السبت، 1 مايو 2021
غصون رمضانية ( 019 – 030 )
عبدالله بن عبده نعمان
في غمرة مطالب العصر الحاضر التي أخذت على المسلم مساحةً رحبة
من التفكير والجهد والوقت؛ تحصل الغفلة - تامة أو قاصرة - عن حقٍّ يجب
أن يعطيه المرء جزءًا من الزمن والرعاية؛ لكون هذا الحق مطلبًا دينيًا،
ومطلبًا حياتيًا، تترتب عليه آثار حاضرة، وآثار مستقبلية. هذا الحق هو:
حق الأسرة: زوجة وأولاداً، من التربية والتقويم، والحماية والعناية.
قال تعالى :
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ
عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }
وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
( كلكم راع ومسؤول عن رعيته، فالإمام راع، وهو مسؤول عن رعيته، والرجل في أهله راع،
وهو مسؤول عن رعيته،
والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها )
وهذا الحق قد يتغافل الحريص الصالح عن بعض جوانبه المستحبة –
وهو حاضر على باله -؛ لانشغاله بأعماله - وقد تكون دينية
فيريد أن يوليه مزيداً من الاعتناء، ولكن تتعلق به جواذبُ الأعمال
فتحول بينه وبين ما يشتهي
ومع تكاثر الظباء على خراش لا بد من العناية الإيمانية والتربوية بالأسرة؛
لأن هذا حق لها يؤول إلى سعادة الجميع في الدنيا والآخرة.
فصلاح الأولاد ثمرٌ ينبت في حقل الأسرة؛ إذ البيوت حقول تجارب،
فإن أحسن الوالدان الرعاية لهذا الثمر بسقَ وأينع، وأورقَ إيّما إيراق،
وإن أساءا ذَبُلَ هذا النشء وانحرف في حاضره ومستقبله،
فكانت الثمرة المُرّة على الجميع:
وفي هبوب مواسم الخير ينبغي لرب الأسرة أن يستضيف بعض أنسامها
العبقة إلى بيته؛ ليتطيب البيت كله، ومن أعظم هذه المواسم،
وأنعم هذه النسائم: موسم رمضان المبارك.
فمن أحب أسرته فليدخل عليهم شهر الصيام برياض طاعاته الخضيلة،
وأفنانِ ثمراته المتهدلة، وأطايب قرباته الزكية،
ويكون ذلك بعمل برنامج رمضاني يقوم على ركيزتين: ركيزة التخلية،
وركيزة التحلية، فبرنامج التخلية يتم بإبعاد كل سبب يؤثر وجودُه
على روح الصيام، وتكدير جوّه النقي، مثل:
وسائل الإعلام المفسدة، وكثرة اللعب والعبث وهدر الوقت،
والإسراف في الفضول من طعام وشراب ونوم وكلام واجتماعات طويلة في غير طاعة.
وبرنامج التحلية يتم بعمل الوسائل التي تعين على ربح رمضان،
والقيامِ بالأعمال الصالحة العامة والخاصة التي يزخر بها الشهر الكريم
وهذا بعد الحفاظ على الواجبات، والابتعاد عن المحرمات.
وكذلك مراقبة سير التلاوة لأفراد الأسرة من أجل التقويم والتحفيز،
واصطحاب الأطفال إلى المسجد؛ لتعويدهم على صلاة الجماعة،
ورؤيتهم المصلين، وحضور حلقات العلم، مع تعليمهم آداب المساجد
قبل الذهاب إليها، والسماح لهم بجزء يسير من الوقت لمتابعة
بعض البرامج المذاعة أو المشاهدة التي تخدم الصيام، ولا تجرحه
ولا تلهي عنه، وتحذير نساء البيت من أن تتغفلهن بعض النسوة
عن خير رمضان بتضييع الوقت بكثرة الكلام والمراسلة،
والطعن في أعراض الناس بالغيبة والنميمة والاستهزاء.
فالبيت المسلم إذا سار على نحو هذا وأمثاله من البرامج النافعة في رمضان
التي دعا إليها الإسلام في خطاباته العامة فستظله سحب الخير،
وتمطر عليه غيث الهدى، فيخرج نباته بإذنه ربه
بخلاف البيوت التي لا تعرف في رمضان إلا الإسراف في الشراب والطعام،
وكثرة السهر ليلاً والنوم نهاراً، والاعتكاف أمام الشاشات
التي تفسد الدين والخلُق، واللهو عن الخيرات بالتلهي بالمفسدات،
فالأب له ما يشغله عن أسرته، والأم لها برنامج رمضاني مع النساء
تذهب به ثقل الصوم، والأولاد في وادي هواياتهم، وكل في فلك يسبحون!
فمثل هذا البيت الذي اجتمع على الضياع، وتفرق عن الصواب
ماذا ينتظره في نهاية الشهر الكريم؟!
ولمن ستكون جوائز الصائمين، وكرامات العابدين؟!
اغتنم حياتك النفيسة
*قال الإمام محمَّدٌ السفَّاريني رحمه الله في وصيَّته:*
*“ فاغتنم رحمك الله حياتك النَّفيسة، واحتفظ بأوقاتك العزيزة، واعلم أن مدَّة
حياتِك محدودةٌ، وأنفاسك معدودةٌ، فكلُّ نفسٍ ينقص به جزء منك، والعمر كله
قصير،* *والباقي منه هو اليسير، وكل جزءٍ منه جوهرةٌ نفيسةٌ لا عدل لها،
ولا خُلف منها، فإنَّ بهذه الحياة اليسيرة خلودُ الأبد في النَّعيم،
أو العذاب الأليم،*
*وإذا عادلتَ هذه الحياة بخلود الأبد علمتَ أنَّ كلَّ نَفَسٍ يعدلُ أكثر من ألف
ألف ألف عام في نعيم لا خطر له، أو خلاف ذلك، وما كان هكذا فلا قيمة .*
*فلا تُضَيِّع جواهرَ عُمركَ النَّفيسة بغير عملٍ، ولا تذهبهَا بغير عوضٍ،*
*واجتهد أن لا يخلو نَفسٌ من أنفاسك*
*إلاَّ في عَمَلِ طاعةٍ أو قربةٍ تتقرب بها.*
*فإنَّك لو كانت معك جوهرةٌ من جواهر الدُّنيا لَسَاءَكَ ذهابها فكيف تُفَرِّطُ
في ساعاتك وأوقاتك، وكيف لا تحزن على عُمرك الذَّاهب بغير عوض”.*
*[غذاء الألباب شرح منظومة الآداب (2/ 351)]*
المعاصي في ليل رمضان
السؤال
هل معاصي الليل في رمضان تؤثر على صيام النهار في الحسنات؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن المعصية في رمضان تتضاعف، ويزيد إثمها على المعصية في غيره،
سواء كانت بالليل، أو النهار؛ إذ زمن رمضان كله زمن شريف، والمعصية
تزيد تبعتها بحسب شرف الزمان والمكان، كما الطاعة. فالمعصية في ليل
رمضان، أعظم منها في غيره، وهي وإن كانت لا تؤثر على صحة الصوم،
إلا أن المعاصي خطرها كبير، وشؤمها عظيم، وهي سبب حرمان الطاعة،
والإنابة، والخشوع، فمن عصى في ليله، أثر ذلك في نهاره غالبا، فقد
لا ينتفع بالقرآن، ولا يقبل عليه، ولا يشعر بالصيام، ولا لذة القيام،
وبعض المعاصي يحبط العمل، فالحذر، الحذر من ذلك.
