التعريف
بالمرض
هو
عبارة عن حالة خوف غير محدد مع توتر شديد و توقعات تشاؤمية ،
و
هذه الأحاسيس تستمر لفترة طويلة تزيد عن الستة
شهور.
أثبتت
الدراسات أن
شخص من بين كل أربعة
أشخاص يعاني من القلق النفسي خلال
فترة
من
حياته.
أسبابه
تعتبر
الوراثة و كيمياء المخ و الشخصية و التجارب الحياتية من الأسباب
التي
تلعب دورًا في حدوث أمراض القلق ، و هناك أدلة كافية على أن
أعراض
القلق المرضي تحدث في عائلات بعينها.
و
تظهر الدراسات أنه
إذا
كان أحد التوأمين المتشابهين يعاني من مرض القلق المرضي ، فإنه
يرجح
أن يصاب توأمه بنفس العرض المرضي على عكس
الحال
في التوأم غير
المتشابه.
و
تشير نتائج الأبحاث هذه أن عنصر الوراثة ينشط من خلال التجارب
الحياتية
و يدفع ببعض الناس إلى هذه الأمراض.
كذلك
يبدو أن كيمياء المخ تلعب دورًا في بداية ظهور مرض القلق حيث
لوحظ
أن أعراض القلق تخف عادة عند استعمال الأدوية التي تؤثر في
كيمياء
المخ ، و قد تلعب وظائف المخ دورًا كذلك ، فقد تم إجراء أبحاث
لتحديد
المناطق المحددة فى المخ التي تصبح نشطة في الأشخاص الذين
يعانون
من أعراض القلق المرضي.
و
يمكن أن تلعب الشخصية دورًا هاما كذلك حيث لاحظ الباحثون أن
الأفراد
الذين لا يظهرون الكثير من التقدير لأنفسهم و ذوي مهارات
التكيف
الضعيفة معرضين لأعراض القلق أكثر من غيرهم ، و ربما كان
السبب
في ذلك أن عرض القلق المرضي قد ظهر في الطفولة مما
أدى
إلى فقدان الثقة فى
النفس.
و
بالإضافة إلى ذلك ، قد تؤثر التجارب الحياتية في حساسية المرء
للتعرض
لهذه المشكلات ، و يعتقد الباحثون أن العلاقة بين أعراض القلق
المرضي
و التعرض طويل المدى للأذى و العنف أو الفقر هو مجال هام
من
مجالات الدراسات في المستقبل.
و
سوف تمكن التكنولوجيا الحديثة العلماء من معرفة المزيد عن
العناصر
البيولوجية
و النفسية و الاجتماعية التي تسبب أعراض القلق ، و مع
تحسن
فهم الأسباب يمكن أن يتحسن العلاج و الوقاية من
أمراض
القلق في المستقبل
القريب.
أعراض
المرض
الإحساس
بالقلق و الخوف هو رد فعل طبيعي و ذو فائدة في المواقف
التي
تواجه الإنسان بتحديات جديدة ، فحين يواجه الإنسان بمواقف معينة
مثل
المقابلة الأولى للخطوبة أو الزواج، أو المقابلة الشخصية الهامة
للحصول
على عمل ، أو يوم الامتحان ، فإنه من الطبيعي أن يحس
الإنسان
بمشاعر عدم الارتياح و التوجس ، و أن تعرق راحتا يداه
،
و يحس بآلام في فم
المعدة ، و تخدم ردود الفعل هذه هدفًا هامًا
حيث
أنها تنبهنا للاستعداد
لمعالجة الموقف المتوقع.
و
لكن أعراض القلق المرضي تختلف اختلافًا كبيرًا عن أحاسيس القلق
الطبيعية
المرتبطة بموقف معين ، فأمراض القلق هي أمراض يختص
الطب
بعلاجها و لهذا الاعتبار فإنها ليست طبيعية أو
مفيدة.
