الوضوء شرط
لصحة الصلاة
قال تعالى :
{ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ
فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ
وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ
بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ
(6)
}
المائدة
وهو تطهير
للأعضاء الظاهرة بالماء تمهيدا للدخول في الصلاة،
واستعدادا
لمناجاة الله تعالى، وعلامة على تطهير الجوارح من الخطايا
والذنوب،
وتنظيف القلب مما يشغل عن الله تعالى من الغفلات والمحرمات،
ويحجب عن تلقفي
أنواره وفيوضاته وعلومه اللدنية وحكته الالهية
قال أحد العلماء
" اعلم أنك إذا
توضأت فإنك ستزور ربك عز وجل
فعليك أن تتوب
إليه، لأنه جعل الغسل بالماء مقدمة للغسل من الذنوب.
فإذا تمضمضت
فطهر لسانك من الكذب والغيبة والنميمة،
فإنما خلق
لسانك لذكر الله تعالى وتلاوة القرآن، ولترشد به خلقه
وتظهر به ما
في نفسك من حاجات دينك ودنياك، فإذا استعملته
في غير ما
خلق له فقد كفرت نعمة الله فيه، فإن جوارحك نعمة،
والاستعانة
بالنعم على المعاصي غاية الكفران،
فإذا استنشقت
فطهر أنفك من أن تشم محرما،
فإذا طهرت
وجهك فطهر نظرك من ثلاث:
أن تنظر الى
محرم، أو الى مسلم بعين الاحتقار، أو الى عيب
أحد
فإنما خلقت العينان
لتهتدي بهما في الظلمات، وتستعين بهما في الحاجات،
وتنظر بهما
الى عجائب ملكوت الأرض والسموات،
فتعتبر بهما
بما تراه من الآيات
وإذا طهرت يديك
بالماء فطهرهما من أن تؤذي بهما
مسلما،
أو تتناول مالا محرما،
أو تكتب بهما ما لا يجوز النطق به،
فإن القلم أحد
اللسانين فاحفظه عما يجب حفظ اللسان عنه،
وإذا مسحت
رأسك فاعلم أن مسحه امتثال لأمر الله، والخضوع لجلاله،
والتذلل بين
يديه، وإظهار الافتقار إليه،
وإذا طهرت بين
رجليك فطهرهما من المشي الى حرام "
هذا هو الوضوء
الصالح، الذي قال عنه
النبي صلى
الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:
( من توضأ
فأحسن الوضوء خرجت خطاياه
من جسده حتى
تخرج من أظفاره )
رواه مسلم عن
عثمان.
وهذه طائفة من الآداب الإسلامية في الوضوء
1- ابتداء
الوضوء بتسمية الله تعالى.
عن أبي
هريرة رضى الله عنه وارضاه
رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال:
( لا وضوء لمن لم يذكر
اسم الله تعالى )
رواه أبو
داود.
2- الهدوء
وحضور القلب أثناء الوضوء، لأن السكينة
والخشوع
في الوضوء مقدمة للخشوع
في الصلاة.
3- استعمال
السواك عند كل وضوء، لأنه مطهرة للفم، مرضاة
للرب.
عن أبي
هريرة رضى الله عنه وارضاه
رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال:
( لولا أن
أشقّ على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء )
رواه
البخاري.
4- تجنب الكلام
والضحك واللعب بالماء أثناء الوضوء.
5- تجنب لطم
الوجه والرأس بالماء لطما.
6- تجنب نفض
اليدين بعد الوضوء ورش الماء.
7- الحرص على
إسباغ الوضوء زيادة على الفرائض، الى العضدين
وأنصاف السوق،
وخاصة في أوقات البرد،
لأنه نور المؤمن وحليته
يوم القيامة.
عن أبي
هريرة رضى الله عنه وارضاه
رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال:
( ألا أدلكم على ما يمحو
الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات،
قالوا: بلى يا
رسول الله.
قال: إسباغ
الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا الى المساجد،
وانتظار
الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط، فذلكم الرباط )
رواه
مسلم.
وعنه
قال: سمعت
خليلي صلى
الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول:
( تبلغ الحلية
من المؤمن حيث يبلغ الوضوء )
رواه
مسلم.
8- الانتباه
الى تبليغ الوضوء، وإيصال الماء الى ثنايا الجلد
والأعقاب وبين
الأصابع.
عن أنس رضى
الله عنه وارضاه قال:
( رأى النبي
صلى الله عليه وسلم رجلا وفي قدمه
مثل الظفر لم
يصبه الماء. فقال له: ارجع فأحسن وضوءك
)
رواه أبو داود
والنسائي.