وقد سئلت اللجنة الدائمة: ابتلي شخص بشرب الخمر حتى إنه ليشربها في
ليالي رمضان. فما حكم صيامه نهارًا ما دام يشرب الخمر في الليل؟
فأجابت اللجنة: شرب الخمر من أكبر الكبائر؛ لقول الله تعالى:
{ يا أيها الذين آمنوا إِنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام
رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون *
إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاءُ في الخمر والميسر
ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون }
فشربها محرم في رمضان، وفي غير رمضان، وإن كان شربها
في رمضان أشد تحريمًا.
فعلى شاربها أن يتوب إلى الله بأن يجتنب شربها، ويأسف على ما فرط من
جريمة شربها، ويندم على ذلك، ويعزم على ألا يعود إليها في رمضان
ولا في غيره.
أما صيام من شربها ليلاً، فهو صحيح، مجزئ ما دام قد أمسك عن الطعام،
والشراب، وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية
الصوم لله. انتهى.
إسلام ويب
الجمعة، 30 أبريل 2021
غصون رمضانية ( 018 – 030 )
عبدالله بن عبده نعمان
الإعلام المعاصر - على اختلاف أنواعه - وسيلة من وسائل السيطرة
على أفكار الناس وسلوكهم؛ وذلك لما يمتلكه من قوة الوسائل المؤثرة
على المتلقين عامة كانت أو خاصة، ولِما يلقاه من شغف الجمهور به،
وإدمانهم الشديد على متابعة ما فيه، وهذا ما أكسبه جموحَ السيطرة،
ونفوذ السلطة؛ ولهذا عدّوه السلطة الرابعة،
فأصبح المتلقي له طوعَ العِنان يمتطيه إلى حيث يشاء.
والكارثة ليست هنا، وإنما الكارثة أن أغلبه طوع يدي شياطين الإنس،
الذين يوسوسون في صدور الناس، وينخرون في عقولهم،
ويهدونهم إلى صراط الجحيم، وذلك ببث الفساد العقدي والأخلاقي والعملي
في قوالب حسنة تستهوي المشاهد أو السامع أو القارئ،
ويكيلون الإطراء لأهله، ويسلطون أضواء التمجيد عليهم؛ دعوة للاقتداء بهم،
وفي المقابل يحاربون الحق وأهله حربًا شعواء،
ويعتبرون الحق الفكري أو السلوكي انحرافًا عن الجادة، وتخلفًا ورجعية،
ويصمِون أهله بالألقاب المنفرة، والتُّهم المحذرة منهم!
حتى جُعل الكفر حريةَ تعبير، والفاحشة ترفيهًا وحرية شخصية،
والصدق كذباً، والكذب صدقاً، والحق باطلاً، والباطل حقاً،
والخبيث طيباً، والطيب خبيثاً، والبطولة تهمة، والانحرافات السلوكية نجومية!
ولقوة القواعد التي ينطلق منها، وبراعة الآلة التأثيرية التي يتمتع بها؛
غدا ساحراً يتصرف في تصورات كثير من الناس وأخلاقهم،
حينما فقدوا رُقية دفع السحر، والتمييز بين الغيث والسمين،
وعدموا دروعَ الدين المتين، والخلق الرزين، اللذين يردان صولة
ذلك العدو الفتاك.
من القضايا البديهية اليوم أن الإعلام السيئ هو الاستعمار المعاصر
الذي ينصب شراك الهلاك بصور مغرية؛ لكي يصيد العقول؛
ليقوم بصياغتها حسب ما يريد؛ لتتجه بعد ذلك إلى المجتمع؛
لتفريغ شحنة تلك البضاعة العفنة فيه.
فلله كم صادت مصايدُه من قلوب كانت معمورة بالفضيلة،
فصارت مغمورة في مستنقعات الرذيلة، ولله كم سبت من عقول
كانت بالتصور الصحيح مشرقة، فأمست في التصورات الخاطئة مظلمة،
فضلّت وأضلت.
راحوا يعدون للصائمين - قبل مجيء رمضان بأشهر - ما يفسد عليهم صومهم
من الأفلام والمسلسلات والبرامج والفلاشات،
فيعرضون ما يخدش حجاب الحياء، وما يمزق ستار الأخلاق الحسنة،
وما يهد جدار العقيدة الصحيحة. وهناك طائفة إعلامية أخرى
قد لا يكونون شياطين، لكنهم لصوص في مساليخ متصدقين،
حيث يجهزون لأهل رمضان البرامج الترفيهية الكثيرة التي تسرق عليهم
وقتهم الثمين، فتصرفهم عن وظائف رمضان لتأسرهم في شاشة تلفاز
أو حاسوب أو جوال.
إن من المشاهد التي تجلب الأسى أن ينشغل قلةٌ من المسلمين بخيرات رمضان،
وينصرف الجمع الغفير عن نفيس الأوقات إلى العكوف أمام القنوات،
حتى في ليالي العشر الأخيرة، بل في الثلث الأخير من الليل منها،
فشتان بين العاكفين بين يدي رب العباد،
والعاكفين بين يدي أهل الفساد والإفساد!
إن المسلم الموفّق إذا نزل عليه رمضان ضيفًا كريماً انشغل به،
ولم ينشغل عنه، وهذا من كرم الضيافة، وآداب المضيف،
فمن اللؤم -عرفًا- انصراف صاحب المنزل عن النازل به إلى غيره؛
فلهذا فالصائم الموفق فورَ وصول رمضان يفتح له أبواب الروح
والقلب لينزل فيها، وتنشغل جوارحه بخدمته، كما يغلق أبواق الإعلام
الملهي عن إكرام الضيف
وبعد هذا، فمن الإنصاف أن نقول: إن في حشا الغثاء الكثير إعلامًا
هادفًا منفصلاً، ويمكن أن يخدم الصائم بالدروس الرمضانية،
والفتاوى، والتوجيهات والنصائح، فهذا مورد عذب، ومغنى أنيق،
وروض ممرع، ينبغي أن ينتجعه وينزل فيه؛ ليأخذ منه ما يحتاجه،
ولا يجاوز الحاجةَ إلى التخمة؛ لأن ذلك قد يلهيه عن التلاوة والصلاة
وغيرهما من وظائف الشهر الكريم؛ لأن ما أنبت الربيع قد يَقتل حبَطًا أو يُلِم .
فضل ونعمة الصحبة الصالحة
فضل ونعمة الصحبة الصالحة
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( إذا خلَّصَ اللَّهُ المؤمنينَ منَ النَّارِ وأمِنُوا؛ فما مجادلةُ أحدِكم لصاحبِه
في الحقِّ يَكونُ لَه في الدُّنيا أشدَّ مجادلةً منَ المؤمنينَ لربِّهم في إخوانِهمُ
الَّذينَ أدخلوا النَّارَ، قالَ يقولونَ ربَّنا إخوانُنا كانوا يصلُّونَ معنا ويصومونَ
معنا ويحجُّونَ معنا فأدخلتَهمُ النَّارَ، فيقولُ اذهبوا فأخرجوا من عرفتُم منهم
فيأتونَهم فيعرفونَهم بصورِهم لا تأكلُ النَّارُ صورَهم، فمنهم من أخذتهُ النَّارُ
إلى أنصافِ ساقيهِ ومنهم من أخذتهُ إلى كعبيهِ فيخرجونَهم، فيقولونَ ربَّنا
أخرجنا من قد أمرتَنا، ثمَّ يقولُ أخرجوا من كانَ في قلبِه وزنُ دينارٍ منَ
الإيمانِ ثمَّ من كانَ في قلبِه وزنُ نصفِ دينارٍ ثمَّ من كانَ في قلبِه مثقالُ حبَّةٍ
من خردلٍ قالَ أبو سعيدٍ فمن لم يصدِّق هذا فليقرأ ***
{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا
وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أجْرًا عَظِيمًا })
المصدر : صحيح ابن ماجه - الصفحة
أو الرقم: ٥١ صحّحه الألباني رحمه الله
*شرح الحديث:*
*إذا نجّى الله المؤمنين من النار وأمِنوا؛ أي اطمأنوا وأيقنوا بالأمن من
العذاب. فإنهم يجادلون الله ليخرجوا أصحابهم من النار أشدّ المجادلة
كمجادلة الرجل لصاحبه في* *الدنيا ليأخذ حقًّا له. ثم يمنّ الله عليهم بأن
يأمرهم بإخراج أصحابهم كما ذُكر في الحديث.*
*وفِي هذا الحديث فضلٌ عظيمٌ لمن يصاحب أهل الخير وإن كان كثيرَ الذنوب،
لأنهم يكونون شفعاء له يوم القيامة -بإذن الله- حتى لو دخل النار
في البداية.*
تأخير الفطر لأجل الدعاء
تأخير الفطر لأجل الدعاء
السؤال
أولاً أودّ أن أشكركم على جهدكم.
بِسْم الله الرحمن الرحيم
إن من مواقع إجابة الدعاء: دعوة الصائم عند فطره.
وأنا كنت صائمة. ولكن قبل أن أفطر أجلس وأدعو
ربي، ولا أنتهي من الدعاء إلا إذا كبر لصلاة المغرب، ثم أفطر؛
لأني أطول الدعاء. وعندما أفطر عند التكبير للصلاة، يكون النور لا يزال
موجودا، فلم يذهب وقت المغرب.
وعندما قرأت أنه يجب علي تقديم الفطر
، في اليوم التالي أفطرت عندما سمعت الأذان مباشرة.
في الأيام التي أفطرتها عند التكبير. هل يلزم علي إعادتها،
علما بأنني مصابة بالوسواس؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتعجيل الفطر سنة غير واجب، باتفاق العلماء.
قال النووي رحمه الله: فَاتَّفَقَ أَصْحَابُنَا وَغَيْرُهُمْ مِن الْعُلَمَاءِ عَلَى أَنَّ السَّحُورَ
سُنَّةٌ، وَأَنَّ تَأْخِيرَهُ أَفْضَلُ. وَعَلَى أَنَّ تَعْجِيلَ الْفِطْرِ سُنَّةٌ بَعْدَ تَحَقُّقِ غُرُوبِ
الشَّمْسِ. وَدَلِيلُ ذَلِكَ كُلُّهُ الْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ، وَلِأَنَّ فِيهِمَا إعَانَةً عَلَى الصَّوْمِ،
وَلِأَنَّ فِيهِمَا مُخَالَفَةً لِلْكُفَّارِ، كَمَا فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ الْمَذْكُورِ فِي الْكِتَابِ،
وَالْحَدِيثِ الصَّحِيحِ الَّذِي سَأَذْكُرُهُ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى: فَصَلَ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا
وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ. وَلِأَنَّ محل الصوم هو الليل، فَلَا مَعْنَى لِتَأْخِيرِ
الْفِطْرِ وَالِامْتِنَاعِ مِن السَّحُورِ فِي آخِرِ اللَّيْلِ. وَلِأَنَّ بِغُرُوبِ الشَّمْسِ
صَارَ مُفْطِرًا، فَلَا فَائِدَةَ فِي تَأْخِيرِ الْفِطْرِ. انتهى.
فإذا علمت هذا، فإن تأخيرك الفطر بعض الوقت لأجل الدعاء لا يفسد به
صومك، ولا يوجب عليك القضاء؛ وإن كان خلاف السنة؛ كما ذكرنا،
فلا تعيدي شيئا من تلك الأيام؛ فإن صومك فيها صحيح
إن شاء الله.
والله أعلم.
إسلام ويب
الخميس، 29 أبريل 2021
هل يجب الحجر الصحي للحاصلين على تطعيم كورونا؟
هل يجب الحجر الصحي للحاصلين على تطعيم كورونا؟
يتساءل الكثيرون حول ضرورة الحجر الصحي لمن تلقى لقاح كورونا، إذا تعرض لفيروس كورونا
من خلال التعامل مع شخص مريض بكوفيد 19 أو الشعور بالأعراض بعد الحصول على جرعة واحدة أو جرعتين من اللقاح،
فهل ما زال بحاجة إلى الحجر الصحي؟.. في هذا التقرير نتعرف على إجابة هذا السؤال من البروفيسور توماس فريزر،
نائب رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفيات كليفلاند كلينيك الأمريكية.
ووفقًا لموقع "كليفيلاند كلينيك" فقد أصدر مركز السيطرة على الأمراض (cdc)
مؤخرًا توصيات صحية عامة للأشخاص الملقحين ففي حين أن فاعلية اللقاحات تمنحنا أسبابًا للتفاؤل
(94.1٪ لموديرنا و 95٪ لشركة فايزر)، تشير التوصيات إلى أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم لا يزالون بحاجة
إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية أنفسهم والآخرين من فيروس كورونا.
من المهم أن تضع في اعتبارك أنه إذا تم تطعيمك جزئيًا أو كليًا، فهذا لا يعني بالضرورة أنك في مأزق
عندما يتعلق الأمر بالحجر الصحي بعد التعرض للفيروس.
وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض، هناك ثلاثة معايير يجب أن تفي بها قبل
أن تتمكن من التفكير في عدم الحجر الصحي. يشملوا:
-تلقي التطعيم بالكامل، ما يعني أنه قد مر أسبوعان أو أكثر منذ تلقيك الجرعة الثانية في سلسلة من جرعتين
أو أسبوعين أو أكثر منذ تلقيك لقاح جرعة واحدة.
-أن يكون قد مر ثلاثة أشهر من آخر جرعة من اللقاح (الجرعة الثانية إذا تلقيت لقاحًا من جرعتين
أو جرعة واحدة من اللقاح أحادي الجرعة).
-البقاء بدون أعراض منذ تعرضك الحالي لكورونا.
إذا لم تستوفِ هذه المؤهلات الثلاثة، وكان عليك استيفاء جميع المؤهلات الثلاثة،
فمن الأفضل لك الحجر الصحي لمدة 10 أيام على الأقل دون اختبار أو سبعة أيام إذا كنت قد أجريت اختبارًا سلبيًا لكورونا
وإذا كنت تريد اتخاذ احتياطات إضافية ، فيمكنك الحجر الصحي لمدة 14 يومًا.
بينما ثبت أن اللقاحات فعالة للغاية، لا يزال هناك عدد قليل من المجهول في الوقت الحالي ،
لا يزال المجتمع الطبي يحاول الحصول على فهم أفضل لمدى استمرار الحماية ومدى فاعلية اللقاحات في الحد من انتقال العدوى أيضًا ،
لا تزال فاعلية اللقاحات ضد السلالات الجديدة لكورونا قيد الدراسة.
وأوضح البروفيسور توماس فريزر، "هذا جزء من موضوع أكبر "الآن بعد أن تلقيت التطعيم
ماذا يمكنني أن أفعل؟" لكن في الوقت الحالي، فكر في اللقاح على أنه طبقة أخرى من الحماية
ما زلت بحاجة إلى ارتداء قناع، والحفاظ على مسافة، وما إلى ذلك، لكن الأمور ستتحسن."