و
تشمل أعراض مرض القلق النفسى كل الأحاسيس النفسية
المسيطرة
التي لا يمكن التخلص
منها مثل نوبات الرعب و الخوف و
التوجس
و الأفكار الوسواسية
التي لا يمكن التحكم فيها ، و كذلك الذكريات
المؤلمة
التي تفرض نفسها على الإنسان و الكوابيس ، كذلك تشمل
الأعراض
الطبية الجسمانية مثل زيادة ضربات القلب و
الإحساس
بالتنميل و الشد
العضلي.
و
يمكن تجميع أعراض القلق النفسى فى
مجموعة
من الأعراض النفسية تشمل
ما يلى :
الرهاب
(الخوف الغير منطقي) PHOBIAS.
عرض
الذعر أو الهلع PANIC ATTACKS.
عرض
الوسواس القهري.
عرض
الضغط العصبي بعد الإصابات أو
الحوادث.
عرض
القلق العام.
و
قد يتزامن حدوث عرض من أعراض القلق المرضي مع أمراض القلق
الأخرى
مثل الاكتئاب و الأمراض النفسية الأخرى أو الظروف الصحية
الخاصة
مثل إدمان الكحول أو تعاطي المخدرات ، و لذلك يجب على
الأفراد
الذين يعانون من أعراض القلق المرضي أن يزوروا طبيبًا نفسيًا
أو
طبيبًا باطنيا للقيام بفحص طبي شامل لتشخيص حالتهم فى وقت
مبكر.
طرق
العلاج
ينقسم
العلاج إلى قسمين أساسيين :
العلاج النفسى و العلاج
الدوائى.
أولا
: العلاج النفسى :
من
أفضل أنواع العلاج النفسي للقلق هو العلاج المعرفي
السلوكى
و
الأساليب المأخوذة منه مثل تعديل التفكير و الاسترخاء و طمأنة
المريض
تدريجيا.
و
تجب الإشارة هنا إلى أن الكثير من حالات القلق , خاصة التى
تتضمن
أعراضا
جسمانية تتحول إلى حالات مزمنة و يفشل علاجها بسبب عدم
الجمع
بين العلاج النفسي المناسب و الأدوية التى يجب اختيارها بدقة
حتى
لا تؤدى إلى الإدمان و المضاعفات
الأخرى.
و
يسعى العلاج النفسى لتغيير ردود الفعل عبر وسائل الاسترخاء مثل
التنفس
من الحجاب الحاجز و التعرض المتدرج لما يخيف المرء ، كما
يساعد
هذا العلاج المرضى على التعرف على الأعراض التي يعانون منها
و
لكنه يساعدهم كذلك على فهم أنماط تفكيرهم حتى يتصرفوا بشكل
مختلف
في المواقف التي تسبب أمراض القلق.
و
يتركز العلاج النفسي الديناميكي على مفهوم أن الأعراض تنتج عن
صراع
نفسي غير واعي فى العقل الباطن ، و تكشف عن معاني الأعراض
و
كيف نشأت ، و هذا أمر هام في تخفيفها.
ملاحظات
إن
تناول الأدوية النفسية يجب أن يكون تحت إشراف طبيب متخصص
حتى
لا يتعرض الفرد لأي مضاعفات تزيد الحالة
سوءاً.
كما
يفضل عدم إيقاف العلاج فجأة و إنما بتخفيض الجرعة و سحب العلاج
بالتدريج
، أيضا يجب الحذر أثناء أداء العمل خاصة إذا كان أمام آلات
،
و كذلك يمنع المريض من
قيادة السيارات بسبب التهدئة التى تسببها
بعض
هذه الأدوية بما يؤثر على الانتباه و سرعة ردود
الأفعال.
يجب
عند تناول هذه الأدوية الامتناع عن تناول الكحوليات و
المثبطات
الأخرى للجهاز العصبي
إلا حسب تعليمات الطبيب