بطولات هزت الجبال(13)
لمحمد بن عبد الرحمن بن عبد اللطيف
ذَهَبٌ من عند الله :
البطل : أبو أمامة رضى الله عنه .
البطولة : الصدقة و الإنفاق في سبيل الله .
تفاصيل البطولة :
عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر رحمه الله قال : حدثتني مولاة أبي
أمامة رضي الله عنه و قد كانت نصرانية قالت : كان أبو أمامة يحب
الصدقة و يجمع لها المال و ما يرد سائلاً قط ... و لو ببصلة أو بتمرة
أو بشيء مما يأكل فأتاه سائل ذات يوم و لم يكن أبو أمامة يملك أي شيء
إلا ثلاثة دنانير .. فسأله فأعطاه دينارًا و بقي معه ديناران .. ثم لبث قليلا
ً فأتاه سائل آخر فأعطاه الدينار الثاني .. ثم لبث قليلاً فأتاه سائل آخر
فأعطاه الدينار الثالث و الأخير و لم يبق معه أي شيء .. قالت :
فغضبت لذلك غضبًا شديدًا ، و قلت له : لماذا لم تترك لنا شيئًا .. فلم يلتفت أبو
أمامة رضي الله عنه لها.. و وضع رأسه لنومة الظهيرة ، قالت : فلما
نودي لصلاة الظهر أيقظته .. فقام و توضأ ثم راح إلى المسجد و قد كان
صائمًا قالت : فلما قرب أذان المغرب أشفقت عليه ... فاقترضت مالاً
واشترت له به عشاء.. وأسرجت له سراجًا.. ثم توجهت إلى فراشه
لأمهده له ، فإذا بكيس من الذهب تحت الفراش فتعجبت من ذلك ثم
عددتها فإذا هي ثلاثمائة دينار فقلت في نفسي : ما صنع أبو أمامة
الذي صنع إلا و قد وثق بما ترك .
فأقبل أبو أمامة بعد العشاء فلما رأى المائدة و عليها الطعام و رأى السراج
تبسم و قال : هذا خير من عند الله .. قالت : فجلست عنده حتى انتهى
من عشائه فقلت له : يرحمك الله تركت كل هذا المال في مكان يمكن
أن يضيع فيه .. و لم تخبرني فأحفظه لك في مكان آمن , فتعجب
أبو أمامة رضي الله عنه من كلامها و قال : و أي مال ؟!
والله ما تركت أي شيء , قالت : فرفعت الفراش فلما رأى الذهب
تعجب و فرح و استبشر و حمد الله عز وجل ، قالت : فلما رأيت ذلك
و علمت أنه لم يكن يعلم عن ذلك الذهب أي شيء قمت و قطعت زناري وأسلمت .
قال ابن جابر : فأدركتها في مدينة حمص ، و هي تعلم الناس
القرآن الكريم و السنن و الفرائض و تفقههن في الدين .
العبرة المنتقاة :
إن المؤمن بالله عز وجل إذا ابتغى بصدقته وجه الله سبحانه و تعالى ،
و لو كان ما تصدق به شيئًا يسيرًا فإن الله عز وجل لن يضيعه أبدًا ،
بل ربما أبدله خيرًا من ذلك المال الذي تصدق به أضعافًا مضاعفة و النبي
صلى الله عليه و سلم يقول :
( ما نَقصَ مالُ عبدٍ من صَدقةٍ ) .
حيث إن : أبا أمامة ما نَقصَ مالُ عبدٍ من صَدقةٍ تصدق بكل الدنانير
التي كانت عنده لأولئك اليتامى ابتغاء وجه الله عز وجل فأبدله الله
عز وجل بتلك الدنانير كيسًا من الذهب .
يقول الله تعالى :
{ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ
وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ }
[البقرة : 272]
لمحمد بن عبد الرحمن بن عبد اللطيف
ذَهَبٌ من عند الله :
البطل : أبو أمامة رضى الله عنه .
البطولة : الصدقة و الإنفاق في سبيل الله .
تفاصيل البطولة :
عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر رحمه الله قال : حدثتني مولاة أبي
أمامة رضي الله عنه و قد كانت نصرانية قالت : كان أبو أمامة يحب
الصدقة و يجمع لها المال و ما يرد سائلاً قط ... و لو ببصلة أو بتمرة
أو بشيء مما يأكل فأتاه سائل ذات يوم و لم يكن أبو أمامة يملك أي شيء
إلا ثلاثة دنانير .. فسأله فأعطاه دينارًا و بقي معه ديناران .. ثم لبث قليلا
ً فأتاه سائل آخر فأعطاه الدينار الثاني .. ثم لبث قليلاً فأتاه سائل آخر
فأعطاه الدينار الثالث و الأخير و لم يبق معه أي شيء .. قالت :
فغضبت لذلك غضبًا شديدًا ، و قلت له : لماذا لم تترك لنا شيئًا .. فلم يلتفت أبو
أمامة رضي الله عنه لها.. و وضع رأسه لنومة الظهيرة ، قالت : فلما
نودي لصلاة الظهر أيقظته .. فقام و توضأ ثم راح إلى المسجد و قد كان
صائمًا قالت : فلما قرب أذان المغرب أشفقت عليه ... فاقترضت مالاً
واشترت له به عشاء.. وأسرجت له سراجًا.. ثم توجهت إلى فراشه
لأمهده له ، فإذا بكيس من الذهب تحت الفراش فتعجبت من ذلك ثم
عددتها فإذا هي ثلاثمائة دينار فقلت في نفسي : ما صنع أبو أمامة
الذي صنع إلا و قد وثق بما ترك .
فأقبل أبو أمامة بعد العشاء فلما رأى المائدة و عليها الطعام و رأى السراج
تبسم و قال : هذا خير من عند الله .. قالت : فجلست عنده حتى انتهى
من عشائه فقلت له : يرحمك الله تركت كل هذا المال في مكان يمكن
أن يضيع فيه .. و لم تخبرني فأحفظه لك في مكان آمن , فتعجب
أبو أمامة رضي الله عنه من كلامها و قال : و أي مال ؟!
والله ما تركت أي شيء , قالت : فرفعت الفراش فلما رأى الذهب
تعجب و فرح و استبشر و حمد الله عز وجل ، قالت : فلما رأيت ذلك
و علمت أنه لم يكن يعلم عن ذلك الذهب أي شيء قمت و قطعت زناري وأسلمت .
قال ابن جابر : فأدركتها في مدينة حمص ، و هي تعلم الناس
القرآن الكريم و السنن و الفرائض و تفقههن في الدين .
العبرة المنتقاة :
إن المؤمن بالله عز وجل إذا ابتغى بصدقته وجه الله سبحانه و تعالى ،
و لو كان ما تصدق به شيئًا يسيرًا فإن الله عز وجل لن يضيعه أبدًا ،
بل ربما أبدله خيرًا من ذلك المال الذي تصدق به أضعافًا مضاعفة و النبي
صلى الله عليه و سلم يقول :
( ما نَقصَ مالُ عبدٍ من صَدقةٍ ) .
حيث إن : أبا أمامة ما نَقصَ مالُ عبدٍ من صَدقةٍ تصدق بكل الدنانير
التي كانت عنده لأولئك اليتامى ابتغاء وجه الله عز وجل فأبدله الله
عز وجل بتلك الدنانير كيسًا من الذهب .
يقول الله تعالى :
{ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ
وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ }
[البقرة : 272]