قالت له الملكة ذات يوم, بعد أن استيقظت من النوم, وقبل أن ينقضي أول النهار , سوف اجعلك لي مستشار, عليك تنفيذ الأوامر, ولا تتخذ غيري آمر .
قال: سمعًا وطاعة , كل أوامرك مطاعة ,
ولكن لماذا أراك واجمة, وعن الطعام والدنيا زاهدة,لا تلق لها بالًا فإنها فانية.
قالت الملكة: هي أم خاسرة, سبب همي كل دقيقة وثانية,
قال المستشار:ماذا فعلت أم خاسرة ؟ هل غضبت عليها أم أصبحت فاشلة ؟
قالت الملكة : دون الدخول فى تفاصيل قد لا تفيد , مشكلتها معي عدم الالتزام واحترام المواعيد , وكم كانت يدي معها سخية , وأعاملها بكل احترام وإنسانية , وكنت امنحها 20 دينار , فى بضع ساعات من النهار , أى شهريًا 600 دينار, هذا بخلاف الهدايا والإكرامية .مثلها مثل أم تعيس النكدية.
قال المستشار : عجبًا لتلك البائسة , فعلًا خاسرة أم خاسرة, لم تحافظ على النعمة , فانقلبت عليها نقمة ,
وماذا عن أم تعيس ؟ هل كانت مثلها ؟ أم فاقت كل المقاييس
قالت الملكة :هي مثال لكل ما هو مخالف , إذا مست يدها أي شيء أصبح تالف ,
هي عن كل شيء جاهلة , ونفرني ما ينبعث منها من رائحة, حاولت أن أعلمها, وعن كل شىء أفهمها, ولكن ماذا تقول, فقد احترت عن فهم بعض العقول,
وبما أنك مستشاري, ساعدني وارأف بحالي, وأحضر لي من يساعدني فى ليلي ونهاري.
قال المستشار: هذا أمر يسير, وستتواجد عندك غيرها, خلال ساعات على أقصى تقدير.
قالت الملكة : يا مستشاري, أريد الاستفادة من علمك, وخبرتك وذهنك, تساعدني فى دراستي, وكن معين لى بغربتي, وسوف أمنحك راتبًا, كي تكون عنى راضيًا.
فقل لي كم تريد يوميًا, أم نجعله راتبًا شهريًا؟
قال المستشار:منك لا أريد دنانير, فالعلم لا يقدر بالدراهم والقطمير.
قالت الملكة : ولكني على هذا الأمر مصرة, فقل لي وأدخل لقلبى المسرة,
قال المستشار :يا سيدتي أترك لك التقدير, فأنا لك مستشار ومدير,
سواء كنت حاضرة أو فى سفر, بفضل الله فمنه التيسير.
قالت الملكة :إذن سأمنحك 500 دينار, كل ثلاثين ليل ونهار.
قال المستشار:بل سأخدمك دون راتب, ولست عليك عاتب,
واحسرتاه على العلم الذى أنفقت عليه الغالي والنفيس,
أصبح اليوم أقل قيمة وثمنًا من راتب أم خاسرة وأم تعيس.
3/7/2011