العمل بالرؤيا المنامية
السؤال:
سماحة الشيخ! هذه الرسالة وردتنا من المعذبة -على حسب كلامها- (س)
أسعد الأسمر تقول في رسالتها: إن لدي ولد، وفي أثناء حمله شاهدت في
منامي شيخاً عجوزاً يقول لي: إنك ستنجبين ولداً فأسميه يوسف، وحين
ولادته أسميته غير هذا الاسم؛ لأنني قد نسيت ذلك الذي تقول: أنا أتخيله
أمامي حتى الآن، وقد بلغ الولد العاشرة من عمره، ومنذ ولادته حتى الآن
هو مريض ويخرج من مرض ليدخل في المرض الثاني، فلم نشاهد عليه
وقت كان متعافياً فيه، فهل لما رأيته في المنام شأن في هذا، أي: هل أغير
اسمه إلى يوسف لعل الله يكتب له الشفاء بإذنه سبحانه وتعالى،
أرجو إفادتي؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،
وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فهذه الرؤيا التي رأتها السائلة: أن شيخاً عجوزاً أمرها أن تسمي
ولدها يوسف ثم نسيت فلم تسمه يوسف، وابتلي الولد بالمرض إلى حين
التاريخ، وتسأل: هل لهذه الرؤيا أثر لهذا وهل تغير اسمه؟
ليس لهذه الرؤيا أثر، والرؤيا في المنام لا يعول عليها، وليست ملزمة لأحد
بشيء، وقد تكون من الشيطان للإيذاء والتحزين، ولاسيما إذا كانت عند
رؤيتها لهذا الشيخ قد كرهت ذلك، فإن هذا من الشيطان، والنبي عليه السلام
قال:
( الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان فإذا رأى أحد ما يكره فلينفث
عن يساره ثلاث مرات، وليتعوذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأى ثلاث
مرات، ثم لينقلب على جنبه الآخر فإنها لا تضره )
، هكذا ينبغي للرائي، إن رأى ما يسره حمد الله وأخبر به من يحب، وإن رأى
ما يكره استعاذ بالله من الشيطان ومن شر ما رآه ثلاث مرات، ونفث عن
يساره ثلاث مرات ثم انقلب على جنبه الآخر فإنها لا تضره،
كما قاله النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا الصبي الذي في المرض لله فيه حكم سبحانه وتعالى، وأنت أيها السائلة
على خير إن شاء الله، التمريض والتعب هذه من المصائب، والمصائب للعبد
عليها خير كثير إذا صبر، كما قال جل وعلا:
{ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ
وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ
وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }
[البقرة:155-157]
وجاء في الحديث الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال:
( ما من عبد يصاب بمصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون،
اللهم آجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها، إلا آجره الله
في مصيبته وأخلفه خيراً منها )
فالإنسان يصاب بأشياء من أمراض في نفسه، أو في ولده، أو في زوجه،
أو في أقاربه، أو بتلف مال، أو بأشياء أخرى مما يكره، فعليه أن يصبر
ويحتسب ويقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، قدر الله وما شاء فعل، وهو على
خير عظيم، ما أصاب العبد من مصيبة مما يكره من مرض أو هم
أو حزن أو غير ذلك حتى الشوكة إلا كفر الله بها من خطاياه.
فعليك يا أخت في الله الصبر والاحتساب وأبشري بالخير، وأسأل الله أن يمنح
ولدك الشفاء والعافية، وأن يريك فيه ما يسرك، وأن يمن عليه بالعافية مما
أصابه، وعليك أن تسألي الله جل وعلا أن يعافيه ويشفيه من عنده، ولاسيما
في آخر الصلاة في السجود في صلاة الليل، سلي الله له الشفاء والعافية،
واعرضيه على من تيسر من الأطباء، لعل الله يمن عليه بالشفاء والعافية،
وأما الرؤيا فليس لها أثر في هذا.
المصدر/ مجموع فتاوى ابن باز