انتشر بين الأجيال الحديثة عار وهو
( اسم الأم ) الأم حملت وربت
وشقت
وسهرت وبالنهاية يفتخر
باسم أبيه ويخبئ اسم أمه !! حقا شيء
مخجل
وجهل عارم دون تدخل
لإصلاحه وعدم المبالاة به من قبل
الآباء.
خديجة... مريم ...
فاطمة... عائشة ، أسماء
أمهات لم يخجل الناس
أبداً من ذكرها، بل افتخروا بها بين الناس،
اعترافاً
بالجميل لمن حملتهم
وهناً على وهن، خصوصاً أن كل الشرائع
السماوية
كرمت الأمهات،ففي القرآن يوجد سورة كاملة باسم السيدة
"مريم"
كما السيدة عائشة معلمة
وناقلة عنه صلى الله عليه وسلم ،
وغيرهم
الكثيرات لكن البعض
يعتبر اسم أمه عيباً لا ينبغي الإفصاح
عنه،
وآخرون يرون في التصريح
به مدعاة لإثارة المشكلات،
خصوصاً
بين صغار الشباب.. وحول
هذا الموضوع أجرينا اللقاءات
التالية:
رأى سامي عبد
العزيز
وهو مدير في القطاع
العام، أن
« الرجولة لا تعني
إخفاء اسم الأم بل على العكس إن دعت
الحاجة
إلى ذلك يجب علينا أن
نذكره ونتفاخر به. واعتقد أن من لا يذكر
اسم
والدته أو أحد محارمه
يرتكب انتقاصاً من حقهم، وإجحافا لما قدمته
تلك
الأم من حنان وتربية
وعطف على أبنائها. ولا أخفيك أني كنت
أتحاشى
أن أذكر اسم والدتي أو
اسم أختي أمام أصدقائي منذ الصغر إلى
أن
وصلت إلى سن 25 سنة،
ففي سن المراهقة كان هذا الأمر
يعتبر عيباً بالنسبة
إلي»
وأضاف:
«أذكر أن أحد الأصدقاء
طلب مني اسم أختي فأخبرته بذلك
لان شقيقته تريد
مساعدتها في أمرٍ ما. وعندما مازحني
بطلبه
معرفة اسم أمي، أجبته
والله هذا اللي ناقص».
وابتسم.
تحدث الطالب (محمد
منصور)
في المرحلة الثانوية
بموقف مع أحد زملائه قائلاً:
ذات ليلة سألني صديقي
عن اسم أمي أثناء دراستنا
في المنزل، وبتلقائية
قلت أن اسمها «سميحة».
وعندما ذهبت في اليوم
التالي إلى المدرسة وجدت كل
الزملاء
في الصف ينادوني «يا
ابن سميحة» وكان هذا بالنسبة
لي أقسى أنواع الأسباب،
لذلك كان درساً لن أنساه
خالد سعد
:
المشكلة يا جماعة ليس
في اسم أمنا ، كل إنسان يجب أن
يكون
له اسم و الاسم ليس عار
و لا عيب أبدا و لكن العيب
فينا
و في تمسكنا بعادات لا
أساس لها تكونت في مجتمعاتنا
أن نشعر بالحرج من مجرد
ذكر اسم الأم ،، و من يحرج
من ذكر اسم أمه فانه
بالفعل محرج لان عنده أم بالأساس
.
هذا عيب فينا و يجب ان
لا نعطي أهمية من ذكر اسم أمنا
عندما نُسئل لسبب ما و
ليس لمجرد السؤال ،،
بالمختصر هذه عاداتنا
ثقيلة تركها
مأمون سعدي
:
من جانبه رفض ذكر اسم
والدته بأي شكل من الإشكال،
لإيمانه بمبدأ «من شبّ
على شيء شاب عليه». فالتربية
منذ
الصغر كانت تمنع الناس
من ذكر اسم الأم او الأخت او
حتى
الزوجة أمام الغرباء،
بل ومن المستحيل معرفة اسم
المحارم
أياً كان السبب. وأي
شخص يتلفظ باسم الأم أو الأخت
دخل
في دائرة العيب
والمحظورات أيضا.
وأضاف:
«اسم الأم في حالات
معينة كأوراق رسمية او عيادات
طبية
من الممكن الإفصاح عنه،
لكن اسم الأخت لا يجوز ذكره
أبداً،
ويجب إخفاء اسم الأم
فقد يُسحر للشخص عن طريق اسم
الأم
«وهو اعتقاد موجود عند
الكثيرين، لكن امتناعي عن ذكر
اسم
أمي ليس لهذا السبب
فأنا رجل مؤمن بقضاء الله وقدره
ومتسلح
بإيماني به. لكن إن
أخبرتكم باسمها قد تنزعج
والدتي،
لذلك لن أغضبها بذكر
اسمها.
فادي عبد الرحيم
:
هذا الحرج يعود إلى
التربية غير السليمة من قبل
الآباء
في مرحلة الطفولة
والمعلمين أثناء المدرسة وذلك
لسيطرة
النزعة الذكوريه
وازدراء للمرأة الأمر الذي غرس فينا
شعور
بالحرج من ذكر اسم
الأم.
وبصراحة هذا الموضوع
أعاد ذكرياتي كيف كنت أنادي
على بعض زملاء الدراسة
باسم أمهاتهم.
يؤكد المعنيون بهذا
المجال أن
الأسباب الحقيقية وراء
تفشي ظاهرة عدم ذكر الأشخاص
لأسماء
أمهاتهم،
خصوصاً بين الشباب المراهقين يرجع ذلك إلى أسباب
عدة،
يأتي في
مقدمتها
التربية من قبل الآباء
الذين يجعلون أبناءهم لا يذكرون أسماء
أمهاتهم
أو أخواتهم في الوسط
المحيط بهم، انطلاقاً من مراعاة الفكر
السائد
في المجتمع بأن ذكر اسم
المرأة يعتبر عيباً كبيراً.. ولعل تأثير ذكر
اسم
الأم في الكبر أعمق من
الصغر،لأن لاسم الأم تأثيراً واضحاً في
الأطفال،
وتزيد شدته عندما
يكبرون فالأطفال يكونون قد تشربوا هذا
الأمر
من العادات، ثم تزيد
حدته عندما يدخل ذلك الابن مرحلة
الشباب
والمراهقة، إذ
يصبح رد فعله أعنف عند ذكر اسم أمه..
ومن الناحية
الشرعية
فإن الدين لا يرى في
المرأة نقيصة.. ومن يجد في ذلك
حرجاً
فقد سلك سلوك الجاهلية
ولا يمكن التشكيك في نسب الطفل
إليها، فهي التي حملت
ووضعت وبالتالي لا تشكيك في أمومتها..
لذلك
فإن اسم المرأة ليس
بعورة وليس من الأمور التي يستحي منها
الناس،
وخصوصاً الرجال، وذكر
اسم الأم دلالة على أهميتها وعظم
قدرها
والعناية بها، وهذا شيء
محبب ومطلوب في الأديان
السماوية..
فهل بعد كل ذلك نجد
عيباً
في ذكر أسماء
أمهاتنا؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق