قال ابن تيمية مجموع الفتاوى (9/290)
:
[ وقال النبي صلى الله عليه وسلم
:
( الريح من روح الله )
أي : من الروح التي خلقها الله ، فإضافة الروح إلى
الله إضافة ملك،
لا إضافة وصف ؛ إذ كل ما يضاف إلى الله إن كان عيناً
قائمة بنفسها
فهو ملك له ، وإن كان صفة قائمة بغيرها ليس لها محل
تقوم به ؛
فهو
صفة لله ؛ فالأول كقولـه :
{ نَاقَةَ اللهِ وَسُقْيَاهَا }
وقولـه
:
{ فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا
}
وهـو جبريل
{ فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيَّاً قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ
بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنتَ
تقِيَّاً
قَالَ
إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيَّاً
}
وقال :
{
وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا
فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا }
وقال
عن آدم :
{ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي
فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ } ]
قال ابن القيم
[ فهذه
مسألة زلَّ فيها عالم ، وضل فيها طوائف من بني آدم ،
وهدى الله أتباع رسوله فيها للحق المبين والصواب
المستبين ،
فأجمعت
الرسل صلوات الله وسلامه عليهم على أنها محدثة مخلوقة
مصنوعة مربوبة مدبرة ، هذا معلوم بالاضطرار من دين
الرسل
صلوات الله وسلامه عليهم ؛ كما يُعلم بالاضطرار من
دينهم أنَّ العالم حادث ،
وأن معاد الأبدان واقع ، وأن الله وحده الخالق ، وكل
ما سواه مخلوق له ،
وقد انطوى عصر الصحابة والتابعين وتابعيهم - وهم
القرون المفضلة
على ذلك من غير اختلاف بينهم في حدوثها وأنها مخلوقة
،
حتى
نبغت نابغة ممَّن قصر فهمه في الكتاب والسنة ، فزعم أنها قديمة
غير مخلوقة ، واحتج بأنها من أمر الله ، وأمره غير
مخلوق ،
وبأن الله تعالى أضافها إليه كما أضاف إليه علمه
وكتابه وقدرته وسمعه
وبصره ويده ، وتوقف آخرون فقالوا : لا نقول مخلوقة
ولا غير مخلوقة ]
لاستكمال القراءة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق