الجمعة، 24 أبريل 2020

الكفن ما له جيب


في حديث صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون )

. لذا ليس بدعا أن يرتكب بعض الموظفين ومن في حكمهـم الاستيلاء

على مبالغ ليس لهـم من حق فيها.

أما كيف يستطيعون الاستيلاء على تلك الأموال؟

فإن السبيل إلى ذلك متعدد في مقدمته قبول الرشوة، أو الحصول على

نسبة من قيمة عقد العمل الذي سينفذه المقاول أو الشركة، وأسوأ

من كل ذلك اغتصاب الحقوق التي هي للمواطن وعدم إعطائه إياها.

ولتبرئة الذمة فقد أقامت الدولة إدارة بالبنك السعودي للتسليف والادخار

كي يتمكن الرشيد ممن وقع في خطأ الحصول على مال ليس له حق فيه

إعادته عن طريق البنك من دون أن يكون لذلك أي أثـر سيء أو جزاء

على من يبرىء ذمته.

والواقع أنه :

من صالح من أخطأ أن يسارع ويعيد ما اختلس أو حصل عليه من أموال

للبنك السعودي للتسليف والادخار.. وبعدد يوم الجمعة 5/7/1436هـ من

جريدة «المدينة» كشف المتحث الرسمي للبنك السعودي للتسليف

والادخار عبدالعزيز الناصر، أن إجمالي ما تم إيداعه في حساب إبـراء

الذمة في الربـع الأول من عام 2015م يبلغ (4.307.008) ريالات، عبر

(1.767) عملية إيداع». وبهذا الإيداع يكون مجموع ما وصل للبنك

من إيداعات (287) مليون ريال منذ فتح الحساب.

وفي استعراض سريـع أوضح المتحدث الرسمي للبنك السعودي للتسليف

والادخار الأستاذ عبدالعزيز الناصر الإحصائيات المتعلقة بالحساب، مبينا

أن الحساب استقبل خلال شهـر يناير من هذا العام (1.125.969) ريالا

عبر 534 عملية إيداع، وشهـر فبراير (1.267.040) ريالا بمجمل 673

عملية بنسبة نمو بلغت 55%، مقارنة بفبراير في عام 2014م، وفي

شهـر مارس الماضي من العام الحالي (1.913.997) ريالا عبر 560

عملية، وبنسبة نمو بلغت 1% مقارنة بذات الفترة من العام الماضي.

وأشار المتحدث إلى أن الحساب استقبل منذ تأسيسه عام 2006م حتى

نهاية شهـر مارس الماضي (287.162.081) ريالا، من خلال

(37.123) عملية إيداع».

يا للهول أكثر من 287 مليون ريال تم إيداعها لتبرئة الذمة.. فكم يا ترى

يكون مجموع ما يصل إلى البنك من إيداعات من الذين يخافون

يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار، ولا ينفع مال ولا بنون فيه

إلا من أتى الله بقلب سليم.

السطـر الأخـير :

قال الله تعالى :

{ إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَالْجِبَالِ

فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإنْسَانُ

إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا}.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق