المرور بين يدي المصلي
المرور بين يدي المصلي في المسجد الحرام وغيره
السؤال:
ما حكم المرور بين يدي المصلي في المسجد الحرام، وهل الحديث خاص
في المسجد الحرام أم يشمل مكة ومساجدها؟ وهل يأثم من مر بين المصلي
من غير قصد وليس متعمداً؟
الجواب:
أما المسجد الحرام الذي حول الكعبة، فالمعروف عند أهل العلم: أنه لا حرج
في المرور بين يديه للحاجة؛ لأن الغالب هو الزحمة فيه، ومظنة عدم تيسر
السترة والسلامة من المار، فالأمر فيه واسع، وهكذا عند الازدحامات
في المسجد النبوي وغيرها من المساجد، إذا ازدحم الناس وتكاثر الناس ولم
يتيسر للمسلم المرور إلا بين أيدي المصلين، فالظاهر والله أعلم أنه لا حرج
في ذلك للضرورة والمشقة الكبيرة.
وينبغي للمصلي أن يتحرى المكان الذي ليس فيه تعرض للمرور بين يديه،
في لزوم السواري التي في المسجد وأشباهها حتى يكون بعيداً عن المرور
بين يديه، أما مساجد مكة وأرضها فالظاهر أنها كغيرها، ولهذا لما
صلى النبي صلى الله عليه وسلم بالأبطح جعل أمامه العنزة،
وصلى إلى عنزة عليه الصلاة والسلام وهو في الأبطح في المسجد الحرام،
فدل ذلك على أن المسجد الحرام مثل غيره في اتخاذ السترة، يعني بقية
الحرم؛ لأن الحرم كله يسمى مسجد حرام، لكن ما كان حول الكعبة فالأمر فيه
أوسع وأسهل للزحمة غالباً، ولما جاء في ذلك من الآثار عن بعض الصحابة
في عدم توقي مرور الناس؛ لأنه موضع زحمة في الغالب، مظنة عدم القدرة
على السلامة من المار؛ ولأن في السترة ورد الناس مشقة على الطائفين
وعلى غير الطائفين، فالأولى والأقرب والأرجح أنه لا حرج في ذلك
إن شاء الله، ولا لزوم للسترة، لكن في بقية مكة في بقية الحرم ويسمى
المسجد الحرام ينبغي اتخاذ السترة ومنع المار كما اتخذها النبي
صلى الله عليه وسلم في الأبطح عليه الصلاة والسلام. نعم
المصدر/ مجموع فتاوى ابن باز