ذات يوم مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على قبر، فرأى
امرأة جالسة
إلى
جواره وهي تبكي على ولدها الذي مات،
فقال
لها النبي صلى الله عليه وسلم:
( اتقي الله واصبري
فقالت المرأة: إليك عني فإنك لم تُصَبْ
بمصيبتي.
فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم ولم تكن المرأة
تعرفه.
فقال لها الناس: إنه رسول الله صلى الله عليه
وسلم
فأسرعت
المرأة إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم تعتذر إليه
وتقول: لَمْ أعرفك.
فقال لها النبي صلى الله عليه
وسلم:
إنما
الصبر عند الصدمة الأولى ).
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري المصدر: صحيح
البخاري
الصفحة أو الرقم: 1283 خلاصة حكم المحدث:
[صحيح]
أي يجب على الإنسان أن يصبر في بداية
المصيبة.
ما هو الصبـر؟
الصبر هو أن يلتزم الإنسان بما يأمره الله به فيؤديه
كاملا وأن يجتنب
ما
ينهاه عنه وأن يتقبل بنفس راضية ما يصيبه من مصائب وشدائد
والمسلم يتجمل بالصبر ويتحمل المشاق ولا يجزع ولا
يحزن لمصائب
الدهر ونكباته.
يقول الله تعالى:
} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ
وَالصَّلاَةِ إِنَّ
اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ {
فضـل الصبـر:
أعد الله للصابرين الثواب العظيم والمغفرة
الواسعة
يقول الله تعالى:
}الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَـــةٌ قَالُواْ
إِنَّا لِلّهِ
وَإِنَّـا إِلَيْهِ
رَاجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن
رَّبِّـــــهِمْ
وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ
الْمُهْتَدُونَ {
ويقول:
}إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ
حِسَابٍ{
ويقول صلى الله عليه وسلم:
( ما أُعْطِي أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر
)
الراوي: أبو سعيد الخدري
المحدث: البخاري المصدر: صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 1469 خلاصة حكم المحدث:
[صحيح]
ويقول صلى الله عليه وسلم:
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري المصدر: صحيح
البخاري
الصفحة
أو الرقم: 5641 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
أنــــواع الصبــــــــر
للصبر أنواع كثيرة منها:
( 1 ) الصبر على الطاعة:
فالمسلم يصبر على
الطاعات لأنها تحتاج إلى جهد وعزيمة
لتأديتها في أوقاتها على
خير وجه والمحافظة عليها.
يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه
وسلم:
}وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ
رَبَّهُمْ
بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ
وَجْهَهُ {
ويقول تعالى:
}وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ
عَلَيْهَا {
( 2 ) الصبر عن المعصية:
المسلم يقاوم المغريات التي تزين له المعصية وهذا
يحتاج إلى صبر عظيم
وإرادة قوية
يقول رسول الله صلى الله عليه
وسلم:
(أفضل
المهاجرين من هجر ما نهي الله عنه وأفضل
الجهاد من جاهد نفسه في ذات الله عز
وجل).
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: السيوطي
المصدر: الجامع
الصغير الصفحة أو الرقم: 1292 خلاصة حكم المحدث:
صحيح
( 3 ) الصبر على المرض:
إذا
صبر المسلم على مرض ابتلاه الله به كافأه الله عليه بأحسن الجزاء
قال صلى الله عليه وسلم:
( من أصيب بمصيبة في ماله أو جسده وكتمها
ولم يشْكُهَا إلى الناس كان حقًّا على الله أن يغفر
له ).
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الهيثمي المصدر:
مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم: 2/334 خلاصة حكم المحدث: فيه
بقية وهو مدلس.
وصبر المسلم على مرضه سبب في دخوله الجنة فالسيدة أم
زُفَر
رضي
الله عنها كانت مريضة بالصَّرَع فطلبت
ن النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لها
بالشفاء.
فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم:
( إن شئتِ صبرتِ ولكِ الجنة وإن شئتِ دعوتُ الله أن
يعافيكِ )
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري المصدر:
صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 5652 خلاصة حكم المحدث:
[صحيح]
( 4 ) الصبر على المصائب:
المسلم
يصبر على ما يصيبه في ماله أو نفسه أو أهله.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
( يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي
جزاءٌ
إذا
قبضتُ صَفِيهُ من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة
)
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري المصدر: صحيح
البخاري
الصفحة
أو الرقم: 6424 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
وقال الإمام علي:
إن صبرتَ جرى عليك القلم وأنتَ مأجور (لك أجر وثواب)
وإن جزعتَ جرى عليكَ القلم وأنت مأزور (عليك وزر
وذنب)
( 5 ) الصبـر المكروه :
الصبر
ليس كله محمودًا، فهو في بعض الأحيان يكون
مكروهًا.
والصبر المكروه هو الصبر الذي يؤدي إلى الذل والهوان
أو يؤدي إلى
التفريط في الدين أو تضييع بعض فرائضه أما الصبر
المحمود فهو الصبر
على بلاء لا يقدر الإنسان على إزالته أو التخلص منه
أو بلاء
ليس
فيه ضرر بالشرع.
قال الله تعالى:
{ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ
ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ
قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ
قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ
وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ
مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً
}
اللهم اجعلنا من الصابرين