ذكر الماوردي قول بعض الأدباء، فقال:
[ إيَّاك وعزَّة الغضب، فإنَّها تُفْضِي إلى ذُلِّ
العذر ]
وقيل في الحِكَم:
[ إذا أردت أن يكون لك عزٌّ لا يفنى، فلا تستعزَّ
بعزٍّ يفنى.
العطاء من الخَلْق حرمان، والمنع من الله إحسان،
جلَّ ربُّنا أن يعامل العبد نقدًا فيجازيه نسيئة،
إنَّ الله حَكَم بحكم قبل خَلْق السَّماوات والأرض:
أن لا يطيعه أحد إلَّا أعزَّه، ولا يعصيه أحد إلَّا
أذلَّه، فرَبَط مع الطَّاعة العزَّ،
ومع المعصية الذُّلَّ، كما رَبَط مع الإحراق النَّار،
فمن لا طاعة له لا عزَّ له ]
وقال الحكيم:
[ الاعْتِزَاز بالعبيد منشؤه من حبِّ العزِّ وطلبه
له، فإذا طلب العزَّ للدُّنْيا،
وطلبه من العبيد، تَرَك العمل بالحقِّ والقولَ به،
لينال ذلك العزَّ،
فيعزُّوه ويعظِّموه، وعاقبة أمره الذِّلَّة، وأنَّه
سبحانه يُمْهِل المخْذول،
وينتهي به إلى أن يستخفَّ لباس الذُّلِّ، فعندها
يَلْبسه، إمَّا في الدُّنْيا،
أو يوم
خروجه فيها، فيخرجه من أذلِّ ذلَّة وأعنف عُنْف
]
قيل في بعض الصُّحف الأولى:
[ العِزَّة والقوَّة يعظمان القلب، وأفضل منهما خوف
الله تعالى؛
لأنَّ
من لزم خشية الله، لم يخف الوَضِيعة، ولم يحتج إلى ناصر
]
وقيل:
[ احذر دعوة المظْلوم وتوقَّها، ورِقَّ لها إن واجهك
بها،
ولا تبعثك العِزَّة على البطش، فتزداد ببطشك ظلمًا،
وبعزَّتك بغيًا.
وحسبك بمَنْصُور عليك، الله ناصره منك
]
وقيل:
[ من غرس الزُّهد اجتنى العِزَّة
]
وقال ابن المقفَّع:
[ من تعزَّز بالله لم يذلَّه سلطان، ومن توكَّل عليه
لم يضرَّه إنسان ]
وقال المنفلوطي:
جاء الإسلام بعقيدة التَّوحيد ليرفع نفوس المسلمين،
ويغرس في قلوبهم الشَّرَف والعِزَّة والأَنَفَة
والحَمِيَّة،
وليعتق رقابهم من رقِّ العبوديَّة، فلا يَذِلُّ
صغيرهم لكبيرهم،
ولا يهاب ضعيفهم قويَّهم، ولا يكون لذي سلطان بينهم
سلطان إلا بالحقِّ والعدل ]