لن أصالحْ
بقلم / بهيجة
مصري إدلبي
لن أصالحْ
سوف أبقى حاملًا وجه البلادْ
حاملًا حزن اليمامةْ
لن أصالحْ
حتى لو أصبحت عظمًا في العمامةْ
نصحوني أن أصالحْ وأرادوا أن أبيع الدم
بالبخس القليلْ
نصحوني ..
أن أبيع الأرض َ
أن أبقى كما الظل الذليلْ
أن أغض الطرف عن كل المجازرْ
نصحوني أن أحاورْ
ثم قالوا : لا تغامرْ
نصحوني آه منهم آه من صمت المقابرْ
نصحوني ..
لم أكن أحتاج ناصحْ
لن أصالحْ ... لن أصالحْ
حتى لو قالوا منحناك الإمامةْ
ومنحناك من الأمر زمامهْ
لن أصالحْ
حتى لوقامت مع الحرب القيامةْ
فارجعوا إن شئتمُ أو فاركعوا
صالحوا أو طبعوا
إنما أقسمت أن أبقى أحاربْ
حتى لو أفردتُ وحدي
وطمرتم رأسكم مثل النعامةْ
كلهم قالوا بصوت واحد سنصالحْ
ما لنا والموت في تلك الدوائرْ
مالنا والحرب صالح لا تكابرْ
صالحت كل العشائرْ
لست منا إن أردت الحرب وحدكْ
أنت مسؤول إذا ما صرنا ضدكْ
إن حملت السيف في وجه الشهامةْ
فلتصالحْ
إنما الصلح سبيل للسلامةْ
قبل أن تمضي إلى كأس الندامة
لن أصالحْ
إن أردتم اذهبوا واعتذروا واعبدوا من
دمروا
قبلوا كف الأعادي
واشكروهم أنهم قد أحرقوا كل بلادي
واشكروا كف الذي تبت يداهْ
واشكروا كل الجناهْ
وأنا وحدي هنا سوف أقاومْ
لن أصالحْ لن أساومْ
سوف أقتص لمن ماتوا جميعا
واذهبوا أنتم بعيدًا واستظلوا بخيام الذل
إن ألقى خيامهْ
كلهم قالوا :
كفانا لنصالحْ ولنطيّرْ بيننا تلك
الحمامة
ماذا لو ضاعت بلادْ ماذا لو مات العبادْ
عبثٌ أن تعلن اليوم الجهادْ
نحن في وقت المصالحْ لم يعد فينا احتمال
للملامةْ
سنصالحْ .. حتى لو مالٌ بأرضْ
سنصالحْ .. حتى لو طولٌ بعرضْ
سنصالحْ .. حتى لو دمٌّ بماء أو هواءْ
حتى لو عين بشامهْ .. سنصالحْ
لم نعد نقوى على الحرب التي قد أرهقتنا
بالمذابحْ
لم تعد فينا دماء كي نقاتلْ أو نكافحْ
فاحتمل إن شئت هذا الموت واستقبل سهامهْ
لم يعد في وجهنا ماءٌ ولا في بحرنا ماء
لسابحْ
إن أردتَ الحرب حارب في الليالي مفردًا
لن ترى منا معينًا أو منافحْ
ما لنا والحرب في هذا الزمان
إننا أولاد عم كلنا أولاد عم في المصالحْ
سنصالحْ .. كلنا سوف نصالحْ
ولدينا كلُ أسباب المصالحْ غدروا فينا ولكن
سنسامح
هكذا الأخلاق في عرف القبائلْ كلُّ ما جئتَ به وهمٌ
وزائلْ
أنت خالفتَ الجماعةْ
عندما أصبحت في عصر الخيانات مقاتلْ
أنتَ من أنتَ لنرجوك الشفاعةْ؟
نحن ساداتٌ عواهلْ
نمسكُ العرش بأنياب ونلقي بالمشاكلْ
فلتصالحْ
لا تكن مثل المجانين وكنْ بالصلح عاقلْ
كن حليما واستعذ بالله من شر الحروبْ
إنما الحلم مع العقل وَسامهْ
لن أصالحْ
لن أخون الأرض والعرض الجريحْ
سأقاوم ْ .. وأنا في الوعد صادقْ
وبنصر الله والتحرير واثقْ
لن أخون العهد لا إنني ما خنت ذمهْ
إنني أقسمت أن أمضي شهيدًا
أو تعيش اليوم أمهْ لن أخون العهد
إن الحر لا يغتال دمّهْ
لن أصالحْ .. لن أصالحْ
إنها الحرب وفي الحرب السلامةْ
لم تكن حربي لدم سفحوهْ
لم يعد ثأري لطفل مزقوهْ
إنما ثأري لجثمان الكرامة
هكذا الأخلاق في عرف المقاتلْ
هكذا التاريخ يرضى أن أقاتلْ
هكذا النخوة في عرفي أنا
لا أرى في عرفكم غيرَ التخاذلْ
إن حربي اليوم كي لا تنحني في الأرض
قامهْ
من يهاب البحر يبقى جثة فوق السواحل
إن حربي كي يظل ( الله أكبر )
حتى ميعاد القيامةْ
إنها الحرب التي لابد منها إنها جلّ
المطامحْ
لن أصالحْ .. لن أصالحْ
ولأكن في عرفكم .. يا قوم جاهلْ
إنكم يا قوم ترضون الخنوعْ
وتريدون لسيفي أن يضيعْ وتريدون دمائي أن
أبيعْ
إنكم تخشون إصرار اليمامهْ
كل فرد منكمُ يبكي على مُلْكٍ أقامهْ
وأنا وحدي هنا
أبكي على موت الكرامهْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق