إن
من أكثر القضايا التي تشغل بال المرضى مع قدوم شهر رمضان
المبارك
هو كيفية التعامل مع أدويتهم، وخصوصاً إذا كانت هذه الأدوية
تحتاج
إلى تكرار محدد أو أنها تؤخذ عادة قبل الطعام أو في وقت معين
من
النهار، وهذا ما يشكل
حيرة لدى هؤلاء المرضى حول مدى تأثير الصيام
على
فعالية هذه الأدوية، فيبحثون عن حلول بديلة لدى الأطباء
والصيادلة
للحفاظ
على فعالية هذه الأدوية في أيام صيامهم، ولكن أحياناً يقوم بعض
المرضى
للأسف وبسبب قلة الوعي الصحي بتغيير تكرار الأدوية ومواعيد
تناولها
دون استشارة طبية مما يوقعهم في أخطاء تناول
الأدوية.
ما هي أبرز أخطاء تناول
الأدوية خلال شهر رمضان؟
أشارت
دراسات حديثة وتقارير بحثية أن هناك العديد من الأخطاء التي
يقع
فيها المرضى عادة خلال أيام صيامهم ويجب تجنبها، نذكر أبرزها
:
مضاعفة
الجرعات :
البعض
يقوم بأخذ جرعة واحدة مضاعفة في رمضان بدلاً من
جرعتين
يومياً
كأن يتناولهما قبل رمضان، أو جرعتين مضاعفتين مرتين يومياً
بدلاً
من ثلاث أو أربع جرعات كان يتناولها قبل رمضان. هذا بحد ذاته
خطأ
كبير لأن مضاعفة الجرعة قد يكون لها مفعول سمي من جهة،
ومن
جهة أخرى فإن لكل دواء
عمر محدد ينتهي خلال وقت معين حتى لو تم
مضاعفة
الجرعة. فمثلاً إذا كان دواء جرعته 500 ملغ ويؤخذ كل 12
ساعة
أي أن عمر الدواء هو 12 ساعة فإنه حتى لو ضاعفنا
الجرعة
ل 1000 ملغ لمرة واحدة فسينتهي
تأثير جرعة الدواء
بعد 12 ساعة،
وبالتالي
لم نحصل على تغطية لتأثير الدواء خلال ال12 ساعة المتبقية،
بالإضافة
إلى احتمالية السمية التي تحصل جراء هذه الجرعة
المضاعفة.
تناول
الأدوية بعد الطعام:
بعض
المرضى يتناولون أدوية معينة قبل الطعام خلال الأيام السابقة
لشهر
رمضان ثم أصبحوا يتناولونها بعد الطعام في رمضان، وهذا قد يقلل
من
امتصاصها و فعاليتها وخصوصاً إذا كان الدواء يتداخل
مع
أطعمة معينة.
تناول
عدة أدوية معاً قد تتداخل مع بعضها بنفس
الوقت:
بعض
المرضى الذين يتناولون عدة أدوية موزعة على فترات قبل
رمضان
يقومون بجمع هذه الأدوية في فترتي الإفطار والسحور، وربما
بعض
هذه الأدوية تتنافر مع بعضها أو ربما تزداد الآثار الجانبية لها
على
الجهاز
الهضمي جراء هذا التناول.
تقليل
الزمن الفاصل بين الجرعات
وخصوصاً
لأدوية قد تحدث سمية :
إن
بعض الأدوية تكون ذات هامش أمان ضيق أي أن زيادة طفيفة
بالجرعة
قد يكون لها أضرار سمية على الجسم مثل الثيوفللين ومشتقاته
المستعملة
كموسعة للقصبات. لذلك فإن تقليل الزمن الفاصل بين جرعات
هذه
الأدوية يزيد من تركيزها في الدم وبالتالي تزداد احتمالية حدوث
السمية.
فمثلاً الزمن الفاصل الذي كان 12 ساعة بين تناول جرعتي هذه
الأدوية
قبل رمضان يصبح
ثمان ساعات أو أقل بعد رمضان بحكم أن
موعد
تناول الجرعتين أصبح
مرتبطاً بموعد الإفطار والسحور فقط.
الطرق
الصحيحة علمياً لتناول الأدوية في رمضان:
يجب
على المرضى بشكل عام - وخصوصاً المرضى ذوي الأمراض
المزمنة
والذين يتناولون أدوية باستمرار- استشارة الطبيب ليحدد لهم
نظاماً
لتناول الأدوية وجرعاتها خلال رمضان بحيث لا يؤثر
على
فعاليتها
العلاجية.
لكن
بشكل عام إن الطرق الصحيحة المتبعة لتناول
الأدوية
يمكن تلخيصها بما يلي :
الأدوية
التي تؤخذ لمرة واحدة كل 24 ساعة لا يحصل عليها أي تغيير
ومثال
على ذلك بعض أدوية ارتفاع الضغط.
الأدوية
التي تؤخذ على شكل جرعتين (كل 12 ساعة) يتم دراسة إمكانية
إعطاء
الدواء عند وجبتي السحور والإفطار بشرط ألا يسبب
سمية.
أما
السمية الناتجة عن تقليل الزمن الفاصل بين الجرعتين وخصوصاً
للأدوية
ذات هامش أمان ضيق يمكن التغلب عليها باستخدام شكل مديد
للدواء
بجرعة واحدة يومياً أو استبدال الدواء بدواء آخر يؤخذ لمرة
واحدة
باليوم.
الأدوية
التي تؤخذ بأكثر من جرعتين يومياً مثل بعض المضادات
الحيوية
يمكن استبدالها بأدوية
أخرى من نفس الزمرة و لها نفس الفعالية تؤخذ
لمرة
واحدة.
يمكن
استبدال طريقة الإعطاء
الفموية لبعض الأدوية التي يجب تكرارها
بطريقة
إعطاء أخرى لا تؤدي إلى الإفطار ومثال ذلك أقراص المسكنات
كالباراسيتامول
التي يمكن استبدالها
بالتحاميل او الشكل الحقني.
الأدوية
التي يفضل تناولها قبل الطعام مثل أدوية حموضة المعدة يمكن
أخذها
قبل السحور بنصف ساعة أو بعد الإفطار
بساعتين.
يجب أن يكون توزيع الأدوية
على فترتي الإفطار والسحور من قبل
الطبيب لمريض يتناول عدة
أدوية مثل أدوية
الضغط والقلب بحيث يأخذ
بعين
الاعتبار التداخلات المحتملة بين الأدوية.