بشر الحافي هو أبو نصر بشر بن الحرث بن عبد الرحمن
المروزي.
الزاهد المشهور المعروف بـ "الحافي"، نزيل بغداد،
والمولود فيها
عام " 150 هـ " لقب بالحافي لأنه جاء إلى إسكاف يطلب
منه شسعاً لإحدى
نعليه، وكان قد انقطع، فقال له الإسكاف ما أكثر
كلفتكم على الناس،
فألقى النعل من يده والأخرى من رجله وحلف لا يلبس
نعلاً بعدها.
و جاء يوما إلى باب فطرقه فقيل من ذا
فقال : بشر الحافي ،
فقالت
له جارية صغيرة : لو اشتريت نعلا بدرهمين لذهب عنك اسم الحافي
.
وقيل عنه أنه كان مسرفًا على نفسه في أول أمره، وأن
سبب توبته أنه وجد
رقعة فيها اسم الله عز وجل في حمام فرفعها ثم رفع
طرفه إلى السماء قائلاً:
" سيدي! اسمك ههنا ملقى
يداس"
ثم ذهب
إلى عطار، فاشترى عطرًا، وعطر به تلك الرقعة وحفظها في مكان
أمين، فأحيى الله قلبه، وألهمه رشده، وصار إلى ما صار
إليه من العبادة
والزهادة .
طلب بشر الحافي العلم ، فسمع من الأكابر، أمثال حماد
بن زيد
وعبد
الله بن المبارك ومالك وابن مهدي وفضيل بن عياض ،
ثم حدّث عنه جماعة أيضًا من الأكابر، مثل " أبو خيثمة
"
و "
سري السقطي " ، ولكنه اعتزل بعد ذلك واشتغل بالعبادة،
وصار إمامًا في الزهد والعبادة، وكان له كلمات مفيدة
وأشعار راقية.
أثنى أهل العلم عليه في عبادته وزهادته، وورعه ونسكه
وتقشفه،
فقال الإمام أحمد عنه:
[ لم يكن له نظير إلا عامر بن عبد قيس، ولو تزوج لتم
أمره ]
من مأثور كلامه :
- الجوع
يصفي الفؤاد ويميت الهوي ويورث العلم الدقيق
- ومن
دعائه: اللهم إن كنت شهرتني في الدنيا لتفضحني في
الاَخرة
فاسلبه
عني.
- وقال:
من طلب الدنيا فليتهيأ للذل.
- وقال
بعضهم سمعت بشراً يقول لأصحاب الحديث
:
أدوا
زكاة هذا الحديث قالوا وما زكاته قال اعملوا من كل مائتي حديث
بخمسة أحاديث.
قال الحافظ الذهبي :
[ هذا على المبالغة وإلا فإن كانت الأحاديث في
الواجبات فهي واجبة
وإن
كانت في فضائل الأعمال فهي فاضلة لكن يتأكد العمل بها على المحدث
]
- وعنه قال : قد يكون الرجل مرائيا بعد موته ، يحب أن
يكثر الخلق
في جنازته
- وقال :
لا تجد حلاوة العبادة حتى تجعل بينك وبين الشهوات سدا
توفي بشر الحافي في يوم الجمعة 20 ربيع الأول سنة
227هـ ،
واجتمع في جنازته أهل بغداد عن بكرة أبيهم ، فرحمه
الله رحمة
واسعة وأجزل له المثوبة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق