حكم ظريفة ومؤانسات لطيفة تريح القلوب
قال أبو عبيدة
تخاصم أبو الأسود الدؤلي وامرأته في ولد لهما وكلاهما يدّعي بحقه
وتحاكما الى زياد والى البصرة فقال زياد : ماخطبكما ؟
قالت المرأة : خصمان اختصما في ولدهما
فقال زياد : فلتدل المرأة أولا بحجتها
قالت المرأة : أصلح الله الأمير ، هذا ابني
كان بطني وعاءه ، وحجري فناءه ، ولبني سقاءه
أكلؤه إذا نام ، وأحفظه إذا قام
فلم أزل كذلك سبعة أعوام
فحين أمّلت نفعه ، ورجوت رفعه ، غصبه مني قهرا
فقال الأمير : وأنت يا أبا الاسود ماهي حجتك ؟
وماهو جوابك المقنع أمام هذا المنطق ؟
قال أبو الأسود : اصلحك الله أيها الأمير
فانا حملته قبل أن تحمله
ووضعته قبل أن تضعه
فقالت المرأة : لقد صدق أيها الأمير
ولكن حمله خفا وحملته ثقلا
ووضعه شهوة ووضعته كرها
فقال زياد : والله لقد وازنت بين الحجتين
وقارنت الدليل بالدليل
فما وجدت لك عليها من سبيل
فحكم القاضي لها
*****
حكى بعضهم قال
كنت في سفر فضللت عن الطريق فرأيت بيتاً في الفلاة
فأتيته فإذا به أعرابيّة ، فلما رأتني قالت : من تكون ؟
قلت : ضيف قالت : أهلاً ومرحباً بالضيف ، انزل على الرحب والسعة
قال : فنزلت ، فقدمت لي طعاماً فأكلت ، وماءً فشربت فبينما أنا على ذلك
إذ أقبل صاحب البيت فقال : من هذا ؟ فقالت : ضيف فقال : لا أهلاً
ولا مرحباً ، ما لنا وللضيف فلما سمعت كلامه ركبت من ساعتي وسرت
فلما كان من الغد رأيت بيتاً في الفلاة فقصدته فإذا فيه أعرابيّة
فلما رأتني قالت : من تكون ؟ قلت : ضيف قالت : لا أهلاً ولا مرحباً
بالضيف ، ما لنا وللضيف فبينما هي تكلمني إذ أقبل صاحب البيت
فلما رآني قال : من هذا ؟ قالت : ضيف قال : مرحباً وأهلاً بالضيف
ثم أتى بطعام حسن فأكلت ، وماء فشربت فتذكرت ما مر بي
بالأمس فتبسمت فقال : مم تبسّمك ؟ فقصصت عليه ما إتفق لي
مع تلك الأعرابيّة وبعلها وما سمعته منه ومن زوجته
فقال : لا تعجب ان تلك الأعرابيّة التي رأيتها هي أختي
وان بعلها أخو إمرأتي هذه
فغلب على كل طبع أهله
*****
الحجاج والاعرابي
انفرد الحجاج يوماً عن عسكره فلقي أعرابيّاً فقال : يا وجه العرب
كيف الحجاج ؟ قال : ظالم غاشم قال : فهلا شكوته إلى عبد الملك ؟
فقال : لعنه الله أظلم منه وأغشم فأحاط به العسكر فقال أركبوا البدويّ
فأركبوه فسأل عنه فقالوا : هو الحجاج فركض من الفرس خلفه وقال :
يا حجاج قال : مالك قال : السر الذي بيني وبينك لا يطلع عليه أحد
فضحك ، وخلاه
قال أبو عبيدة
تخاصم أبو الأسود الدؤلي وامرأته في ولد لهما وكلاهما يدّعي بحقه
وتحاكما الى زياد والى البصرة فقال زياد : ماخطبكما ؟
قالت المرأة : خصمان اختصما في ولدهما
فقال زياد : فلتدل المرأة أولا بحجتها
قالت المرأة : أصلح الله الأمير ، هذا ابني
كان بطني وعاءه ، وحجري فناءه ، ولبني سقاءه
أكلؤه إذا نام ، وأحفظه إذا قام
فلم أزل كذلك سبعة أعوام
فحين أمّلت نفعه ، ورجوت رفعه ، غصبه مني قهرا
فقال الأمير : وأنت يا أبا الاسود ماهي حجتك ؟
وماهو جوابك المقنع أمام هذا المنطق ؟
قال أبو الأسود : اصلحك الله أيها الأمير
فانا حملته قبل أن تحمله
ووضعته قبل أن تضعه
فقالت المرأة : لقد صدق أيها الأمير
ولكن حمله خفا وحملته ثقلا
ووضعه شهوة ووضعته كرها
فقال زياد : والله لقد وازنت بين الحجتين
وقارنت الدليل بالدليل
فما وجدت لك عليها من سبيل
فحكم القاضي لها
*****
حكى بعضهم قال
كنت في سفر فضللت عن الطريق فرأيت بيتاً في الفلاة
فأتيته فإذا به أعرابيّة ، فلما رأتني قالت : من تكون ؟
قلت : ضيف قالت : أهلاً ومرحباً بالضيف ، انزل على الرحب والسعة
قال : فنزلت ، فقدمت لي طعاماً فأكلت ، وماءً فشربت فبينما أنا على ذلك
إذ أقبل صاحب البيت فقال : من هذا ؟ فقالت : ضيف فقال : لا أهلاً
ولا مرحباً ، ما لنا وللضيف فلما سمعت كلامه ركبت من ساعتي وسرت
فلما كان من الغد رأيت بيتاً في الفلاة فقصدته فإذا فيه أعرابيّة
فلما رأتني قالت : من تكون ؟ قلت : ضيف قالت : لا أهلاً ولا مرحباً
بالضيف ، ما لنا وللضيف فبينما هي تكلمني إذ أقبل صاحب البيت
فلما رآني قال : من هذا ؟ قالت : ضيف قال : مرحباً وأهلاً بالضيف
ثم أتى بطعام حسن فأكلت ، وماء فشربت فتذكرت ما مر بي
بالأمس فتبسمت فقال : مم تبسّمك ؟ فقصصت عليه ما إتفق لي
مع تلك الأعرابيّة وبعلها وما سمعته منه ومن زوجته
فقال : لا تعجب ان تلك الأعرابيّة التي رأيتها هي أختي
وان بعلها أخو إمرأتي هذه
فغلب على كل طبع أهله
*****
الحجاج والاعرابي
انفرد الحجاج يوماً عن عسكره فلقي أعرابيّاً فقال : يا وجه العرب
كيف الحجاج ؟ قال : ظالم غاشم قال : فهلا شكوته إلى عبد الملك ؟
فقال : لعنه الله أظلم منه وأغشم فأحاط به العسكر فقال أركبوا البدويّ
فأركبوه فسأل عنه فقالوا : هو الحجاج فركض من الفرس خلفه وقال :
يا حجاج قال : مالك قال : السر الذي بيني وبينك لا يطلع عليه أحد
فضحك ، وخلاه