غصون رمضانية ( 017 – 030 )
عبدالله بن عبده نعمان
للمطبخ في رمضان حكاية مؤلمة، وتسلسل سردي ممضٌّ للروح، ومظلِمٌ للقلب،
ومرهِق لصُرَّة المال، ومجهِدٌ لأبدان الطواهي،
ومردُّ ذلك إلى كثرة استهلاك الطعام والشراب في هذا الشهر دون بقية شهور
العام، ومع الكثرة الكمية، ثمتَ كثرة نوعية مختلفة الطعوم والألوان.
وما بهذا المظهر المحزنِ أُمرَ الصائمُ في رمضان، بل الصيام الصحيح
الذي نُدِب إليه هو الصيام الذي تخمص فيه البطن، وتشبع فيه الروح،
ويشرق فيه اللبُّ ليلاً ونهاراً، ومن ثَم يعيش المطبخ في إجازة جزئية
يصرف أهله فيها جُلّ وقتهم في المسابقة إلى جوائز رمضان الربانية.
لكن الحال في عصرنا انقلبت لدى بعض الناس رأسًا على عقب،
فصار رمضان شهرَ البسط في كثرة المطبوخ والمُعدِّ من الأطعمة
والأشربة المتعددة التي تستقبلها بحفاوة بطونُ الصائمين،
وهذا ينساق بلا ريب إلى الفتور، والنوم الكثير،
ولا شك أن الامتلاء وكثرة الانشغال بالمطبخ توفيراً وإعداداً،
وتخلصًا من فضلاته له ضرائب مكلفة على الأرواح والأبدان،
فالروح في رمضان بدل أن تنطلق في سماء التألق التعبدي؛ ل
خفة البدن من المفطرات ونتائجها صارت تحلق في آفاق المطبخ
ولا تتجاوز سقفه؛ لثقل البدن وكثافته بما يُطعم ويُشرب.
وبدل أن تنشط النفس إلى اغتنام أنفاس الشهر الكريم بالمسابقة إلى الخيرات،
والانتعاش إلى القربات، أضحت تتلفع بأثواب الكسل السابغة،
والشرودِ عن تدبر القرآن تلاوة وسماعًا، والنفور عن الاستمرار
في فضائل الأعمال، وبدل أن يكون صيام رمضان سببًا لصحة البدن،
وتخلصه من الفضلات التي تضره بسبب زيادة الطعام قبل رمضان،
غدا بعض الناس يعانون مشكلات صحية في الجهاز الهضمي وغيره،
ناتجة عن التخمة، وتوافدِ الأنواع المتباينة من الأطعمة والأشربة على المعدة،
وبدل أن يكون الصيام -إذا استمر- وِجاءً للشهوة، وتخفيفًا من وهجها،
أضحى بعض الصائمين يشكو سُعارها ونتائجها في رمضان أكثر من غيره!،
فلهذا نقول: ينبغي للمسلم الحريص على خير رمضان أن تكون له سياسة
خاصة متبعة في إدارة شؤون المطبخ خلال الشهر الكريم ينفذها هو وأهله،
كلٌّ حسب مهمته، تنطلق هذه السياسة الحكيمة من قاعدة معرفة الحِكم
والغايات التي شرع لأجلها صيام رمضان.
وعلى المرأة في المطبخ أن تحتسب طبخها، وتجعله قربة إلى الله تعالى؛
فالمباحات تتحول إلى عبادات بصلاح النية،
كما أن المرأة الراغبة في شرف زمن رمضان أن تستغل وقتها في المطبخ
بكثرة ذكر الله تعالى، وقراءة القرآن-إذا كانت حافظة-،
أو سماعه وسماع الدروس والمحاضرات النافعة من أجهزة التسجيل،
فإذا حضرت الصلاة تركت انشغالها بالمطبخ ولبّت نداء الله
فانشغلت بأداء حقه قبل أداء حقوق الأسرة،
ومن التقصير أن تؤخر بعض النساء الصلوات بسبب الانشغال بالمطبخ.
ومن التنبيهات المهمة أنه إذا تبقى من الطعام والشراب شيء يمكن الاستفادة
منه فلا ينبغي رميه إلى القمامة، بل يحفظ إلى وجبة قادمة،
أو يُهدى إلى الجيران، أو يتصدق به على المحتاجين؛
لأن هناك بطونًا تشكو الطوى تنتظر من أهل التخمة شيئًا تقيم به أودها.
فمن اعتاد في رمضان على التوسع في المآكل والمشارب فليقف قليلاً
ويغير اتجاه سيره إلى صراط الاقتصاد والتخفف الذي يضمن له الوصول
إلى فائدة الصيام المرجوة، وإلى توفير المال، والصحة، والراحة،
والنشاط، وهذا التحول الصحيح وإن كان صعبًا على بعض النفوس
التي مردت على الإسراف، لكنه مع المجاهدة والزمّ الحكيم للنفس
تصير هذه الحال لها عادة .
من أفضل أيامكم الجمعة
من أفضل أيامكم الجمعة
( إنَّ مِن أفضلِ أيَّامِكُمُ الجمعةَ، فيهِ خُلِقَ آدمُ، وفيهِ قُبِضَ،
وفيهِ نَفخةُ الصُّورِ، وفيهِ الصَّعقةُ،
فأَكْثروا عليَّ منَ الصَّلاةِ فيهِ، فإنَّ صَلاتَكُم معروضةٌ عليَّ.
قالوا: وَكَيفَ تُعرَضُ صلاتُنا عليكَ وقد أرِمتَ، فقالَ:
إنَّ اللَّهَ تعالى حرَّمَ علَى الأرضِ أن تأكُلَ أَجسادَ الأنبياء. )
صحيح على شرط الشيخين .
من حين تغيب شمس الخميس يدخل علينا وقت من أحب الأعمال فيه هو أن
نصلي على الرسول صلى الله عليه، فلنجتهد في ذلك سائلين الله أن يجعل
صلاتنا وسلامنا على رسول الله سببا لتفريج ما نحن فيه من بلاء، وسببا
لمغفرة ذنوبنا الّتي هي العائق بيننا وبين الوصول إلى غاياتنا المحمودة،
فمن صلّى وسلّم على رسول الله وكان حاضر القلب مجتهدا في ذلك
غُفر ذنبه وفرُّج همّه.
هناك فرق كبير بين صلاتك على النبي في الجمعة التي تقرأ فيها عن فضل
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وبين صلاتك علىٰ النبي في الجمعة
التي لا تقرأ فيها عن فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم،
ومن يجرب يعرف، وفي هذا دليل علىٰ أنك تظلم نفسك كثيرا
حين تهمل تغذية القلب بالمعاني .
من لقاء الكبائر
معنى تصفيد الشياطين في رمضان
السؤال
من المعروف أن الشيطان كان حاضرًا معركة "بدر"، وهذه الغزوة كانت
في رمضان، فلماذا لم يكن الشيطان مصفَّدًا في ذلك الوقت؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فبغض النظر عن ثبوت التفاصيل المروية بخصوص حضور الشيطان غزوة
بدر، والتي ذكرها كثير من المفسرين عند قوله تعالى:
{ وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ
وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ
إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ }
[الأنفال:48].
وبغض النظر أيضًا عن تصفيد الشياطين في شهر رمضان، هل كان من أول
ما فرض الصوم في السنة الثانية من الهجرة - وهي السنة التي وقعت فيها
غزوة بدر- أم كان ذلك في رمضان لاحق!
فبغض النظر عن ذلك كله، فإن هذا التصفيد الواقع في شهر رمضان مما
اختلف أهل العلم في حقيقته، وفي أثره، وفي من يشمله من الشياطين، فقيل:
إنه خاص بالمردة، أو بمسترقي السمع منهم. وقيل: إن هذا يقع في ليالي
رمضان دون أيامه. وقيل: إن ذلك خاص بالشياطين القائمين على فتنة
المسلمين، وتزيين المعاصي لهم. بل ذهب بعض أهل العلم إلى تخصيص ذلك
بالصائمين الصوم الذي حوفظ على شروطه، وروعيت آدابه دون غيرهم.
وتصفيد الشياطين إن كان عن المسلمين الصائمين وحدهم، فلا يتعارض هذا
مع تسلطهم على الكفار، كحال مشركي قريش الذين حاربوا رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوم بدر.
والله أعلم.
إسلام ويب
الأربعاء، 28 أبريل 2021
تعبٌ لقلبك.
تعبٌ لقلبك...
من أقوال أ. وجدان العلي
إقبالك على مَن يزهد فيك=
تعبٌ لقلبك وإثقالٌ على غيرك.
غصون رمضانية ( 016 – 030 )
عبدالله بن عبده نعمان
رسخ في أذهان كثير من المسلمين اليوم أن رمضان موسمُ مجاعة عامة،
يُقبل على الناس بشبح الجوع والظمأ المرعب،
ولا ينجي من هوله إلا التدرعُ بالاستعداد الغذائي المتنوع الذي يُدّخر
بين يدي رمضان، وعلى أقل الأحوال أن يكون لدى الإنسان رصيد مالي
كبير لشراء تلك الأغذية الكثيرة مع أيام رمضان ولياليه.
فمن لم يكن له واحد من هذين الاستعدادين وكان ممن يجعلون رمضان
للتوسع في الطعام والشراب - حضره بثُّه، وطفقت سحائبُ الغم والهم
تحلِّق فوق رأسه، ولا تبرح عنه حتى يجد، أو يرحل رمضان!
فمن أجل ذلك المفهوم المتمكن خطأً في تصور بعض الناس يسارع التجار
قبل حلول الشهر الكريم بزيادة جلب الأغذية العامة والخاصة برمضان
وعرضها في الأسواق، فيهرع السابقون لشراء كميات كبيرة متعددة
الألوان والاستعمال وتخزينها في البيوت،
وأما المقتصدون فيشترونها مع ليالي رمضان وأيامه،
أما الظالمون لأنفسهم - فيما استقر عند أهل التصور السابق –
فهم الذين يقللون من الطعام والشراب والخروج إلى الأسواق في رمضان
عما كان قبله!!
ولأن زمن رمضان زمنٌ نفيس لا تطاوع العاقلَ نفسُه في نثره في الأسواق؛
صار ينبغي أن يكون الخروج إلى تلك الوجهة محدوداً؛
حفظًا للوقت الشريف من الهدر، وحرصًا على حماية جسد الصيام
من سهام الجرح، فمن كُفي الخروج إلى ذلك بغيره ليظل منشغلاً
بوظائف رمضان فقد رزق خيراً كثيراً.
فإذا دعت الضرورة أو الحاجة إلى خروج المسلم إلى السوق في رمضان
فليكن ذلك ضمن إطار معين من الضوابط التي تحفظ له دينه عمومًا،
وشرفَ رمضان خصوصًا.
لهذا فالعاقل يشتري - بلا إسراف - ما يمكن استعماله من غير اضطرار
إلى التخلص من سائره إلى المزابل.
أما الحديث عن السوق للمرأة فهو حديث ذو شجون؛ لأن بعض جروح صيام
الصائمين الخارجين إلى الأسواق تأتي من قبل كثرة المتسوقات اللاتي
يجرحن قلوب الرجال بتبرجهن وسفورهن وتكسر مشيتهن،
وإغراء لباسهن وحديثهن وحركاتهن.
فلتكن المرأة على درجة عالية من الرقي العقلي والديني والأخلاقي؛
ليعصمها من فتنة نفسها، وفتنة غيرها، وما أجملَ حين نسمع بوجود
أسواق خاصة بالنساء: بائعات ومشتريات!
a
أعمال وأقوال ثوابها الجنة إن شاء الله
*أعمال وأقوال ثوابها الجنة إن شاء الله ..*
*قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : *
*( من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة )*
البخاري ؛129
* ( من آمن بالله وبرسوله ، وأقام الصلاة ،
وصام رمضان ، كان حقاً على الله أن يدخله الجنة)*
البخاري2790
* ( من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة )*
البخاري ؛450 مسلم 533
* ( من صلى البردين دخل الجنة )
* البردين الفجر والعصر
البخاري ؛574 مسلم 635
* ( من غدا إلى المسجد وراح أعدَّ الله له نزله من الجنة كلما غدا أو راح)*
البخاري ؛662
* ( من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة )*
البخاري ؛6474
* ( من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بُني له بهن بيت في الجنة )*
مسلم 728
* ( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له به طريقاً إلى الجنة )*
مسلم 2699
* ( من قال رضيت بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ،
وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياًّ وجبت له الجنة )*
ابو داود 1529 وصححه الألباني صحيح سنن ابي داود 1353
*-( من قال سبحان الله العظيم وبحمده، غرست له نخلة في الجنة )*
صحيح الترمذي للألباني 3464
* ( من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة اللهم أدخله الجنة
ومن استجار من النار ثلاث مرات قالت النار اللهم أجره من النار)*
الترمذي 2572 وابن ماجه 4340 وهو حديث صحيح ،
صححه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح الجامع 6275
*فيستحب للمؤمن أن يكثر من سؤال الله عز وجل الجنة ،
والاستجارة من النار*
* ( تكفل الله لمن جاهد في سبيله ، لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله
وتصديق كلماته ، بأن يدخله الجنة ، أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه ،
مع ما نال من أجر أو غنيمة)*
البخاري 7457
* ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور
ليس له جزاء إلا الجنة)*
البخاري 1773
* ( إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة)*
البخاري 6094
* ( ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء، ويصلي ركعتين يقبل بقلبه
ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة)*
*الألباني صحيح الترغيب 394 حسن صحيح /صحيح أبي داود 906 *
* ( من كان آخر كلامه لا اله إلا الله دخل الجنة)*
الألباني صحيح الجامع 6479/صحح أبي داود 3116
* ( أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعمو الطعام
، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام)*
صحيح الترمذي 2485/
الإفطار بالسيجارة
السؤال
ما حكم من يختم الصيام بالسيجارة؟ أنا شخص مدخن، أصوم رمضان،
الحمد لله، ولكن في أيام من رمضان عندما أذن الأذان أشعل سيجارة
قبل ما أشرب ماء، وقبل ما آخذ تمرة. عندما خلصت السيجارة،
بعد ذلك شربت الماء، وأخذت تمرة. ماحكم ذلك؟
أرجو منكم الإفادة. هل علي قضاء اليوم أو كفارة؟
وشكرا جزيلاً.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالإفطار على الرطب أو التمر أو الماء سنة مستحبة، وليس بواجب لازم،
فيجوز للصائم أن يفطر على ما يشاء من الطيبات، ولكن السنة ما جاء
في سنن أبي داود والترمذي عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال:
( كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفطر على رطبات قبل أن يصلي،
فإن لم تكن رطبات، فعلى تمرات، فإن لم تكن حسا حسوات من ماء )
صححه الألباني.
أما ما تفعله أنت فهو مخالف للسنة النبوية في طريقة الإفطار من الصيام،
كما أن التدخين محرم لأضراره على كل حال، لكن ما دام أنك أفطرت
بالسيجارة بعد أذان المغرب، فصومك صحيح، ولا شيء عليك، لكنك خالفت
السنة في طريقة الإفطار؛ كما بينا لك. كما أنك أثمت بتعريض نفسك
للإضرار بها.
إسلام ويب
الثلاثاء، 27 أبريل 2021
وتدبروا(450)
وتدبروا(450)
سؤال يحتاج إلى تدبر: {قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا}[الكهف:74].
استدل بهذه الآية طائفة من العلماء على أن الغلام كان بالغا، واستدل آخرون بنفس الآية على أنه لم يكن بالغا.
الذين قالوا: إنه لم يبلغ، فاستدلوا بوصف النفس بأنها: {زكية} أي: لم تذنب، واحتج من قال: إنه بالغ،
بقوله: {بغير نفس} فهذا يقتضي أنه لو كان عن قتل نفس لم يكن به بأس، وهذا يدل على أنه بالغ،
وإلا فلو كان لم يحتلم لم يجب قتله بنفس ولا بغير نفس.
غصون رمضانية ( 015 – 030 )
عبدالله بن عبده نعمان
حينما تعبِس الأرض بالجدب فإنها تضحك ببكاء السماء،
وعندما تُقرن الأحوال بأغلال الشدة فإنها تُطلق بأيادي العطاء،
فالغيث غيثان: غيث السماء، وغيث الكرماء، والغيث يذكر بالغيث :
الجود تاج يتلألأ على رؤوس أهل السماحة،
يَهدي إلى ملوكٍ بين الناس بلا ممالك، فيجذب بريقُه العافين،
أو ينطلق بلمعانه إلى المعوزين، فيخلع عنهم أسمالَ الحاجة،
ويلبسهم حلل الكفاية أو الغنى، فيكسو وجوههم بالبسمة،
وقلوبهم بالفرحة، وألسنتهم بالثناء والدعاء .
أوليتني نعمًا أبوح بشكرها
وكفيتني كلَّ الامور بأسرها
فلأشكرنك ما حييتُ وإن أمتْ
فلتشكرنّك أعظمي في قبرها
فأكرمْ بتلك اليد السخية التي تطلق خيرها في وديان المعروف:
فتنجد ملهوفًا من حَيْن، وتنجي غريقًا في دين، وتمسح دمعة يتيم،
وتفرح أرملة، وتداوي بؤس محتاج، وتعين على نوائب الحق،
وتنقّب عن الذين غشاهم الحياء بجلبابه، وسترهم الخجل خلف بابه،
وأحسنْ بذلك اِلمعطاء الذي فجر ينابيع الندى ففاض بالنوال قبل السؤال،
فأروى بنميره الرقراق أرضًا يحب الله أن تُسقى،
وأحيا بسخائه الفياض بلاداً يحب الله أن تحيا،
فمتى هبّت على الناس عواصفُ الضراء دفعها بيد السخاء،
ومتى دجت معايشَهم الظُلَم بدّدها بنور الكرم .
يبذل المؤمن سمحُ الكفين ما يفنى ليربح ما يبقى،
ويقدم ذخائر الدنيا لينال ذخائر الدنيا والآخرة،
فكم من أيدٍ رُفعت داعية له، وألسنةٍ نطقت ثناء عليه،
وكم دفع الله تعالى عنه من مصيبة كانت به محدقة،
وكم فرج الله عنه كربة كانت له مطوّقة،
وكم أطفأت صدقاته من غضب الرب تعالى .
قال النبي صلى الله عليه وسلم: يقول ابن آدم:
( مالي مالي، قال: وهل لك يا ابن آدم، من مالك إلا ما أكلتَ فأفنيتَ،
أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت )
إن المسلم يعلم أن المال عارية مستردة، ووديعة جعلها الله عنده،
ورزق ناله بفضل الله لا باستحقاق نفسه،
وأن تكرّمه في ميادين الخير يباركه وينميه،
ويثاب عليه يوم القيامة ثوابًا جزيلاً، وأن المرء تحت ظل صدقته
يوم القيامة، فهذه المحفزات وأمثالها تدعوه إلى البذل والعطاء
في سبل الحق، وعلى قدر يقين المسلم بذلك تكون سماحته .
لقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم جواداً كريمًا مع قلة ذات يده ،
فإذا جاء رمضان زاد بسط عنان الكرم لديه، فصار طلق اليدين، كثير الأيادي
والمسلم الحريص ينبغي أن يكون له في هذا الشهر الكريم نصيب
وافر من السخاء: زكاة، وصدقة، وصلة،
وهدية، فيؤدي ما أوجب الله عليه من الزكاة إن وجبت عليه فيه ،
وينظر بكرم جمّ إلى ذي قرابته، وإلى القراء والمحتاجين،
ويفطّر الصائمين، ويشارك في أعمال البر القائمة على المال، بقدر استطاعته
فرمضان لأرباب المال فرصة سانحة، وتجارة رابحة،
ولأهل البخل غنيمة ضائعة، وصفقة خاسرة .
الإيمان والأمن الفكري
من أهم أسباب الأمن الفكري مسألة الإيمان، وهنا تأتي مسؤولية
عظيمة على الوالدين، وهي:
تعليم وتنمية الإيمان بالغيب في قلوب الأبناء في الفترة الذهبية
من أعمارهم، حين يساعدنا على ذلك فطرهم، وصفاء أذهانهم،
وفراغ أوقاتهم.
كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، ستُسأل أيها المربي:
هل علمتهم الإيمان بالغيب، أم لا؟
هل علمتهم من رب العالمين؟
هل علمتهم من هو الرحمن الرحيم؟
هل علمتهم قرب الله في الأزمات؟
نفسيتهم تحتاج العلم بالله منذ طفولتهم، ويكون ذلك أشد في مراهقتهم،
لأن المراهقة فيها مجموعة مخاوف شديدة للبنت والولد.
المخاوف والوساوس تطرق أبوابهم،
تغيرات تحصل في أبدانهم،
مسؤوليات تقع على عواتقهم،
المخاوف التي تصيبهم لما يدور حولهم، والتغييرات التي تحصل معهم
تجعلهم في أمس الحاجة للإيمان بالغيب، ومن أهمه الإيمان
بأسماء الله وصفاته.
ليس المقصد أخذهم كطلاب العلم وتعليمهم؛
بل المقصد استثمار المواقف لإخبارهم وتعليمهم
أن ربنا حفيظ،
أننا في حفظ الله وكلاءته،
أن الله ييسر كل عسير،
أن الله يدبر الأمور،
أن الله يشملنا برحمته،
وهكذا في كل موقف نبث في نفوسهم مايناسبه
من جرعات العلم المطمئن المزكي النافع الرافع لهم.
توجه هذه الكلمات في المواقف، تُفسر الأحوال بهذا، أما أن تغيب كل هذه
المعاني الإيمانية بالغيب؛ ثم نجعل الاستثمار هو الاستفادة من أبدانهم فقط؛
فهذا إجرام في حقهم، لأن الإيمان بالغيب رأس سلامة أمنهم الفكري.
من لقاءات استثمار الإنسان.
تناول الصائم الدواء أثناء أذان الصبح
تناول الصائم الدواء أثناء أذان الصبح
السؤال
سألتني أمي في السحور بعد أن وصل الأذان إلى
(أشهد أن محمداً رسول الله)، هل آخذ الحبوب الخاصة بالضغط،
فقلت لها: نعم فهل فيه شيء؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالصائم يجب عليه الإمساك عن المفطرات إذا تحقق من طلوع الفجر
الصادق لقوله تعالى:
{ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ }
{البقرة:187}،
فالمعتبر لوجوب الإمساك هو طلوع الفجر الصادق، وبالتالي فإذا كان المؤذن
المذكور ممن يؤذن قبل طلوع الفجر فوالدتك صومها صحيح ولا حرج في
ذلك، وإن كان يؤذن لطلوع الفجر فالواجب على والدتك قضاء يوم بدل يومها
ذلك، ولا حرج عليك أنت في هذه الحالة في شأن مساعدتها في تناول الدواء
إذا وقع ذلك منك نسياناً أو جهلاً لقوله صلى الله عليه وسلم:
( إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه )
رواه ابن ماجه في سننه وصححه الشيخ الألباني.
