أصبحت "السمنة" بجميع درجاتها هاجس يتوارد الينا جميعا ونحن
نلاحظ أنفسنا يوما بعد يوم وشبح السمنة المفرطة يهددنا في حين نطالع .
ثقافة تجوب العالم مفادها بأن "الجمال أصبح للأنحف" يذكرنا بذلك نجوم
السينما وعارضات الأزياء الذين تملأ صورهم الشاشات والشوارع وفي
المقابل فمطاعم التيك اواي والخلطات السرية او بالأحرى المسمومة
تطاردنا في كل مكان وتحت الطلب.
كيف نعرف أننا مصابون بالسمنة ؟
في البداية يجب أن نعرف عن ماهية السمنة
والتي هي بالمعنى الأصلي لها تعني زيادة الخلايا الدهنية بالجسم فيزيد
معها محيط الصدر والفخد وباقي أجزاء الجسم ولكن يجب أن نعلم أن
جميع أجزاء الجسم يجب أن تكون مغلفة بالدهون حتى لا تحتك أعضاء
الجسم ببعضها البعض ولكن بحدود وبمقدار معين عن طريق مقياس
BMI"" وذلك بتقسيم الوزن على الطول (سم) تربيع فان كان الناتج
من 18 الى 24 فالوزن مثالي أما مايزيد او يقل عن ذلك فهو سمنة
بدرجاتها حتى المفرطة منها أو نحافة مفرطة.
قلة الحركة وتناول سعرات حرارية أقل من الطاقة التي يحتاجها الجسم
وأخيرا سوء التغذية أي تناول اطعمة مشبعة بالدهون وغير صحية
كالأطعمة الجاهزة فالطاقة والدهون الزائدة تتحول الى خلايا دهنية فاذا
عرفنا أننا في اليوم الواحد يجب أن يحتوي طعامنا على 50 الى 60%
كربوهيدرات 25 الى 30 % دهون 15الى 20% بروتينات سوف نعلم
أننا نرتكب اخطاء غذائية كبيرة فنجد في الكويت أن التغذية تكون بنسبة
70% كربوهيدرات والباقي دهون وبعض البروتين فتتحول الكربوهيدرات
إلى سكر الجلوكوز والتي ان لم نستغلها في الحركة تتحول الى دهون
ضارة وكوليسترول داخل الجسم وأيضا الإستعداد الوراثي، حيث وجد
أكثر من 20 جيناً وراثياً له علاقة بعملية السمنة وهناك عامل تقدم
السن الذي يقل معه النشاط الجسماني.
وكذلك بعض الأدوية التي تساهم في زيادة الوزن مثل بعض مضادات
الإكتئاب النفسي وعقار الكورتيزون وتوجد أيضاً السمنة المصاحبة
لبعض الأمراض بالغدد الصماء والتي لا تشكل أكثر من 1% من إجمالى
عدد البدناء، وهذا لا يشكل سبباً شائعاً للسمنة ولا داعي للقلق منه أما
الأطعمة التي تؤدي إلى زيادة الوزن فهي تنتج غالباً عن عادات غذائية
سيئة منها مثلاً تناول الوجبات الخفيفة بين الوجبات الرئيسية مثل
المكسرات والشيكولاتة والحلويات التي تحتوي على السكريات البسيطة
والدهون ويجب الإشارة هنا إلى أن جرام الدهون الواحد ينتج احتراقه
كذلك تناول الوجبات السريعة قد يزيد الوزن لأنها غالباً ما تحتوي
على نسبة عالية من الدهون ويصاحبها شرب المياه الغازية التي تحتوي
على نسبة من السكريات البسيطة.
كما ان تراكم المياه داخل الجسم وسببها قلةالحركة والطعام الكثير
الصوديوم لذا فان السمنة هي مشكلة في كل من البلدان المتقدمة ودول
العالم الثالث وتفاقمها بسبب الحضارة التي عطلت الإنسان عن نشاطه
الجسماني وأغرقته بكثير من الأطعمة المصنعة ذات السعرات
ما أسباب زيادة الوزن بالصيف؟
يعتقد البعض منا أن ممارسة الرياضة في الصيف والمشي في الشارع
سوف يفقده الوزن ولكن ما لا نعلمه أن ما نهدره من سوائل خلال التعرق
يشعرنا بالجوع الشديد والتهافت على الأكل مايجعلنا نأكل ونشرب بشراهة
وأيضا عدم شرب المياه والسوائل بشكل كامل فنحتاج الى 6 أكواب مياه
و 4 أكواب سوائل مابين العصير والشوربة قليلة الملح كما أن استخدام
الأجهزة الرياضية دون استشارة الخبراء خطأ فادح حيث لايجب أن
نستعمل هذه الأجهزة دون تسخين وأيضا لايجب أن نمارس الرياضة بعد
الأكل مباشرة مايحدث عسر الهضم، والوقت الأمثل هو ممارسة الرياضة
بعد الأكل بثلاثة أو أربع ساعات على أن نعاود الأكل :وجبة كاملة بعد
الرياضة بساعتين، ولابد ايضا ان نحرص على قياس الوزن قبل وبعد
ممارسة الرياضة حيث أن المفقود من الوزن يجب تعويضه بشرب المياه
و خاصة المحتوية على المعادن و الأملاح الغذائية المفقودة في التعرق،
ويجب تناول كربوهيدرات وبروتين بنسبة 4 الى 1 مثل ان نأكل ا توست
مع بيضة وربما كوب حليب قليل الدسم لتعويض الطاقة المحروقة،
و الأفضل توافر بروتين سريع الإمتصاص التي تتوافر على شكل
بودرة بروتين ( وي )مذابة بكوب من الماء أو الحليب.
وعند معاودة الأكل كوجبة أساسية بعد ساعتين يجب أن نخللها بالألياف
والسلطة والزيوت خاصة الزيتون وأيضا تعتبر المشروبات الغازية من
أسباب السمنة وحتى عند استخدام مشروبات الدايت فان هذه المشروبات
تحدث اثر عكسي حيث توهم المخ بأنه يحتاج إلى الطعام بما أن المحصلة
من المشروب صفر فتساعد على فتح الشهية.
وهناك السفر حيث أننا نأنس بتجريب كل ما هو جديد من الحلويات
و الشوكولاته و المشروبات العالية السعرات الحرارية.
ما هي أهمية النظام الرياضي بمصاحبة الغذائي؟
لابد أن يصاحب النظام الغذائي رياضة من الرياضات التي يُنصح بها
لتخفيف الوزن مثل "رياضة المشي، المشي السريع، الجري الخفيف،
وإجراء بعض التمرينات الفرضية" مع اتباع طرق ريجيم معينة للطعام
وهذا مهم جداً، واستخدام بعض الأدوات والأجهزة الرياضية كالدراجات
الهوائية وأجهزة الجري, والإلتحاق بالأندية الصحية والتي تعتنى
بالسونا والتدليك وحمامات البخار.
كما إن الأجسام تختلف في قابليتها لتخفيف الوزن فهناك أجسام يقل وزنها
حوالي 3 كجم في الشهر، وأجسام أخرى يقل وزنها في الشهر بمعدل 5
كجم وفيما يتعلق بالبرامج الرياضية المقترحة لإنقاص الوزن فهي كثيرة
ولكن بدلاً منها ننصح البدين باستشارة طبيبه الخاص عنها لمعرفة مدى
حاجة جسمه من المواد السكرية والبروتينية والفيتامينات
إن الوقاية أهم من العلاج في موضوع إنقاص الوزن وقد دلنا الرسول
الكريم صلى الله عليه و آله سلم على الوقاية من تلك السمنة عندما
أرشدنا إلى أننا يجب ألا نزيد في غذائنا عن ثلث للطعام وثلث للشراب
وثلث للنفس، وما أجمل ما دل عليه أحد قدامى أطباء العرب بقوله
"النظام أصل الدواء"، والتشخيص المبكر لزيادة الوزن بل وتجنب
حدوثه، إن أمكن ذلك باتباع الإرشادات الغذائية الصحية السليمة، هو
الطريق إلى صحة جيدة، ولا يفوتنا أن نقول إن الطعام الطبيعي من
الخضراوات الطازجة والمطبوخة والفواكه واللحوم والخبز الأسمر مع
التخفيف من الدهون والالتزام بالسعرات الحرارية التي لا تقل