بطولات هزت الجبال(1)
لمحمد بن عبد الرحمن بن عبد اللطيف
يصدع بالقرآن فيدمى وجهه
البطل : عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .
البطولة : الجهر بالحق .
تفاصيل البطولة :
عن الزبير بن العوام رضى الله عنه قال : كان أول من جهر بالقرآن الكريم
بمكة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود رضى الله عنه .
و ذات يوم اجتمع أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم فقالوا :
والله ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر به قط فمن منكم رجل يسمعهم ؟
فقال عبد الله بن مسعود : أنا , فقالوا : إنا نخشاهم عليك ،
إنما نريد رجلاً له عشيرة تمنعه من القوم إن أرادوه ,
فقال : دعوني، فإن الله سيمنعني .
فغدا ابن مسعود حتى أتى المقام في الضحى ، و قريش في أنديتها حتى
قام عند المقام فقال رافعًا صوته : بسم الله الرحمن الرحيم
{ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآَنَ }
فاستقبلهم وقرأ بها.. فتأملوا برهة ثم قالوا : ماذا يقول ابن أم عبد ؟
فقالوا : إنه يتلو بعض ما جاء به محمد , فقاموا يضربونه في وجهه
والدماء تسيل منه وهو يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ..
ثم انصرف إلى أصحابه وقد أثروا بوجهه حينما رأوا الدماء تسيل منه...
فقالوا : (هذا الذي خشينا عليك منهم) .
فقال رضى الله عنه كلمات سطرها التاريخ : (ما كان أعداء الله قط
أهون علي منهم الآن.. ولئن شئتم غاديتهم بمثلها غدًا) .
أي إيمان هذا ؟! أي يقين هذا ؟! أي ثبات هذا ؟! فقالوا له :
(حسبك، فقد أسمعتهم ما يكرهون) .
العبرة المنتقاة :
إن الداعية إلى الله عز وجل سوف يلقى الأذى في سبيل دعوته ولكن الواجب
عليه أن يتحلَّى بالصبر، وأن لا يضعف ولا يتخاذل لأن
الحق معه، ولأنه ماضٍ على الطريق الصحيح .
حيث إن : عبد الله بن مسعود رضى الله عنه يجهر بالقرآن أمام قريش
فيضربونه و يؤذونه ثم يذهب لأصحابه و يقول :
لئن شئتم غاديتهم بمثلها غدًا .