أما إذا كانت والدتك تسألك عن جواز الفطر في هذه الحال فأجبتها بالجواز
دون علم فهذا محرم إذ لا يجوز القول في دين الله بغير علم.
والله أعلم.
إسلام ويب
الاثنين، 26 أبريل 2021
الافتقار إلى الله
من أقوال أ. وجدان العلي
كلما عظُمَ في القلب الافتقار إلى الله=
عزَّت النفس فلم تذلَّ بالشكوى للناس.
غصون رمضانية ( 014 – 030 )
غصون رمضانية ( 014 – 030 )
عبدالله بن عبده نعمان
تتقاطر على الإنسان في هذه الحياة جيوشُ المكاره جيشًا تلو جيش،
فمنها ما يقيم ويأبى المغادرة، ولا تنجع معه وفود الوساطات،
ولا عوامل التهدئة، ولا الحلول البشرية. ومنها ما يلم به،
وينزل به ضيفًا غير مقيم، ولكن تختلف مُدد إقامته طولاً وقصراً.
فكم يعاني الإنسان في ليله ونهاره من الأوجاع والآلام،
وكم يبقى في أيدي الهموم والأحزان، حتى يطول ليله، ويظلم نهاره
وكم يطوّق مسارَّ الإنسان الخوفُ والاضطراب،
فكان دعاء الإنسان ربه تعالى دون غيره هو ذاك السلاح الذي لا ينبو،
والسهم الذي لا يطيش، والعدة الحربية التي لا يستطاع حظرها،
ولا يمكن تحديد مداها، ولا يثقل حملها، ولا تقف أمام إصابتها
إذا قبلها الله- كلّ الدفاعات البشرية، فهو عابر الحدود،
وهادم السدود، وممزق الحصون الجائرة،
ومعجز الموانع البشرية القادرة.
لكن هذا السلاح الفتاك لا يحسن استعماله كل إنسان؛
فإن السيف بضاربه
فالدعاء يفتقر إلى شروط وآداب تحمله على معارج القبول
حتى يتحقق المأمول، فالداعي المخلص، الحاضر القلب،
الآكل من الطيبات، المختار للأوقات والأحوال المناسبة،
الصابر على دوام الطلب يوشك أن يصل إلى هدفه:
إن للدعاء في رمضان الصيامِ خصوصيةً تجعل المسلم يسارع
إلى بسط طلباته بين يدي ربه الكريم فيه،
فالنفس في هذا الشهر منكسرة، والروح إلى القُرَب شفافة،
والعبد الصالح على باب الله منيب مخبت، والزمان شريف،
ورحمات الله فيه منهمرة؛ لذلك كانت الدعوة قريبة الإجابة ليلاً ونهاراً،
فينبغي للعبد أن يغتنم هذه الأحوال،
فيا من انبسطت في ساحته البلايا، وضيقت عليه سعةَ الدنيا،
وأدمع عيونه وأسهرها مرُّ الشكوى، ولم يجد لها من دون الله كاشفة،
ويامن طال زمن حَمل آماله، وأمضّه انتظار ميلادها السعيد،
ويامن لجأ إلى الخلق لحاجته فلم تقضَ على أيديهم حاجته،
هذا باب الدعاء يفتح مصراعيه في وجه المتوجعين
والراجين والمردودين، فاطرقوا الباب طرقَ موقن موحد،
وألحوا ولا تستحسروا فأنتم تطرقون باب غني كريم، قدير رحيم،
سميع قريب
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }
كنز من كنوز الجنة
كنز من كنوز الجنة
وما أدراك ما الحوقلة!!*
كم أبطلت سحرًا، وصرفت حسدًا، وقضت دينًا، وفتحت بابًا،
وفرَّجت کربًا، وشفت مريضًا، وأحدثت معجزة ..
لِمَ كل هذا العطاء في طياتها ؟؟!!
لأنك تبرأت من قوة أهل الأرض كلهم..
تبرأت من حولك وإرادتك وتصرفك..
لأنك أعلنت ضعفك وهزيمتك ووكلت الأمور لمن له الحول
والقوة المطلقة في السموات والأرض..
وكلت الأمر كله لمن بيده الأمر كله؛ فبحوله وقوته سبحانه
يقول للشيء "كُن" فيكون..
إنها الحوقلة!*
جعل الله فيها القوة الخفية
لمن سقطت قواه ووهنت عزيمته وأعلن ضعفه
وفقره وانفراده وألمه وعجزه لخالقه..
الحوقلة كنز من كنوز الجنة.. فكيف بكنوز الدنيا ؟!
المرض النفسي هل يبيح الفطر؟
السؤال
هل المرض النفسي من الأمراض التي تكون بمثابة عاهة مستديمة تمنع
الصوم، خصوصًا أن الشخص المصاب يشكو من أعراض المرض: كالتعب،
والاكتئاب، والإرهاق، والقلق عند بذل أبسط مجهود؟ ورغم استمراره
في العلاج، إلا أنه يغلب عليه المزاج الاكتئابي، وهو يعاني منذ قرابة
عشرين عاما من هذا المرض.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
ليس المرض النفسي من تلك الأمراض المبيحة للفطر -فيما يظهر-، إلا إن
كان صاحبه يأخذ دواء يزيد المرض بالإخلال به، أو يتأخر برؤه، فله أن
يفطر، ويقضي مكان ما يفطره من الأيام.
وليس المرض النفسي من الأمراض التي لا يرجى برؤها.
ومن ثم؛ فعلى من يفطر بسبب مرض كهذا، أن يقضي مكان ما يفطره،
ولا يجوز له العدول إلى الإطعام؛ لقوله تعالى:
{ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ }
{البقرة:185}.
والذي يعدل إلى الإطعام هو الشيخ الكبير، والمريض مرضًا لا يرجى برؤه،
جاء في منار السبيل: فمن عجز عنه لكبر، أو مرض لا يرجى زواله؛ أفطر،
وأطعم عن كل يوم مسكينًا مُدّ بر، أو نصف صاع من غيره؛
لقول ابن عباس في قوله تعالى: { وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ }.
ليست بمنسوخة، هي للكبير الذي لا يستطيع الصوم. رواه البخاري. انتهى.
فإن شهد الأطباء المسلمون الثقات بأن هذا المرض لا يرجى زواله، وكان
مما يبيح مثله الفطر، فحكم صاحبه -والحال هذه- حكم صاحب تلك الأعذار
الدائمة، فيطعم مكان كل يوم يفطره مسكينًا.
والله أعلم.
إسلام ويب
الأحد، 25 أبريل 2021
غصون رمضانية ( 013 – 030 )
غصون رمضانية ( 013 – 030 )
عبدالله بن عبده نعمان
البصر نورٌ وهبه الله تعالى للإنسان ينير له دروبَ الحياة،
فيرى به مصالح دنياه وأخراه، يشاهد بهذه النعمة السابغة صفحات
هذا الكون المفتوح وعليه شواهد إبداع الخالق،
ودلائل عظمة تصويره وقدرته، تلك المشاهد الآسرة للأبصار المتأملة
تنطق بصمتها، وتعظ بسكونها، وتهدي إلى بارئها بروعة تكوينها،
ودقة تلوينها، إذا فتح الإنسان عينيه فنظر أمامه فسيقابل ذكرى ظاهرة،
وإلى خلفه فسيُلفي آية باهرة، وعن يمينه فسيجد براهين قاطعة،
وعن شماله فسيرى حجة دامغة، وإلى فوقه فسيسمو إلى عبرة كاملة،
وإلى تحت قدميه فسيلحظ أدّلة دامغة.
يتنقل البصر في جوانب الحياة فيرى مصارع أهل العناد،
ومكارم الصالحين من العباد، فيعرف أيَّ الطريقين يسلك،
{ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ
فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }
ويرجع إلى نفسه فيتأمل بعينيه المبصرتين كيف خلقه الله
وسواه وعدله، وينظر إلى والديه فيتنعم بالنظر إليهما،
وإلى زوجه فيتمتع بمشاهدة روضة فؤاده التي جعل الله بينه
وبينها مودة ورحمة، ويلتفت إلى أولاده ثمرات قلبه فيملأ عينيه
بالنظر إليهم، ويجلس مع أحبابه وأُلاّفه فتجتمع له معهم
نِعم الجلوس والسماع والمشاهدة.
فلله ما أعظم هاتين الحبيبتين! وما أقلَّ شكرنا لهما!؛
لهذا عظم أجر من فقدهما فاحتسبهما،
ولكن هذه النعمة العظيمة صرفها كثير من أهلها
إلى مساخط المنعم بها!!، فنظر بها بعض الناس إلى معالم
الشرك والإلحاد وأدبياتهما فأشركوا بالله وألحدوا،
وتتبع بها آخرون عورات المسلمين، وسرحها آخرون
في صور المردان والنسوان، وقرأ بها آخرون الحروف المظلمة
للدين والدنيا.
ومن هنا انطلقت السهام إلى القلب فغدا مأوى للفساد،
ومهيعًا للخراب، فسكنت فيه الشياطين فأسدلت فيه حجبَ الظلمات،
وهجّرت منه أنوار الهداية، حتى عششت فيه غربان الظلام وهاماتُه.
والسبب في هذا المآل المردي أن بين القلب والعين ارتباطًا وثيقًا،
وسببًا متصلاً؛ فالقلب هو الملك خلف أسوار الظاهر،
ومبعوثُه إلى خارج قصره هو العين التي ائتمنها على منقولاتها إليه،
فما جاءه منها تقبله فأثر فيه صلاحًا وفساداً.
إن العين إذا فسدت جرّت على القلب الويلات،
وساقت إليه الحسرات؛ لأنها إذا انطلقت إلى الحرام ارتدّت
سهمًا مسمومًا يمرض القلب أو يقتله، وحينها يزفر القلب الآهات،
ويتأوه من شده الوجع، وعجزِ الوصول إلى المبتغى!
فمن كان وافرَ العقل في رمضان فليجعل أمام عينيه سياجًا
من الورع دون الحرمات، وليبعد نفسه عن سوق الشبهات
والشهوات الواردة إلى القلب عبر قناة العين، فمن زنت عيناه،
فليسارع إلى العفاف والكف، وليخلع لباس الذنب،ar
وليغسل جنابة النظر الحرام بدمع الندم الغزير
الذي يغسل مجاري الشيطان، ويطفئ وهج النيران الذي قدحت
زنادَهما العينان، وليلبس كساء التوبة لينال الغفران.
المصائب والبلاء للمؤمن
المصائب والبلاء للمؤمن
هي امتحانٌ للعبد، وهي علامة حبٍّ من الله له؛ إذ هي كالدواء، فإنَّه وإن كان
مُرًّا إلا أنّك تقدمه على مرارته لمن تحب -ولله المثل الأعلى-.
يقول صلى الله عليه وسلم:
. (إنَّ عِظم الجزاء مع عظم البلاء، وإنَّ الله عز وجل
إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط)
رواه الترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني.
. (مَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ
وَمَالِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ)
رواه الترمذي وقال الألباني: حسن صحيح.
. (إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ -لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ-، ابْتَلَاهُ اللَّهُ
فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ، ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى يُبْلِغَهُ الْمَنْزِلَةَ
الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى)
رواه أبو داود وصححه الألباني.
. (وَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ -يعني الصالحين- لَيَفْرَحُ بِالْبَلَاءِ كَمَا يَفْرَحُ أَحَدُكُمْ بِالرَّخَاءِ)
رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
. (إذا أراد الله بعبده الخير عجَّل له العقوبة في الدنيا،
وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافيه به يوم القيامة)
رواه الترمذي وصححه الألباني.
قال الحسن البصري رحمه الله:
"لا تكرهوا البلايا الواقعة، والنقمات الحادثة، فَلَرُبَّ أمرٍ تكرهه فيه نجاتك،
ولَرُبَّ أمرٍ تؤثره فيه عطبك، -أي : هلاكك-".
وقال الفضل بن سهل: "إن في العلل لنعَماً لا ينبغي للعاقل أن يجهلها، فهي
تمحيص للذنوب، وتعرّض لثواب الصبر، وإيقاظ من الغفلة، وتذكير بالنعمة
في حال الصحة، واستدعاء للتوبة، وحضّ على الصدقة".
فنزول البلاء خيرٌ للمؤمن من أن يُدَّخر له العقاب في الآخرة؛
لأن فيه تُرفع درجاته وتكفر سيئاته.
والمؤمن يبحث في البلاء عن الأجر، ولا سبيل إليه إلاَّ بالصبر، ولا سبيل إلى
الصبر إلاَّ بعزيمةٍ إيمانيةٍ وإرادةٍ قوية،
ويتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ،
إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ
فَكَانَ خَيْرًا لَهُ)
رواه مسلم.
المسلم إذا أصابته مصيبة، يسترجع ويدعو قائلاً: "إنا لله وإنا إليه راجعون،
اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها"؛ فما أجمل تلك اللحظات
التي يفر فيها العبد إلى ربه ويعلم أنه وحده هو مفرج الكرب، وما أعظم
الفرحة إذا نزل الفرج بعد الشدة، قال الله تعالى:
{وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ ۞ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ۞
أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ}.
روى مسلم عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: "إنا لله وإنا إليه راجعون،
اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها"، إلا أخلف الله له خيراً منها).
قالت: فلما مات أبو سلمة، قلت: أي المسلمين خير من أبي سلمة؟!
أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إني قلتها
فأخلف اللهُ لي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم.
فمصيبة تقبل بها على الله، خير لك من نعمة تنسيك ذكر الله؛ لأن ما يكرهه
العبد يهيجه للدعاء، وما يحبه يلهيه.
اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة.
a
الحقن المجهري في نهار رمضان
السؤال
هل إجراء عملية الحقن المجهري خلال نهار رمضان يفطر أم لا، مع العلم
بأن خطواتها هي: سحب البويضات من الزوجة مع أخذ البنج- في اليوم
الثالث يتم وضع البويضة الملقحة بدون بنج، ولا بد من تناول حقن هرمونات
قبل وبعد العملية، فهل هذه الحقن مفطرة أم لا، مع العلم بعدم إمكانية
تأجيل إجرائها بعد رمضان؟ جزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كانت تلك العملية لا يمكن تأخيرها عن نهار رمضان ويترتب عليها تلقيح
بهرمونات وغيرها فيجوز إجراؤها في نهار رمضان وهي مفطرة
ويترتب عليها قضاء ذلك اليوم
والله أعلم.
إسلام ويب