قال ابن القيم – رحمه الله - :
ولو لم يكن في العلم إلا القرب من رب العالمين , والالتحاق بعالم الملائكة ,
وصُحبة الملإ الأعلى , لكفى به شرفاً وفضلاً , فكيف وعِزُّ الدنيا
والآخرة منوط ٌ به , مشروط بحصوله؟! .
طالب العلم في منزله
قال ابن الحاج – رحمه الله - :
وينبغي لطالب العلم أن يتفقد أهله فيما يحتاجون إليه ؛ لأنه جاء لتعليم
غيرهم طلبا لثواب إرشادهم , فخاصَّتُه ومن تحت نظره آكد ؛
لأنهم رعيتهُ , ومن الخاصة به كما سبق الحديث : كلكم راع ٍ.... .
فيعطيهم نصيبهم فيبادر بتعليمهم آكد الأشياء في الدين أولاً ,
وأنفعها وأعظمها , فيعلمهم الإيمان والإسلام , ويجدد عليهم علم ذلك ,
وإن كانوا قد علموه , ويعلمهم الإحسان , ويعلمهم الوضوء ,
والاغتسال , وصفتهما , والتيمم , والصلاة , وما في ذلك كله
من الفرائض , والسنن والفضائل , وكل ما يحتاجون إليه من
أمر دينهم , الأهم فالأهم .
مفتاح دار السعادة (1/108) .
المدخل لابن الحاج (1/209) .
اختيار الشيخ
قال ابن جماعة – رحمه الله - :
فينبغي أن يختار الأعلم , والأورع , والأسن , كما اختار أبو حنيفة
– رحمه الله – حماد بن سليمان – رحمه الله – بعد التأمل والتفكر .
وقال : وجدته شيخاً وقوراً , حليماً صبوراً .
وقال : ثبت عند حماد بن سليمان فنَبتُّ .
تعليم المتعلم (ص12) .
التبكير في طلب العلم
عن عبد الله بن أحمد بن حنبل – رحمهم الله – قال :
سمعتُ أبي يقول : كنت ربما أردت البكور إلى الحديث , فتأخذ أمي
ثيابي وتقول : حتى يؤذن الناس , حتى يصبحوا , وكنت ربما
بكرت إلى مجلس أبي بكر ابن عياش وغيره .
آداب الدخول على الشيخ
قال ابن جماعة – رحمه الله - :
ينبغي أن يدخل على الشيخ كامل الهيئة , متطهر البدن والثياب ,
نظيفهما بعدما يحتاج إليه من أخذ ظُفر وشعرٍ , وقطع رائحة كريهة ,
لاسيما إن كان يقصد مجلس العلم , فإنه مجلس ذكر واجتماع في عبادة .
الجامع لأخلاق الراوي وأدب السامع (1/151) .
تذكرة السامع والمتكلم (ص95) .
الحياء المذموم
قال ابن رسلان :
وإذا قال له الشيخ : هل فهمت ؟ فلم يقل : نعم , إلا وهو فاهم ,
ولا يستحيي من قوله : لا أدري , أو لا أفهم .
قال مجاهد : لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر .
وقالت عائشة – رضي الله عنها - :
نِعمَ النساءُ نساءُ الأنصار , لم يمنعهن الحياء
أن يتفقهن في الدين .
وقال الخليل :
منزلة الجهل بين الحياء والأنفة .
فتح الباري (1/276) .
آداب المتعلم والعالم (ص59) .
آداب طالب العلم (ص181) .
العلم ثلاثة أشبار
قال ابن جماعة – رحمه الله - :
العلم ثلاثة أشبار :
- من دخل الشبر الأول تكبر .
- ومن دخل الشبر الثاني تواضع .
- ومن دخل الشبر الثالث علم أنه لا يعلم .
مراتب العلم
قال ابن القيم – رحمه الله - :
للعلم ست مراتب :
أولها : حسن السؤال .
والثانية : حسن الإنصات .
والثالثة : حسن الفهم .
والرابعة : الحفظ .
تذكرة السامع والمتكلم (ص65) .
والخامسة : التعليم .
والسادسة – وهي ثمرته - : العمل به ومراعاة حدوده .
جنة العالم
قال الشيخ بكر أبو زيد – حفظه الله - :
جنة العالم : لا أدري , ويهتك حجابها الاستنكافُ منها ,
وقوله : يقال , أو سمعت, أو ما شابههما , وإن كان نصف
العلم لا أدري , فنصف الجهل : يقال , أو أظن , فانتبه لهذا ,
وفقك
الله ! .
أعلى الهمم في طلب العلم علم الكتاب والسنة
قال ابن القيم – يرحمه الله - :
أعلى الهمم في طلب العلم : علم الكتاب والسنة , والفهم عن
الله ورسوله نفس المراد , وعلم حدود المنزل .
مفتاح دار السعادة .
حلية طالب العلم .
وأخس العلم : قصر همتهم على تتبع شواذ المسائل ,
وما لم ينزل , ولا هو واقع , أو كانت همتهم معرفة الاختلاف ,
وتتبع أقوال الناس , وليس لهم همة إلى معرفة الصحيح
من تلك الأقوال , وقل أن ينتفع واحد من هؤلاء بعلمه .
الرحلة للطلب
قال ابن جماعة – رحمه الله - :
من لم يكن رُحْلةً , لم يكن رُحَلةً .
ما يميز طالب العلم
قال الخطيب البغدادي – رحمه الله - :
ينبغي لطالب العلم أن يتميز في عامة أموره
عن طرائق العوام باستعمال آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم ,
ما أمكنه , وتوظيف السنة على نفسه ؛ فإن الله – سبحانه وتعالى–
يقول :
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ }
الأحزاب21 .
الفوائد (ص61) .
تذكرة السامع والمتكلم .
الجامع للخطيب (ص142) .
العلم بالدُّرية لا بكثرة الرواية
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
وقد أوعبتُ في كل فن من فنون العلم إيعاباً , من نور الله قلبه
هداه بما يبلغه من ذلك , ومن أعماه لم تزده كثرة الكتب إلا حيرة وخبالاً .
وقال الذهبي عند ترجمته لعثمان الدارمي – رحمهم الله - :
إن العلم ليس بكثرة الرواية ولكنه نور يقذفه الله في
القلب وشرطه : الإتباع والفرار من الهوى والابتداع .
قال الإمام ابن رجب – رحمه الله - :
وقد فتن كثير من المتأخرين بهذا , وظنوا أن من كثر كلامه
وجداله وخصامه في مسائل الدين فهو أعلم ممن ليس كذلك ,
وهذا جهل محض , وانظر إلى أكابر الصحابة وعلمائهم:
كأبي بكر , وعمر , وعلي ومعاذ وابن مسعود ,
ويزيد بن ثابت كيف كانوا؟!
كلامهم أقل من كلام ابن عباس , وهم أعلم منه ,
وكذلك كلام التابعين أكثر من كلام الصحابة , والصحابة أعلم منهم ,
وكذلك تابعو التابعين كلامهم أكثر من كلام التابعين ,
والتابعون أعلم
منهم .
مجموعة الرسائل الكبرى (1/239) .
السير (13/323) .
فليس العلم بكثرة الرواية , ولا بكثرة المقال , ولكنه نور
يقذف في القلب , يفهم به العبد الحق , ويميز به بينه وبين الباطل ,
ويعبر عن ذلك بعبارات وجيزة محصلة للمقاصد " .
تعاهد القرآن
عن ابن عمر – رضي الله عنهما – عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال : إذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره ,
وإن لم يقم به نسيه .
تكرار قراءة القرآن يفتح آفاقا من المعرفة
ذكر عباس بن عبد الدائم المعري الكناني – رحمه الله –
عن شيخ ضرير أنه أوصاهم فقال:
أكثر من قراءة القرآن ولا تتركه ؛ فإنه يتيسر لك الذي تطلبه
على قدر ما تقرأ .
قال : فرأيت ذلك وجربته كثيرا , فكنت إذا قرأت كثيرا تيسر
لي من سماع الحديث وكتابته الكثير , وإذا لم أقرأ لم يتيسر لي .
بيان فضل علم السلف على علم الخلف
لابن رجب الحنبلي (ص57- 58) .
رواه مسلم (6/76) .
ذيل طبقات الحنابلة (2/98) .
الحفظ قليلا قليلا أثبت
قال أبو بكر بن عياش – رحمه الله - :
قرأت القرآن على عاصم بن أبي النجود , فكان يأمرني أن أقرأ
عليه كل يوم آية لا أزيد عليه , ويقول : إن هذا أثبت لك .
فلم آمن أن يموت الشيخ قبل أن أفرغ من القرآن فما زلت
أطلب إليه حتى أذن لي في خمس آيات كل يوم .
السهر في طلب العلم
قال فضيل بن غزوان :
كنا نجلس أنا وابن شُبرمة والحارث بن يزيد والعلكي والمغيرة
والقعقاع بن يزيد بالليل نتذاكر الفقه فربَّما لم نقم حتى
نسمع النداء للفجر .
ذبل طبقات الحنابلة (1/42) .
السير (6/348-349) .