السبت، 25 أبريل 2020

حكم ظريفة ومؤانسات لطيفة تريح القلوب

حكم ظريفة ومؤانسات لطيفة تريح القلوب
قال أبو عبيدة

تخاصم أبو الأسود الدؤلي وامرأته في ولد لهما وكلاهما يدّعي بحقه

وتحاكما الى زياد والى البصرة فقال زياد : ماخطبكما ؟

قالت المرأة : خصمان اختصما في ولدهما

فقال زياد : فلتدل المرأة أولا بحجتها

قالت المرأة : أصلح الله الأمير ، هذا ابني

كان بطني وعاءه ، وحجري فناءه ، ولبني سقاءه

أكلؤه إذا نام ، وأحفظه إذا قام

فلم أزل كذلك سبعة أعوام

فحين أمّلت نفعه ، ورجوت رفعه ، غصبه مني قهرا

فقال الأمير : وأنت يا أبا الاسود ماهي حجتك ؟

وماهو جوابك المقنع أمام هذا المنطق ؟

قال أبو الأسود : اصلحك الله أيها الأمير

فانا حملته قبل أن تحمله

ووضعته قبل أن تضعه

فقالت المرأة : لقد صدق أيها الأمير

ولكن حمله خفا وحملته ثقلا

ووضعه شهوة ووضعته كرها

فقال زياد : والله لقد وازنت بين الحجتين

وقارنت الدليل بالدليل

فما وجدت لك عليها من سبيل

فحكم القاضي لها

*****

حكى بعضهم قال

كنت في سفر فضللت عن الطريق فرأيت بيتاً في الفلاة

فأتيته فإذا به أعرابيّة ، فلما رأتني قالت : من تكون ؟

قلت : ضيف قالت : أهلاً ومرحباً بالضيف ، انزل على الرحب والسعة

قال : فنزلت ، فقدمت لي طعاماً فأكلت ، وماءً فشربت فبينما أنا على ذلك

إذ أقبل صاحب البيت فقال : من هذا ؟ فقالت : ضيف فقال : لا أهلاً

ولا مرحباً ، ما لنا وللضيف فلما سمعت كلامه ركبت من ساعتي وسرت

فلما كان من الغد رأيت بيتاً في الفلاة فقصدته فإذا فيه أعرابيّة

فلما رأتني قالت : من تكون ؟ قلت : ضيف قالت : لا أهلاً ولا مرحباً

بالضيف ، ما لنا وللضيف فبينما هي تكلمني إذ أقبل صاحب البيت

فلما رآني قال : من هذا ؟ قالت : ضيف قال : مرحباً وأهلاً بالضيف

ثم أتى بطعام حسن فأكلت ، وماء فشربت فتذكرت ما مر بي

بالأمس فتبسمت فقال : مم تبسّمك ؟ فقصصت عليه ما إتفق لي

مع تلك الأعرابيّة وبعلها وما سمعته منه ومن زوجته

فقال : لا تعجب ان تلك الأعرابيّة التي رأيتها هي أختي

وان بعلها أخو إمرأتي هذه

فغلب على كل طبع أهله

*****

الحجاج والاعرابي

انفرد الحجاج يوماً عن عسكره فلقي أعرابيّاً فقال : يا وجه العرب

كيف الحجاج ؟ قال : ظالم غاشم قال : فهلا شكوته إلى عبد الملك ؟

فقال : لعنه الله أظلم منه وأغشم فأحاط به العسكر فقال أركبوا البدويّ

فأركبوه فسأل عنه فقالوا : هو الحجاج فركض من الفرس خلفه وقال :

يا حجاج قال : مالك قال : السر الذي بيني وبينك لا يطلع عليه أحد

فضحك ، وخلاه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق