بهذا

الشكل وانها تحتاج لفترة من الراحة والاستجمام والهدنة بعد طول تعب وأنها بدأت تستفيق

لنفسها وانها يجب الا تتحمل هذه الاهانات من زوج لا يقدرها.

الصمت الزواجي

أشارت د. شيماء إلي أن من بين الأسباب لطلب المرأة قرار الانفصال هو العبء المادي خاصة


اذا كانت هي من يتحمل كل الاعباء المنزلية ففي حالات كثيرة تتحمل المرأة ادارة المنزل وتنفق

علي الرجل والابناء فتجد ان الزوج أصبح عبئا نفسياً عليها ولا ينفق عليها ولا علي البيت والابناء

ولا يقوم بدور الزوج المسئول لسنوات. أيضا العلاقة الحميمية قد تكون بها مشاكل وتشعر المرأة

بفقدان قيمتها خاصة مع وجود الصمت الزواجي مع فشل العلاقة الحميمية بينهما وهنا تكون المرأة

قد وصلت لنقطة النهاية خاصة اذا وجدت الزوج يغرد

جيدا خارج المنزل ولا يهتم بها ولا يجري حوارا ولا تفاهما بينهما.

قالت: لكي نكون منصفين فقد يري الزوج انه قد ادي رسالته وتحمل لاقصي درجة

ولا يريد التصادم مع الزوجة خاصة اذا كانت متسلطة وتحمل اذي كثيرا منها.

او تكون الزوجة مهملة فيه وايضا دخول امرأة اخري في حياته خاصة اذا كان قد اجري

مقارنات مع نساء اخريات او استقرار اصدقاء له. وفي عمر الخمسين او بعدها بقليل يمر

الرجل بمرحلة المراهقة المتأخرة فقد يريد تجديد شبابه مع زوجة اصغر سنا خاصة

اذا كان يفتقد للحب والامان والعلاقة الحميمية الناجحة مع زوجته.

المرأة تخسر أكثر

اضافت: اذا تحدثنا عن الضرر الواقع علي المرأة في هذه السن نجد أن المرأة هي الخاسرة

أكثر من انهاء العلاقة خاصة اذا لم يكن لها مسكن او مأوي اخر وتزداد الازمة اذا كان الزوج عنيفا

ويطردها من منزل الزوجية . وتكون المرأة في مأساة حقيقية خاصة اذا كانت منهكة جسمانيا


بعد سنوات الكفاح الطويلة وقد تكون مصابة ببعض الأمراض ويصعب عليها جدا الخروج من بيتها.

خاصة اذا كان اولادها متزوجين وتشعر بخذلان وضياع زهرة شبابها مع زوج لم يقدرها ويغدر بها في نهاية المشوار.

أكدت أن الرجل قد يواجه مأساة عندما تكون المرأة تستقوي بابنائها الذين يسندونها ويمنحوها

القوة في اتخاذ قرار انهاء العلاقة لعدم احتياجها للزوج الذي يجد نفسه قد تم التضحية به بعد سنوات الكفاح مع الزوجة والابناء.

تري ان الخبراء النفسيين والمتخصصين يجب ان يكون لهم دور بالتوعية للزوجين في هذه السن

مع ضرورة وجود مبادرات لعلاج هذه الظاهرة ونري احتياجات الرجل والمرأة وتغيرات المرأة الهرمونية

والنفسية. فالمرأة لا يتم النظر الي عمرها ويجب اعادة النظر في التعامل مع المرأة التي تحتاج

للاحتواء النفسي والعاطفي اكثر. وايضا بالنسبة للرجل بعد سن المعاش يشعر بان دوره في الحياة

انتهي ويفقد استقراره الوظيفي ويشعر بان حياته انتهت فتبدأ الصدامات والمشاكل مع الزوجة

فيجب حدوث حوار مجتمعي بشأن هذه القضية. فالآثار السلبية المترتبة علي هذا القرار في

هذه السن سيؤثر علي السلام المجتمعي والاستقرار الاسري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق