يشعر الكثير من الناس بالإجهاد من وقت لآخر بسبب
الانخراط في العمل
وعدم أخذ فترات راحة كافية، وهذا أمر معتاد بين الناس
ويختفي بمجرد
أخذ قسط من الراحة خاصة في عطلة نهاية الأسبوع،
ولكن إذا استمر هذا الشعور بالتعب والاجهاد
رغم محاولة أخذ قسط من الراحة عندئذ يخرج الموضوع عن
حدوده
الطبيعية المعتادة ويدخل في إطار الحالات المرضية
المزمنة التي لا يجب
أن يستهان بها ويكون من الضرورى دراسة أسباب مثل هذا
التعب
والإجهاد المزمن الذي قد يؤثر على العمل ومن ثم
الإنتاج بصفة عامة.
لقد أثبتت الدراسات المسحية أن واحداً من كل مائتي
شخص يعاني من
أعراض الإجهاد المزمن، وأكثر من ذلك ممن يعانون من
أعراض مماثلة
ولكنها مصحوبة ببعض الإحباط، وقد لوحظ أن مثل هذه
الحالات أكثر
حدوثا بين النساء في المرحلة العمرية بين عشرين
وأربعين عاما من
العمر، وفي حالة إصابة الأطفال بمثل هذه الحالات يكون
شفاؤهم أسرع
من الكبار فقد أوضحت دراسة على عينة من الكبار بعد
إصابتهم بمثل هذه
الحالات أن 70% منهم لم ينعموا بالشفاء من شكواهم
المرضية بعد
مرور عام على هذه الحالة. الأسباب والأعراض
قد لا
يوجد سبب محدد لحالات الشعور بالإجهاد
المزمن،
وتحوم
الشكوك عادة حول الفيروسات الممرضة على اختلاف أنواعها،
فقد يتسبب الفيروس في ضعف مناعة المصاب ومن ثم شعوره
بالإجهاد
المزمن والتعب لأقل مجهود، ويحوم الشك بصورة أكبر حول
الفيروسات
التي تصيب الغدد خاصة، إلا أنه لا دليل قوي لإثبات أن
هذا هو السبب
الحقيقي وراء الإجهاد المزمن. - وقد لوحظ أن الإجهاد
الشديد بعد
الإصابة بنوع ما من الفيروسات قد يكون مصحوبا بالشعور
بحالة نفسية
سيئة، وتتجه الأبحاث الحديثة في الوقت الراهن نحو
دراسة التمثيل
الغذائي غير الطبيعي الذي قد يحدث في بعض الخلايا..
وتتراوح مدة
معاناة المريض من حالات الإجهاد المزمن إلى 6 شهور
يصاحبها
عدم المقدرة على أداء الأعمال المعتادة سواء في العمل
أو في البيت.
- ويصاحب حالات الإجهاد المزمن كذلك آلام في المفاصل
وسرعة الانفعال
والعصبية، ويحدث بالتبادل مع الإجهاد المزمن نوبات من
النشاط الزائد
الذي يؤدي بالمريض إلى زيادة حالة الإجهاد المزمن
سوءاً.
- يصاحب هذه الحالات عادة عدم استقرار في النوم أو في
الحالة المزاجية
ولكن ليس لدرجة الإحباط. التشخيص والعلاج
* من الضرورى إجراء فحص طبي شامل وتحليل دم
كامل
للحكم
على احتمال وجود أمراض السكر أو الغدة الدرقية أو أي
اضطرابات هرمونية مما يجعل تشخيص حالات الإجهاد
منطقياً ومقبولاً.
* يجب أن يتقبل كل من الطبيب والمريض
الحقيقة
والأمر
الواقع بأن هناك مشكلة تحتاج إلى نوع من البحث وذلك قبل البدء في
العلاج. *
وإلى
أن يستطيع الطبيب تحديد السبب الحقيقي وراء المشكلة، يجب
أن
يكون المريض على اقتناع تام بأن الحل يكمن في الحالة
النفسية ومحاولة
ضبطها وأن هذا هو السبيل إلى التغلب على المشكلة.
*وهنا يبدأ المريض
في
تحديد بعض الأمور التي قد تسبب له الوقوع في مثل هذه الحالة مثل
ظروف العمل وضغوطه وسوء العلاقة مع بعض الأفراد وعدم
الرضا
ببعض أمور الحياة بصفة عامة. ينصح للمريض بمستوى معين
من
النشاط بحيث يكون كافياً لحالته كنوع من الحافز ولكن
ليس إلى درجة
إجهاده، مما يكون بديلاً للدائرة المغلقة التي قد يضع
فيها المريض نفسه.
ينصح بعدم النوم نهاراً حتى يستطيع المريض أن ينعم
بنوم هادئ مريح
بلا أرق أثناء الليل.
* تتركز أدوية علاج هذه
الحالات
في
العقاقير المضادة للإحباط وغيرها مما له أثر على تحسين الحالة
النفسية من أدوية حديثة مثل الأدوية التي تمنع فقد
مادة السيروتينين.
الغذاء وعلاج حالات الإجهاد المزمن
* يشترك عدة أطباء في مختلف التخصصات في تحديد
الوجبات الغذائية
التي تناسب حالات الإجهاد المزمن بشكل مبدئي نظراً
لأن سبب الحالة في
البداية يكون غير مفهوم وبالتالي لا يكون العلاج
المضبوط قد تحدد بعد
وكذلك نظراً لأن التنوع في تحديد الوجبات الغذائية قد
يتلاءم مع اختلاف
الحالات.. فإذا حاول الطبيب أو أخصائي التغذية تحديد
الغذاء الملائم لكل
فرد بمفرده فإن هذا سوف يستهلك الكثير من الوقت، كما
أن المتطلبات
الغذائية التي تختلف من فرد لآخر قد تختلف وتتنوع
أيضاً لنفس الشخص
في مراحل مختلفة من الحالة المرضية.
* كقاعدة عامة يحتاج المريض إلى وجبات
غذائية
غنية بالمغذيات الأساسية لإعادة شحذ الطاقات المخزونة
المعطلة.
ينصح المريض بعدم ملء معدته بالأغذية المحسنة
والأغذية العالية
التجهيز القليلة القيمة الغذائية وبخاصة عندما تكون
شهية المريض
محدودة لتناول الطعام، لذا ينصح بتجنب تناول كل من
الكيك والبسكويت
والحلويات أو أي أغذية غنية بالسكريات والدهون أو أي
مقليات، وينصح
بتناول الأغذية العالية القيمة الغذائية وبخاصة فواتح
الشهية من السلطات والفاكهة.
* ينصح بتناول الأغذية المصنوعة من الحبوب
الكاملة
كالخبز
والمكرونة وكذلك الأغذية الكاملة مثل الفاكهة بدون عصر أو
تقشير والخضراوات، كما ينصح بتناول البقوليات كالعدس
والفول، فكل
هذه الأغذية يجب أن تحتل موقعاً رئيسياً في الوجبات
المتنوعة للمريض.
يحتاج المريض إلى زيادة تدعيم مثل هذه الأغذية بتناول
الأسماك وغيرها
من البروتين الحيواني مثل اللحوم الحمراء والدواجن
والتي تمد الجسم
بالفيتامينات والأملاح المعدنية الضرورية. ينصح
بتضمين الأسماك
الدهنية في الوجبات الغذائية بصورة منتظمة مثل
السردين والرنجة
والمكاريل لضمان تناول كمية كافية من الأحماض
الأساسية مثل أوميجا3
التدليك البسيط ينصح بتناول البذور والزيوت النباتية
وبخاصة زيت
الزيتون لضمان تناول أوميجا6 وهو من الأحماض الدهنية
الأساسية
. ينصح
بتناول كمية كافية من الخضراوات والفاكهة الطازجة المتنوعة
والمكسرات إمداد الجسم بالفيتامينات الكافية. * ينصح
كذلك بالتنوع
الغذائي بتناول المريض أنواعاً مختلفة من العصائر حتى
لا يمل
من تكرار تناول نفس الأغذية.
* ينصح بتجنب تناول الكافيين في صورة الشاي أو القهوة
أو الكولا،
كما
ينصح بتجنب كافة المشروبات الغازية الأخرى لأن كلاً من هذه
الأغذية يتدخل سلبياً في الامتصاص الجيد للفيتامينات
الضرورية التي
يفتقر إليها الجسم، كما أن أثرها المنبه قد يزيد من
الشعور بحالات القلق سوءاً.
* تتحسن حالة المريض عادة بتناول وجبات متعددة
صغيرة
مغذية
أفضل من تناول وجبتين أو ثلاث وجبات كبيرة خلال اليوم.
* قد يعاني بعض المصابين بحالات الإجهاد المزمن من
الحساسية تجاه
أنواع معينة من الأغذية وأشهرها المواد الحافظة
والمواد الملونة
ومنتجات الألبان وجلوتومات أحادي الصوديوم والجلوتين
وهو نوع
من البروتين يوجد في القمح، فإذا شك المريض في غذاء
معين لكونه أحد
أسباب الحساسية وأنه يزيد الأعراض سوءاً ينصح
بالامتناع عن تناوله
لمدة أسبوع أو أسبوعين لتحديد
آثاره.
* يفيد
التدليك البسيط في التخفيف من آلام العضلات والمفاصل كما
تساعد على استرخاء الجسم والعقل مما يسمح للمريض
بالعمل بكفاءة أكبر
المصدر
: د. نهاد ربيع البحيري