عَنْ أم المؤمنين أمنا السيدة / عَائِشَةَ / رضى الله تعالى عنها و عن
أبيها قَالَتْ :
[ كَانَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
ثَوْبَانِ قِطْرِيَّانِ غَلِيظَانِ
فَكَانَ إِذَا قَعَدَ فَعَرِقَ ثَقُلَا عَلَيْهِ فَقَدِمَ بَزٌّ مِنْ
الشَّامِ لِفُلَانٍ الْيَهُودِيِّ
فَقُلْتُ لَوْ بَعَثْتَ إِلَيْهِ فَاشْتَرَيْتَ مِنْهُ ثَوْبَيْنِ
إِلَى الْمَيْسَرَةِ
فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقَالَ قَدْ عَلِمْتُ مَا يُرِيدُ
إِنَّمَا يُرِيدُ أَنْ يَذْهَبَ بِمَالِي أَوْ بِدَرَاهِمِي
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
( كَذَبَ قَدْ عَلِمَ أَنِّي مِنْ أَتْقَاهُمْ لِلَّهِ وَ آدَاهُمْ
لِلْأَمَانَةِ )
الشـــــــــروح
وَبَوَّبَ الْإِمَامُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ بِلَفْظِ :
بَابُ شِرَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِالنَّسِيئَةِ قَالَ ابْنُ بَطَّالٍ :
الشِّرَاءُ بِالنَّسِيئَةِ جَائِزٌ بِالْإِجْمَاعِ ، قَالَ الْحَافِظُ
فِي الْفَتْحِ : لَعَلَّ الْمُصَنِّفَ يَعْنِي :
الْبُخَارِيَّ تَخَيَّلَ أَنَّ أَحَدًا يَتَخَيَّلُ أَنَّهُ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَشْتَرِي بِالنَّسِيئَةِ
فَأَرَادَ دَفْعَ ذَلِكَ التَّخَيُّلِ . انْتَهَى .
قَوْلُهُ
( ثَوْبَيْنِ قِطْرِيَّيْنِ )
كَذَا فِي بَعْضِ النُّسَخِ ، وفِي بَعْضِهَا : ثَوْبَانِ
قِطْرِيَّانِ ، وَهُوَ الْقِيَاسُ ،
قَالَ فِي النِّهَايَةُ : قِطْرِيٌّ بِكَسْرِ الْقَافِ : ضَرْبٌ
مِنَ الْبُرُودِ فِيهِ حُمْرَةٌ ،
وَلَهُ أَعْلَامٌ ، وفِيهِ بَعْضُ خُشُونَةٍ
( فَقَدِمَ بَزٌّ ) هُوَ ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ
( إِلَى الْمَيْسَرَةِ ) أَيْ : مُؤَجَّلًا إِلَى وَقْتِ الْيُسْرِ
( قَدْ عَلِمْتُ مَا يُرِيدُ ) مَا اسْتِفْهَامِيَّةٌ عَلَّقَ
الْعِلْمَ ، أَوْ مَوْصُولَةٌ ، وَالْعِلْمُ بِمَعْنَى الْعِرْفَانِ
( وَآدَاهُمْ ) قَالَ فِي الْمَجْمَعِ بِمَدِّ أَلِفٍ أَيْ :
أَحْسَنُهُمْ وَفَاءً . انْتَهَى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق