قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
[ إنَّ الله إنما ضرب لكم الأمثال، وصرف لكم القول؛
لتحيا القلوب،
فإنَّ القلوب ميتة في صدورها حتى يحييها الله، من علم
شيئًا فلينفع به،
إنَّ للعدل أمارات وتباشير، فأما الأمارات فالحياء
والسخاء والهين واللين،
وأما التباشير فالرحمة، وقد جعل الله لكل أمر بابًا،
ويسَّر لكلِّ باب مفتاحًا،
فباب العدل الاعتبار، ومفتاحه الزهد، والاعتبار ذكر
الموت ،
والاستعداد بتقديم الأموال، والزهد أخذ الحقِّ من
كلِّ أحد قِبَله حقٌّ،
والاكتفاء بما يكفيه من الكفاف، فإن لم يكفه الكفاف
لم يغنه شيء ]
وقدم على عمر بن الخطاب رجل من أهل العراق، فقال:
لقد جئتك لأمر ما له رأس ولا ذنب.
فقال عمر: ما هو؟
قال: شهادات الزور ظهرت بأرضنا.
فقال عمر: أو قد كان ذلك؟!
قال نعم.
فقال عمر: والله لا يؤسر رجل في الإسلام بغير
العدول
وقال رِبعي بن عامر رضي الله عنه لرستم قائد الفرس
لما سأله: ما جاء بكم ؟ فقال:
[ الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى
عبادة الله،
ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل
الإسلام،
فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه، فمن قبل ذلك
قبلنا منه ورجعنا عنه،
ومن أبى قاتلناه حتى نفيء إلى موعود الله
]
وقال عمرو بن العاص:
[ لا سلطان إلا بالرجال، ولا رجال إلا بمال، ولا مال
إلا بعمارة،
ولا عمارة إلا بعدل ]
وقال ميمون بن مهران:
[ سمعت عمر بن عبد العزيز يقول:
لو أقمت فيكم خمسين عامًا ما استكملت فيكم
العدل،
إني
لأريد الأمر وأخاف أن لا تحمله قلوبكم فأخرج معه طمعًا من
الدنيا؛
فإن أنكرت قلوبكم هذا سكنت إلى هذا
]
وخطب سعيد بن سويد بحمص، فحمد الله وأثنى عليه، ثم
قال :
[ أيُّها الناس، إنَّ للإسلام حائطًا منيعًا، وبابًا
وثيقًا، فحائط الإسلام الحقُّ،
وبابه العدل، ولا يزال الإسلام منيعًا ما اشتدَّ
السلطان،
وليست شدة السلطان قتلًا بالسيف، ولا ضربًا بالسوط،
ولكن قضاء بالحق وأخذًا بالعدل
]
وقال ابن حزم :
[ أفضل نعم الله تعالى على المرء أن يطبعه على العدل
وحبه،
وعلى الحقِّ وإيثاره ]
وقال ابن تيمية :
[ العدل نظام كلِّ شيء، فإذا أُقيم أمر الدنيا بعدل
قامت،
وإن لم يكن لصاحبها في الآخرة من خلاق، ومتى لم تقم
بعدل لم تقم،
وإن كان لصاحبها من الإيمان ما يجزى به في الآخرة
]
وقال أيضا:
[ وأمور الناس تستقيم في الدنيا مع العدل الذي فيه
الاشتراك في أنواع الإثم،
أكثر مما تستقيم مع الظلم في الحقوق وإن لم تشترك في
إثم؛
ولهذا قيل: إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت
كافرة؛
ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة. ويقال: الدنيا تدوم
مع العدل والكفر،
ولا تدوم مع الظلم والإسلام
]
وقال ابن القيم:
[ ومن له ذوق في الشريعة، واطلاع على كمالها،
وتضمنها لغاية مصالح العباد في المعاش والمعاد،
ومجيئها بغاية العدل الذي يسع الخلائق، وأنَّه لا عدل
فوق عدلها،
ولا مصلحة فوق ما تضمنته من المصالح،
تبين له أنَّ السياسة العادلة جزء من أجزائها، وفرع
من فروعها،
وأنَّ من أحاط علمًا بمقاصدها، ووضعها موضعها،
وحسن فهمه فيها لم يحتج معها إلى سياسة غيرها
البتة.
فإنَّ السياسة نوعان: سياسة ظالمة، فالشريعة تحرمها،
وسياسة عادلة تخرج الحقَّ من الظالم
الفاجر،
فهي من
الشريعة علمها من علمها، وجهلها من جهلها
]