السبت، 8 مايو 2021
غصون رمضانية ( 026 – 030 )
عبدالله بن عبده نعمان
الحُبّ كلمة، لكنها قاموس زاخر يُهدي للناس من أعماقه لآلئ ثمينة،
يتزينون بها في مجالسهم، وتسرق أبصارَ الإعجاب إليهم،
ينظرون إلى أنفسهم وعليهم قلائد الحب فيفرحون، وتضيء عليهم فيستنيرون.
والحب نور ونار، نور يضيء دروب المحبين، ونار تحرق أكباد الحاسدين،
والحب قلب فسيح يتسع ولا يضيق، ونهر يتدفق ولا ينضب.
والحب جنة أريضة، تفوح بأطيب العطور، وتنبت أجمل الزهور.
والحب معراج الشرفاء إلى ربابة الأحِبّاء،
وعِلْق نفيس لا ينبغي أن يعلّق إلا في صدور المعالي.
وإذ ذكرتُ الحب هنا فإنما أعني به ذلك الحب الطهور الذي تسقي القلوبَ
به غمامةُ الإيمان، والخلق الكريم، فتهتز أرضها بكل زوج بهيج
من الصفات الفواضل، والخصال الكوامل.
ولا أريد به ذلك الحبَّ الكدِر الذي يسيل به الانحراف فترتشفه القلوب الخاوية
من حراسة التقى، والعقول الخالية من حصانة ورود البلوى؛
لأن ذلك الحب حينما ضل طريقه تجرّع أهله مرارة الإباق
فصار عليهم عذابًا يجدون في سعيره شدةَ الإحراق بحطب الأشواق
لقد أساء ذوو الأهواء الطائشة إلى هذه الكلمة المقدسة حينما أسروها
في قبّة الرذيلة، وصاروا يعلنون بدائهم وشقائهم باحثين عن آمالهم
وشفائهم فاجتمعت عليهم الأسماع والعيون فنقلت عنهم مفهوم الحب
الذي رأته للمشوق والمهجور كالتنور المسجور.
مع أن الحب أطهر من أن يُرمى بذره في هذه السباخ،
وأشرف من أن يتجه هذه الاتجاه.
إن الحب عبادة من العبادات، وقربة من أعلى القربات،
وهو تكليفٌ أمرَ الله تعالى عباده به، فمن عصى الأمر بالحب أثِم،
ومن ماطل في الوفاء بحقه غرِم.
فمن ذلك حب الله تعالى، فالله أعظم مَن يُصرف له حبُّ المحبين،
ووداد الوادّين، فالمحب الصادق لله تعالى يحب ذاته وأسماءه وصفاته،
وأفعاله ودينه الذي شرعه. وكيف لا نحب الله تعالى حبًا لا يعلوه حب،
وهو ذو الكمال والجلال والجمال.
وكيف لا نحب الله عز وجل وهو الذي خلقنا ورزقنا وصوّرنا فأحسن صورنا،
كفانا وآوانا، وحمانا وأعطانا. إن أحسنا آجرنا وأثابنا،
وإن أسأنا حلم علينا وأمهلنا، وإن تبنا رحمنا فغفر لنا.
وكيف لا نحب ربنا تبارك وتعالى، وكل خير نحن فيه فمن عنده،
وكل شر دُفع عنا فمن فضله!.
ومن ذلك حب نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، قرة أعيننا، وهادي طريقنا،
وقدوة سيرنا، الذي دلنا على الخيرات، وحذرنا من المنكرات،
وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم برهانُه اتباعُ سنته والعمل بهديه،
ومحبة ما يحب، وكره ما يكره
يطرق رمضانُ أبوابَ المسلمين وفي يديه أمزانُ الحب التي تسقي فراديس
حبهم فإن قبلوا ماءها وسقوها به غدت جنانهم بهجة للناظرين،
ونالت رضا رب العالمين، فكانت لهم أُنسًا في الخلوة، وزينة في الجلوة.
من ذاق حلاوة العبادة المتنوعة في رمضان، وفكّر في عظمة تشريع صيامه
وما يحف به من الأعمال الصالحة وما يعقبها من الأجر العظيم زاد حبه لله تعالى
الذي كتب صيام رمضان على عباده، وتفضل عليهم
بنوائله في هذا الشهر الكريم.
ومن قرأ القرآن الكريم في رمضان قراءةَ تأمل وتدبر، وفهم ما يراد منه،
زاد حبه لهذا الكتاب العظيم الذي تنقل بين أفيائه،
وتمتع طرفه بمروره بين صفحاته.
ومن تقرّب إلى الله تعالى بالطاعات، وتلذذت نفسه في مخارف القربات،
عظم في قلبه حب الإسلام الذي ألفى فيه هذه الخيرات.
ومن طاب عنده خير رمضان، ونال منه غذاء الروح قوي في قلبه
حبُّ نبي الأمة صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله تعالى بهذا العطاء الجزيل إليه.
كما أنه عندما تحلو له الحياة في الجو الرمضاني الجميل وهو يعبد الله تعالى
كأنه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في استقاء الشريعة الغراء
يعلن بالحب لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم
ولمن تلاهم من أهل العلم والعبادة الذين حملوا هذه الأمانة إليه
حتى عبد الله تعالى بما أوصلوه من الحق إلى حيث كان.
وفي الوقت نفسه يطفح قلبه بالحب الوافر للمسلمين الذين كانوا رفقاء دربه
في رحلة الصيام، فرمضان جاء ليقتلع من فؤاده أشواك الحقد والبغضاء،
ويغرس بدلاً عنها ورد الإخاء والصفاء.
كيف لا يكون رمضان شهر الحب بين المسلمين، والمسلم مأمور فيه
بكف لسانه وجوارحه عن الإيذاء للمسلمين، وكيف لا يكون شهر الحب
والصائم مندوبٌ إلى تفطير الصائمين، ومد يد السخاء إلى المحتاجين،
فالغني يحب الفقير؛ لأنه كان جهةً لبذله فكان سببًا لثوابه،
والفقير يحب الغني؛ لأنه سد حاجته، وأعانه على طاعة ربه بتفريج كربه
ليجد وقتًا يتقرب فيه إلى الله.
وكيف لا يكون شهر الحب وهذا الجمع الكبير من المسلمين يجتمعون
على عبادة واحدة لرب واحد بشرائط واحدة، فينبغي أن يكنّ المسلم
الحب لمن هم مثله، ويسيرون معه إلى غاية واحدة.
إذن: رمضان بريدُ الحُبّ إلى المسلمين يحمل إليهم رسائل المِقةِ فيقول:
أطيعوا لتُحَبّوا، وأحبِّوا لتودّوا، وتأملوا في بساط رمضان
تروا مشاعل هادية تقود خطاكم إلى تنمية واجب الحب ومستحبه.
a
اصنعهم على عينك يا الله
فما عادت التربية تنفع بقطع الحلوى والكلمات الجميلة
والقصة المختلَقة قبل النوم
ما عادوا يرون بعيوننا ولا يسمعون بآذاننا
لقد فتَحت لهم الدنيا طرقًا ودروبًا ومسالكًا كثيرة
ما عدنا نستطيع أن نأمر فنُتَبع أو ننهى فنطاع
لقد كبرت عصافيرنا الصغيرة وبدأت تطير وحيدة وترى
عالمًا واسعا جديدآ بكل مافيه
لقد كبروا يا الله وبدأت تتغير ملامحهم وأفكارهم
جمّلهم بالستر والعفة وارفعهم بالهمة والعزة
احفظهم لنا من زمن كل ما فيه فتن
سلمهم من مستنقع شهواته وبحور شبهاته
علمنا الحكمة في تربيتهم والأسلوب في توجيههم
لا تجعلنا تعبًا لهم ولا تجعلهم تعبًا لنا
افتح لنا مغاليق قلوبهم ووسع صدورنا وفهمنا
لكي نحتويهم ونكسبهم
ولا تكل أمرهم وأمرنا إلا إليك
وعاملنا معهم بألطف لطفك وواسع جودك
واجعلهم فخرنا وراحة صدورنا وقرة أعيننا
وارزقنا تمام برهم في حياتنا وبعد مماتنا
ولا ترفع عنا وعنهم معيتك ما أبقيتهم وأبقيتنا إنك بنا حليم خبير
يا الله يا قدير يا مقتدر يا قادر لاتكسر لنا فيهم روحا ولا قلبا
ولا رجاءً ولاخاطرًا
اللهم امين
تحديد ليلة القدر واختلاف المطالع
السؤال
الآن ليلة القدر كم ليلة في رمضان أليست ليلة واحدة فقط . طيب إذا صمنا
نحن في السعودية قبل بيوم وفي مصر مثلاً بعدنا بيوم عندما تأتي ليلة سبع
وعشرين أو أي ليلة وتر مختلفة فنحن عندنا ليلة سبع وعشرين توافق ليلة
ست وعشرين فإذا كانت ليلة سبع وعشرين هي ليلة القدر فهل ستكون
بتوقيتنا أم بتوقيت أهل مصر فعندها سوف تختلف ولن تكون ليلة وتر
كما قال النبي عليه الصلاة والسلام
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالمعتبر شرعاً وقدراً اختلاف المطالع بما يعني اختلاف بدايات الشهور
العربية، وعليه فلأهل كل مطلع ليلة للقدر مختصة بهم يشاركهم غيرهم
في جزء منها، تنتهي عند طلوع الفجر عندهم وقد تستمر عند أهل مطلع
آخر حتى طلوع الفجر عندهم، علما أن أقصى مدار للشمس هو أربع
وعشرون ساعة، فربما استمرت ليلة القدر في الأرض كلها أربعاً وعشرين
ساعة، ليس لأهل كل مطلع إلا قدر الليل عندهم. والله أعلم.
إسلام ويب
الجمعة، 7 مايو 2021
غصون رمضانية ( 025 – 030 )
عبدالله بن عبده نعمان
السرقة انحراف سلوكي، يدل على وهن نفسي أمام نداء الشهوة المعوجة،
وهي تشير إلى خواء داخلي خلا من تعظيم حق الخالق، وتعظيم حق المخلوق،
وهي استجابة جامحة للسطو على معصوم الآخرين من غير كابح من دين
أو خلق.
وهذا في الحقوق الحسية كالأموال، وهناك سرقة أشد منها شناعة
وهي السرقة في الحقوق المعنوية كالسرقة من العبادات،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته، قالوا: وكيف يسرق صلاته؟
قال: لا يتم ركوعها ولا سجودها )
فهذا الذي لم يطمئن في صلاته فأسرع فيها حتى لم يتم ركوعها ولا سجودها؛
قد سرق من حق الله تعالى في الصلاة وهو تمام الاطمئنان في جميع الأركان،
فالعجلة في أدائها نقصانٌ وهدر لذلك التمام الذي تجب المحافظة عليه،
وهو سرقة من ثواب الصلاة؛ لأنها إذا كملت وقبلت تمّ ثواب صاحبها،
فإذا أسرع فيها أنقص من ذلك الكمال.
وعلى هذا المنوال يعيش ناس في رمضان يسرقون صومهم؛ تكاسلاً،
أو جهلاً، أو طلبًا للراحة وهروبًا من ثقل العبادة، ونحو ذلك من الأسباب.
فهناك من الصائمين من يسرق من صومه كجعله صيامَ رمضان عادة لا عبادة،
وذلك حينما لا يبتغي به وجه الله تعالى، ولا يقوم به كما جاء في الشرع،
وإنما يجاري به جمعَ المسلمين، فكيفما صام الناس صام،
وما ألِفه المجتمع من العادات السيئة في رمضان جعله دينًا يدين به.
ومن سُرّاق صومهم: من يصوم رمضان ولا يصلي الصلوات الخمس،
أو بعضها، فيا لله للعجب!
فكيف يصح صيامٌ لم يقم على بنيان الصلاة التي هي الركن الثاني
وهو الركن الرابع، فهل يصح لبانٍ أن يعلي بنيانًا لا يقوم على قاعدة راسخة؟
ومن سُرّاق صومهم: من يظل نهار رمضان في نوم طويل،
فلا يعرف من يوم الصوم إلا نصفه، أو ثلثه، أو ربعه،
بل إن بعضهم لا يستيقظ إلا عند الإفطار! فماذا بقي من الصيام
بعد هذه السرقة التي اجتاحته أو اجتاحت معظمه؟!
فرمضان عند هذا الصنف نزيلٌ على الفراش، وقِراه النوم العميق
ومن سُرّاق صومهم: مَن يجرحون صيامهم ببذاءة اللسان،
وينزعون إلى تلبية دواعي الغضب، فهذا الفعل يسرق عليهم كمالَ الأجر،
وينقصهم عن الظفر بتمام الثواب
وهناك سارق يسرق صيام بعض الصائمين برضى من الصائمين،
بل بحُبٍّ منهم له، بل بسعي إليه ليسرق كنز الصوم منهم،
هذا السارق هو: الإعلام السيء الذي يصيب الصيام في مقتل،
فما كان من فضيلة نالها الصائم استلبها منه،
وما كان من داء يسحتُ صيامَه وهبه له، وهو سارق يعامل المسروق منه
عن بُعد على مدار الساعة، وفي أي ظرف كان فيه،
وقد لا يشعر بعض الصائمين بهذا السارق الخادع
إلا إذا آبوا إلى عقولهم الصافية، وإيمانهم المشرق،
لكن مادام في العقول غبش، وفي الإيمان غشش فإن هذا السارق
الظريف سيستمر في السرقة المحبوبة لدى المسروق منهم!
وقريب من هذا السارق: الإعلام الملهي الذي يسرق على بعض الصائمين
كنز الوقت الثمين، الذي يفتقرون إلى إنفاقه في الأعمال الصالحة
في هذا الشهر الكريم.
فمن كان فطنًا مؤمنًا فلا يسرق من صيامه؛ فيوقع نفسه في الخسارة،
ولا يأذن كذلك لأحد ليسرق من صومه باختياره ورضاه .
احذر عندما تضيق بك....
احذر عندما تضيق بك....
نزِّه الله تعالى عن أقوال قليلي المعرفة بكماله،
الذين جعلوا اتهامه ديدنهم فلا تسمع أحدهم إلا قائلًا:
ليس لي حظ في الزواج!
ليس لي حظ في العمل!
ليس لي حظ في الأولاد!
وهكذا شأنه دائمًا لا يرى نفسه إلا مظلومًا قد اجتمعت عليه كل الأسباب،
وقد عَشَتْ عيناه عن آلاء ربه ومولاه، ولسان حاله ومقاله يتهم ربه أنه ما
عدل في توزيع الحظوظ، ولو فكر باسمه (المؤمن)؛ لعلم تمام العلم أنه قد
أمَّن عباده من الظلم، وأن ما يجري عليه من أقدار إنما قدرها عليه ربه ببالغ
حكمته ليرفعه بها في الآخرة، ولكن العيون التي تعشو عن الآخرة تجني على
صاحبها جناية ما بعدها جناية، إذ أنها بفعلها ذاك تقلب حياته الدنيا إلى جحيم
وضنك لا يطاق، وليت الأمر توقف على الدنيا فقط!
حين تنظر للحظوظ لا تنظر إلى من كثر عطاء الله له على أنه ذو حظ عظيم،
فهذا تفكير قوم قارون، وليس تفكير المؤمنين باسم المؤمن، ولكن اعلم أنه
ما ضاق عليك أمر هنا إلا ليكون رصيدًا لك في الآخرة، واعلم أن كل قدر يمر
عليك هنا فإنه يدفعك لبناء مستقبلك الحقيقي هناك:
- يضيق عليك المال؛ فتصبر؛ فتبني بصبرك مستقبلك في الآخرة!
- يضيق عليك بصرف قلب زوجك عنك؛ فتصبر؛ فتبني مستقبلك في الآخرة!
- تصيبك مصيبة العقم؛ فتفرغ للعلم والطاعات؛ فتبني مستقبلك في الآخرة!
وهكذا كل إنسان تُقدَّر عليه أقدار تناسبه؛ ليعظم نصيبه وحظه في وطنه
الحقيقي، فلا تضيع فرصك، ولا تحول ما فتحه الله لك من أبواب للعلو
في الآخرة إلى مضائق تغلق بها على نفسك!
ليس كل أحد ينتفع من أقدار الله عليه؛ فكن كأولئك الذين أوتوا العلم في
قصة قارون حين قالوا لمن لم يعرف كيف ينظر لعطايا الله:
{وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ} .
أي: ما ينتظرك أيها المؤمن عند الله خير من كل ملك قارون، فتدبر، وانتفع،
وتاجر مع الله لتصفو لك الدنيا والآخرة.
واعلم أن كل ما قدر لك هو الذي يناسبك بكل دقة:
فلو زاد عمرك يوما لفسدت!
ولو زاد مالك درهما لطغيت!
ولو زاد أولادك ولدا لشقيت!
حتى جارك، وحيك، وتفاصيل تفاصيل حياتك مناسبة لك، فاغتنمها مقربات
إلى الله، واعلم أنك مختبر أترضى عنه عند النقص، وتشكره عند العطاء،
أم تكون كقوم سبأ الذين ملُّوا نعم الله عليهم وبطروها؟!
من اسم المؤمن
العلامات المميزة لليلة القدر
العلامات المميزة لليلة القدر
السؤال
هل لليلة القدر من علامات ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فليلة القدر وإن كانت لا تعلم أي ليلة هي على الراجح، إلا أنها محصورة
في العشر الأواخر من رمضان ، ولم يقتصر الشرع على هذا الحصر،
بل أخبر ببعض العلامات التي تميز تلك الليلة رغبة في استباق الخير فيها
والتزود للآخرة. وهناك علامات في أثنائها، وعلامة بعد انقضائها، فالأولى
بمثابة المرغب المنشط على إحيائها، والأخرى بمثابة المبشر لمن عمل
الصالحات فيها، والمحسَّر لمن ضيع وفرط. فأما العلامات التي في أثنائها
فمنها ما رواه أحمد من حديث عبادة بن الصامت
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"إن أمارة ليلة القدر أنها صافية بلجة كأن فيها قمراً ساطعاً ، ساكنة ساجية،
لا برد فيها ولا حر، ولا يحل لكوكب أن يرمى به فيها حتى تصبح"
ومنها ما أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أيكم يذكر حين
طلع القمر وهو مثل شق جفنة"
قال بعض العلماء: فيه إشارة إلى أنها تكون في أواخر الشهر،
لأن القمر لا يكون كذلك عند طلوعه إلا في أواخر الشهر.
وأما العلامة التي تأتي بعد انقضائها فهي: أن تطلع الشمس في صبيحة
يومها بيضاء لا شعاع لها كما ثبت ذلك في الحديث الذي رواه
مسلم عن أبي بن كعب.
فكأن الشمس يومئذ لغلبة نور تلك الليلة على ضوئها، تطلع غير ناشرة
أشعتها في نظر العيون. أفاده النووي في شرح مسلم.
والله أعلم.
إسلام ويب
الخميس، 6 مايو 2021
مكالمة هاتفية لمدة 10 دقائق يوميًا تقلل شعورك بالوحدة
مكالمة هاتفية لمدة 10 دقائق يوميًا تقلل شعورك بالوحدة
كشفت دراسة نشرت في مجلة JAMA Psychiatry، عن أن الوحدة خلال جائحة كورونا أدت إلى زيادة معدلات القلق والاكتئاب،
وتبين أن التحدث الى شخص ما لمدة 10 دقائق فقط على هاتفك قد يقلل من شعورك بالوحدة، طبقًا لما ورد في صحيفة مترو البريطانية .
وقالت الدراسة إن المكالمات الهاتفية القصيرة عدة مرات في الأسبوع يمكن أن تقلل من الشعور بالوحدة،
خاصة للأفراد الذين يعيشون بمفردهم، أو الذين يعيشون في دور الرعاية والذين لا يستطيعون حاليًا رؤية ذويهم.
وتوصلت نتائج الدراسة إلى أنه عند اختيار نصف المشاركين البالغ عددهم 240 مشاركًا في الدراسة
لتلقي مكالمات هاتفية قصيرة من متطوعين على مدار شهر، تبين أن الأفراد الذين أجروا مكالمات
أبلغوا عن شعورهم بالوحدة بنسبة 20٪ في المتوسط.
وتبين أيضًا أن المحادثات التي كانت مدتها تزيد على 10 دقائق خلال الأسبوع الأول،
لكنها استغرقت 10 دقائق خلال بقية الدراسة التي استمرت لمدة شهر، ساهمت في خفض الشعور بالوحدة
وتقليل الإصابة بالقلق والاكتئاب، حيث انخفض عدد البالغين الذين يعانون من قلق خفيف على الأقل بنسبة 37٪،
وانخفض عدد الأشخاص الذين يعانون من اكتئاب خفيف بنسبة 25٪ بحلول النهاية.
والمخاطر الناتجة عن زيادة الشعور بالقلق والاكتئاب قد تؤثر على صحتك العقلية وتصيبك بالعديد من الأمراض،
طبقا لدراسات سابقة صادرة من جامعة كاليفورنيا، خاصة بعد أن تبين من أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب
والقلق أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر فى وقت مبكر عن أولئك الذين لا يعانون من هذه الأمراض،
بالإضافة إلى أن تدهور صحتك النفسية قد يعرض جهاز مناعك للخطر
وبالتالي تكون عرضة للإصابة بالعدوى الفيروسية المختلفة.
غصون رمضانية ( 024 – 030 )
عبدالله بن عبده نعمان
مظاهر الرحمة لهذه الأمة ألوانٌ متعددة، ولها صور متجددة،
ما زالت سُحُبها تنهلُّ عليها لتنمو من غيثها الثجَّاج بساتينُ النعمة زاخرةً
بكل زوج بهيج من التقديرات والتشريعات السماوية التي تنال الأمة
من ثمراتها النضيجة حلاوةَ العبادة، وإدراك عظمة الإسلام، وأسبابًا للثبات عليه.
ومن تلك الثمار اليانعة التي بسقت بمُزن الرحمة في بستان النعمة:
تيسير دين الإسلام، ورفع الحرج عن معتنقيه
فسبحان الله! ما أعظم هذا الدين الذي جاء به
سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام!،
وما أكثرَ نعم الله تعالى على أهله التي اصطفى لهم بعضها دون غيرهم
من أهل الأمم السابقة!
إن هذه السمة البارزة في الشريعة الإسلامية جليّة الظهور في كثير
من تشريعات الإسلام، وهذا يدل على رسوخها في التكوين التشريعي.
فمن تلك الأبواب التي أضحى فيها التيسير واضحَ المعالم، يدرك عمومَه
المسلمُ الجاهل، والمسلم العالم: التيسيرُ والتخفيف في باب صيام رمضان.
ففي رمضان تمتد أفنان التيسير على الصائمين فيجدون في ظلالها
السهولة واليسر في القيام بهذه العبادة العظيمة.
ففي حديث سورة البقرة عن صيام رمضان جاء قولُ الله تعالى:
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ
فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ
وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }
ليبين أن "مشروعية الصيام -وإن كانت تلوح في صورة المشقة والعسر
فإن في طيها من المصالح ما يدل على أن الله أراد بها اليسر أي:
تيسير تحصيل رياضة النفس بطريقة سليمة من إرهاق أصحاب
بعض الأديان الأخرى أنفسهم
فالله تعالى" أوجب الصوم على سبيل السهولة واليسر؛ فإنه ما أوجبه إلا
في مدة قليلة من السنة، ثم ذلك القليل ما أوجبه على المريض ولا على المسافر،
وكل ذلك رعاية لمعنى اليسر والسهولة"
وإن شرعية صيام رمضان مع الرخص التي تسوغ الإفطار هو من تيسير
أداء الفريضة؛ ذلك أن من شأن هذه الشريعة أنها إذا كلّفت تكليفًا
فيه مشقة فتحت بابَ الترخيص؛ ليسهل الأداء وليداوم عليه ويستمر
من غير تململ، ولا تحمل المكلفين على أقصى المشقات؛
والناظر المتتبع يجد هذه الهدية الربانية السَنية شاخصة في كثير
من نواحي صيام رمضان، فمن ذلك: أن رمضان لم ينزل إيجابه مرة واحدة،
بل مر بمراحل كان آخرها إيجاب صيامه بشروطه، وكان هذا دفعًا للمشقة؛
فإن النفوس في ذلك الوقت لم تعهد صيام شهر كامل على الوجوب.
ومن صور التيسير: أن صيام رمضان ضيفٌ عزيز يأتي إلى المسلمين
مرة واحدة في العام، فلو كثر نزوله ربما تُلفى فيه مشقة،
وهذه الزيارة مدة يسيرة، وليست إقامة طويلة ترهق المُنزِلين،
وتبغّض الضيف إلى المضيفين، فالمدة شهر قمري واحد فقط،
تهوينًا لأمره على المكلفين، والمعدودات كناية عن القلة؛ ل
أن الشيء القليل يعد عداً؛ ولذلك يقولون: الكثير لا يعد،
ولأجل هذا اختير في وصف الجمع مجيئه في التأنيث على طريقة الجمع
بألف وتاء، وإن كان مجيئه على طريقة الجمع المكسر
الذي فيه هاء تأنيث أكثر
ومن صور التيسير: أنه لا يجب على جميع أفراد المسلمين،
بل على بعضهم ممن توفرت فيهم شروط الإيجاب، فلا يجب على صبي مطلقًا؛
لأنه تكليف، وهو فاقد لسببه، وهو نقصان عقله، إضافة إلى وهن جسمه،
ولا يجب مطلقًا على مجنون؛ لذهاب مناط التكليف عنه،
وهو العقل الذي يضبط الأفعال والتصرفات،
والمجنون لا يدري ما الصيام ولا مفطراته ولا مباحاته،
فاقتضت رحمة الله تعالى دفع مشقة الصوم عنهما تيسيراً عليهما.
ولا يجب على مريض حال مرض يشق عليه الصيام أثناءه،
ولكن يجب عليه إذا شُفي؛ فالصوم لكونه تكليفًا فيه نوع مشقة،
والمريض مطوَّق بمشقة السقم، فلا يرغب بمعكر إضافي؛
إذ قد يضاعف الصومُ مرضه، أو يؤدي إلى وفاته، ويلحق بالمريض:
الهرم والشيخ الكبير، والحامل والمرضع.
ولا يجب على مسافر حال سفره
ولا يجب على الحائض والنفساء حتى تطهرا؛
إذ هما تعانيان غالبًا مشقةَ السيلان وآثاره من الإرهاق،
وتغير الأخلاق، فاقتضى التيسير الشرعي العفوَ عنهما عفواً آنيًا حتى يصحّا.
ومن صور التيسير: أن صيام رمضان فيه أجور عظيمة،
فأصحاب الأعذار السابقة لكي لا يحرَموا هذا الفضل الذي ناله غيرهم؛
فتصيبهم مشقة نفسية بالحرمان؛ جُعل لهم وقت آخر عقب رمضان
ليدركوا من ذلك الخير
ومن فروع التيسير: أن من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه؛
فإنما أطعمه الله وسقاه كما قال عليه الصلاة والسلام؛
وذلك أن النسيان صفة ملازمة للإنسان، فربما نسي كونه صائمًا فطعم أو شرب،
فجاء التيسير ليكسوه ثوب العفو، ويحثه على استمرار الصيام.
ومن صور التيسير: أن من أصبح جنبًا فإن صيامه صحيح، وعليه الغسل،
فقد ينام الإنسان على جنابة ولا يستيقظ إلا بعد أذان الفجر،
أو قد ينسى أنه على جنابة ولا يتذكر إلا بعد الصبح، أو أثناء النهار،
فمن التيسير: أنه يصح صومه ويجب عليه الاغتسال،
فلو كان ذلك مفطراً له لكان فيه مشقة عليه بالفطر ووجوب القضاء،
وربما فاته ذلك بنسيان أو ذهول، أو ضيق الوقت، وهو معذور في هذه الأحوال.
ومثله الحائض والنفساء إذا طهرتا من دميهما أثناء الليل أو قبل الفجر
صح صومهما إذا دخل عليهما النهار ولم يغتسلا، ثم يجب عليهما الغسل؛
وكان ذلك كله تيسراً من الله تعالى.
ومن صور التيسير: أن المحتلم نهاراً لا يفطر، وما عليه إلا الاغتسال
ومتابعة الصوم؛ لأن نزول مائه لم يكن بإرادته،
فلو كان حكم عليه بالإفطار لكان فيه مشقة.
ومن صور التيسير: أن الله تعالى لم يحرم المعاشرة الزوجية
إلا أثناء نهار الصيام، ولو حرمت كذلك في الليل لكان في ذلك مشقة
ومن صور التيسير: أن من أفطر عامداً فعليه أن يقضي ما أفطر من رمضان
بعد تولي رمضان؛ لأنه لو لم يصح قضاؤه لكان ثَم مشقة بحرمانه من ذلك.
وفنن آخر من أفنان التيسير وهو: أن المفطرات أصناف قليلة معدودة،
وغير المفطرات للصائم غير محدودة في إطار المباح،
فلو كان الأمر على عكس ذلك لأحاطت بنا المشقة.
إضافة إلى هذه الصور: يذكر أهل العلم رخصًا للصائم إذا فعلها لم يفطر،
وهي كثيرة غير محصورة، منها: تذوق الطعام للصائم،
واستعمال الأدوية التي لا تقوم مقام الأكل والشرب، والقيء من غير تعمد،
والأمثلة كثيرة.
فالحمد لله الذي أوجب فيّسر، وشرع وسهّل، وأنعمَ فأفضل، وجاد فأجزل.
دع القرآن يعيد تشكيلك
*لماذا يُعد القرءان الكريم *أرقى نموذج
في السلوك* *الإنساني !!*
لأن القرءان هو الذي :
- ضبط صوتنا : " وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ "
- ضبط مشيتنا : " وَلا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحًا " ..
- ضبط نظراتنا : " وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ "
- ضبط سمعنا : " وَلَا تَجَسَّسُوا "..
- ضبط طعامنا : " وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا " ..
- ضبط ألفاظنا : " وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً " ..
- ضبط مجالسنا : " وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا " ..
ضبط نفوسنا .. " لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ "
ضبط أفكارنا .. " إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ "
- ضبط تصريحاتنا : " وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ " ..
- علمنا العفو و التسامح : " فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ " ..
- فالقرءان كفيل أن يضبط حياتنا و يحقق حياة السعداء ..
" الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ "
*دع القرآن يعيد تشكيلك*
غسل الفم أثناء الصوم
غسل الفم أثناء الصوم
السؤال
هل غسيل الأسنان نهارًا أثناء الصيام بالفرشاة بمواد غير معجون الأسنان،
كالأعشاب -مثل الكركم، والنعناع، وغيرها من الأعشاب- أو الليمون، أو أي
طعام، أو زيوت، والمضمضة بخل، أو ملح، أو ليمون، أو زيوت، هل ينقض
الصيام أم لا؟ أعرف أن استخدام معجون الأسنان لا ينقض الصيام، ولكن
سؤالي عن استخدام أطعمة وأعشاب وغيرها في غسيل الأسنان،
وفي المضمضة في نهار الصيام. وشكرًا لكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن غسل الفم بماء الليمون، أو الزيت، أو نحوهما أثناء الصوم من غير
حاجة؛ مكروه للصائم، فقد نص أهل العلم على كراهة ذوق الصائم للطعام
من غير حاجة، لكنه لا يبطل الصوم، إذا لم يجد الصائم الطعم في حلقه
قال ابن قدامة في المغني: قال أحمد: أحب إليّ أن يجتنب ذوق الطعام،
فإن فعل، لم يضره، ولا بأس به. قال ابن عقيل: يكره من غير حاجة،
ولا بأس به مع الحاجة، فإن فعل فوجد طعمه في حلقه، أفطر، وإلا لم يفطر. اهـ.
وقال الخرشي على مختصر خليل المالكي: والمعنى:
أنه يكره للصائم -فرضًا أو نفلًا- أن يذوق الملح للطعام، ثم يمجّه خوف
السبق، وكذلك يكره ذوق العسل، والخل، أو مضغ الطعام للصبي،
أو مضغ اللبان، أو العلك، وما أشبه ذلك، ثم يمجّه. اهـ.
ومما سبق تعلمين أن غسل الفم بما ذكرت، لا يؤثر على صحة صيامك،
وأنه لا كراهة فيه عند الاحتياج له.
إسلام ويب
الأربعاء، 5 مايو 2021
استمسك بسعادتك
استمسك بسعادتك
من أقوال أ. وجدان العلي
استمسك بسعادتك، لا تفرط فيها، ولا تقبل فيها أنصاف الحلول..وإياك أن
تبني سعادة الآخرين على حطام قلبك؛ فإنما هو عمر واحد وروح واحدة!
غصون رمضانية ( 023 – 030 )
غصون رمضانية ( 023 – 030 )
عبدالله بن عبده نعمان
يهبّ رمضان بنسائمه العذبة على المجتمع المسلم فيفرح المؤمنون بها،
وينزلونها منازلها من قلوبهم وأرواحهم، فيطفئ برد تلك النسائم
حرارة حزن الدنيا ولأوائها.
في الثلث الأخير من رمضان تخرج مواكب الإيمان في الثلث الأخير من الليل
إلى رحاب المساجد لتشهد لحظات غالية في زمن الدنيا الرخيص،
تتسامى فيها الروح إلى الملاء الأعلى على معارج الخشوع،
ومصاعد السجود والركوع، لحظات خصبة تهتز فيها النفس وتربو
فتنبت من الخيرات من كل زوج بهيج، لحظات تزهر فيها النفوس،
وتلين فيها القلوب، وتذرف في رياضها العيون، وتسكن في روابيها الجوارح،
ويجتمع فيها شعث الروح، ويطير فيها الفكر على جناحي الخوف والرجاء
متأملاً في المصير المنتظر.
إن الحياة طريق إلى الله وهذه الطريق طويلة،
فقام أهل العزم والشوق هذه اللحظات يقربون المسافة بينهم وبين وجهتهم،
مستغلين خلو الطريق من المارة والطريق إلى الله شاقة فقاموا في هذه اللحظات
يخففون من مشقتها بالتزود من بركات هذه الأوقات وخيراتها،
منتهزين غناها وفضلها، وقوة تأثيرها في تذليل الصعوبات.
والطريق إلى الله كثيرة المخاطر فنهضوا هذه الساعة سائرين مستغلين
هجعة لصوص هذه السبيل، داعين الله بالثبات عليها،
والنجاة من قطّاعها، والنهار فيه حرارة وصخب وازدحام وانشغال بال
فقاموا هذه اللحظات لطيب نسيمها وهدوئها، وتفرغ البال وصفاء الذهن،
وسكون القلوب وخضوع الجوارح.
والنهار انتشار ورؤية وابتداء انطلاقة وسعي،
وهم يريدون أن يراهم من في السماء وحده، وأن يسبقوا ابتداء الناس،
وأن لا يكونوا مساوين، أو متأخرين عليهم، فقاموا تلك الساعة
ليراهم لا ليروهم، وقاموا في تلك الساعة مسارعين ليكونوا من المتقين
تنطلق تلك الأقدام عجلى تحمل أجساداً تحذر الآخرة، وترجو رحمة ربها
تتجافى جنوب أولئك الركب الطاهر عن المضاجع والفراشُ وثير،
والأنيس ودود، والنوم لذيذ، والبرد شديد، ولكن الشوق إذا سما لا تهبطه
نوازع المحابِّ الصادة، والمكاره الرادة، والغاية متى عظمت
فما في الدنيا شاغل عنها
وينطلقون إلى محاريب العبادة فيمرون على أقوام في أحضان النوم غاطين،
أو في راحات الغفلة سادرين، فيقولون: من يوقظ هؤلاء النائمين والغافلين؟!،
تصل تلك الجموع إلى بيوت الله فتقف صفوفها بين يدي الله قائمة وساجدة،
وراكعة وخاشعة وسامعة منصتة، فما أهيبَ الصفوف، وأعظم الوقوف،
وما أعذب المسموع، وأحلى الخشوع، وأعز السجود والركوع!.
إنها تجد للصلاة في تلك اللحظات لذة، حينما يسدل عليها من حضور القلب
وسكينة الجوارح ما تستعذب فيه طولَ القيام، وتجد للقرآن حلاوة
تتسلل إلى النفس حاملة معها حروفًا من نور تتفرع في جوانبها لتضيء
حياتها بأسرها، وتجد للدعاء طعمًا آخر، فتلهج به الألسنة،
فيصعد إلى السماء في لحظات القرب والإجابة، والاستغفار والإنابة،
عندما يقرب العبد فيها من ربه، ويقرب الرب فيها من عبده،
فتفتح السماء فيستجاب دعاء الداعين، وتقبل توبة التائبين، وتقضى حاجات السائلين.
ففي تلك اللحظات المضيئة ينسكب النور على القائمين الخاشعين فتكتسي الوجوه حُللَ السناء والضياء،
وتشرق القلوب فترى طريقها إلى الله تعالى، وتنشرح الصدور فتعرف قدر كلام الله.
فتلك اللحظات ما أحلاها! وأي حلاوة في لذات الدنيا تفوق حلاوتها،
وتلك اللحظات ما أغلاها! فغالي الحياة رخيص معها، وتلك اللحظات ما أعلاها!
وهل للروح مصعد أقرب وأسرع إلى السماء منها، وتلك اللحظات
ما أطهرها وأنقاها! فمن تنجس بدنس الذنوب فليردْها ففيها مغتسل بارد وشراب.
فإذا انقضت لحظات القرب من الرب رجع أولئك الأخيار سيماهم في وجوههم
من أثر بقائهم في تلك الرياض ركعًا سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضوانًا،
فعادوا كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه،
فبسق عود الإيمان، وتفرعت أغصانه، وينعت ثماره سكينة وطمأنينة،
{ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }
أضعف حرف في اللغة العربية
أضعف حرف في اللغة العربية
*ماهو أضعف حرف في اللغة العربية؟*
دكتور يقول سألني ذات يوم أحد المشائخ :
ألست تملك دكتوراه في اللغة العربية؟
قلت له : بلى يا شيخ .
قال : طيب، سوف أسألك سؤالاً ..
ما هو أضعف حرف في اللغة العربية؟
السؤال بصراحة كان مفاجأة لي!!
ولكن لا ينفع أن لا أجاوب،
قلت له : ممكن أن يكون أحد حروف الهمس مثل السين مثلاً (اسسسسس)
أو أحد حروف المد (الألف والواو والياء)
لأنها مجرد هواء خارج من الجوف.
ابتسم ابتسامة المعلّم، وقال : غلط يا صاحب الدكتوراه.!!
قلت له بشغف المتعلم : إذا لم يكن كذلك فما هو يا شيخ؟ منكم نتعلم ونستفيد.
قال : أضعف حرف في اللغة العربية هو حرف *(الفاء)*
و لذلك اختاره الله سبحانه لينهانا به عن عقوق الوالدين..
فقال تعالى :
*{ فلا تقل لهما أف }*
وعندما عدت إلى المراجع،
وجدت أن الحروف الهجائية فيها بالفعل القوي
والضعيف، وأن أقواها على الإطلاق هو الطاء !!
لأنه لا توجد فيه صفة من صفات الضعف (كالهمس والرخاوة واللين..إلخ)
وأن أضعف الحروف الهجائية هو فعلا حرف الفاء
لأنه لا توجد فيه صفة من صفات القوة :
(كالجهر والشدة والإطباق.. إلخ).
ومن إعجاز القرآن أن يأتي أضعف الحروف الهجائية *( الفاء )* للنهي عن
أن نقول للوالدين : *(أف)* تعبيرا عن الضيق والتأفف، فالمولى عز وجل
نهانا عن الأضعف فما بالك بالقوي والأقوى؟!
أرسلوها لأبناء جيلنا ليحذروا الوقوع في مستنقع *العقوق*
الإنفاق في رمضان
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نريد أن نعرف منكم عن الصدقة في رمضان، هل نطعم كل يوم فقيراً له خير
أكبر أم نوزعه في 27 من الشهر على ثلاثين فقيراً له أجر أكبر؟
وبارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه لم يثبت شرعاً تخصيص رمضان بصدقة معينة غير صدقة الفطر،
وهي واجبة، والمطلوب في هذا الشهر هو زيادة الإنفاق في وجوه الخير،
والاتصاف بالجود اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم،
كما ثبت في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس، وكان
أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة
من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير
من الريح المرسلة. كما ثبت الترغيب في الإنفاق والصدقة في هذا الشهر،
لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
( من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً )
رواه الترمذي.
وعليه فإن الإنفاق في هذا الشهر غير محدد بوقت أو قدر معين، بل كلما أكثر
المسلم من الإنفاق عظم أجره وثوابه، وكذلك إذا اشتدت حاجة المتصدق
عليه، رجي الثواب العظيم للمتصدق.
والله أعلم.
إسلام ويب
الثلاثاء، 4 مايو 2021
وتدبروا(452)
{قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ}
[الجمعة:11]
أطلق العنان لخيالك، واستعرض ما شئت من أنواع اللهو والتجارة التي ملأت دنيا الناس اليوم
... كلها - والله - لا تساوي شيئا أمام هبة إلهية، أو منحة ربانية تملأ قلب العبد سكينة
وطمأنينة بطاعة الله، أو قناعة ورضا بمقدور الله، هذا في الدنيا، وأما ما عند الله في الآخرة فأعظم من أن تحيط به عبارة.
غصون رمضانية ( 022 – 030 )
غصون رمضانية ( 022 – 030 )
عبدالله بن عبده نعمان
لقد تزينّت للخُطّاب، وانتظرتْ الأحباب على الباب،
فأين مراكب الحُبِّ التي توصلهم إليها، لتكشف لهم عما هي عليه من الحلاوة والحِلى،
والصباحة والملاحة، والشرف الباذخ، والطهر الشامخ،
من رآها بعين الإيمان يعتقد أنه لم تفتحِ العين على أتمَّ منها في الخَلق حُسنًا،
ولا أكمل منها في الطرْف صورة، قد أُفرغ فيها الجمال إفراغًا، وحوتْ من بديع المحاسن ما جعلها عروسَ الليالي،
وملكةَ جمال الدهر.
فصادقو الحب يبقون ساهرين منتظرين اللقاء، مشتاقين لذلك الموعد الوضّاء،
يعدون الشهور والليالي والأيام، وكلما اقترب الزمن زاد الحنين.
إنه الموعد السنوي مع الليلة المباركة ليلة القدر،
التي يرتقبها أهل الصلاح والعبادة؛ طمعًا في فضلها،
وحرصًا على خيرها، فهي مُزنة الخيرات، ومنهل البركات، وليلة الزاد العظيم،
والكنز الثمين الذي إذا حازه الإنسان فقد ظفر بخير كثير.
ليلة يخبئ رحمُها سعادة رحبة لمن قامها مخلصًا، فهي معراج بلوغ الآمال،
وزوال الآلام، وإحراق الذنوب.
هي ليلة واحدة، لكنها دهر، وساعات معدودة، لكنها سنوات ممتدة،
وزمن قصير في حشاه خير كثير
إنها ليلة تختصر مسافة الزمن، وطريقَ الوصول إلى الهدف المأمول.
هذه الليلة المباركة هي الليلة التي شمّر لقيامها أهل السباق،
ونصبوا لأجلها أقدمَهم بين يدي الخلاّق، وأسهروا عيونهم،
وادخروا الدموع الكثيرة ليريقوها هذه الليلة،
إن الله تعالى قد شرّف هذه الليلة بنزول القرآن الكريم فيها
من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا
وهي ليلة ذات شرف وفضل وعظمة وتفوق بهذا الفضل والشرف
والعمل الصالح فيها ألفَ شهر ليس فيها ليلةُ قدر، ومن براهين فضلها وخيرها:
أن الملائكة يكثر نزولهم إلى الأرض ومن بينهم جبريل عليه السلام،
ولا تهبط الملائكة إلا بالخير
وهي ليلة كاملة ذات سلامة من المكروهات، وتسليم من الملائكة على المؤمنين،
وينبغي عدم الخصام والاختلاف فيها
وفيها ليلة التقدير السنوي بالأرزاق والآجال والأعمال،
يُفصل ذلك من اللوح المحفوظ إلى الكتبة من الملائكة
فيا أيها المسلم، برهنْ على صدق إيمانك، وحرصك على الخير بقيامك
هذه الليلة في العشر الأواخر؛ ابتغاء وجه الله،
ومن رحمة الله تعالى أن هذه الليلة أُخفي تحديدها؛ حتى يكثر اجتهاد العابدين،
وتزيد قربات المتقربين، من هذا المنهل المَعين.
لكن الرسول عليه الصلاة والسلام قد قرّب ذلك الزمن فحث على التماسها
في أوتار العشر، وهي ليلة إحدى وعشرين، وثلاث وعشرين،
وخمس وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين
وينبغي للمسلم أن يحث أهله على قيامها، واستغلال وقتها،
إن أهل قيام هذه الليلة ليعجبون من انشغال كثير من المسلمين عن خيرها
بأمور الدنيا، فأين الرغبة في الآخرة، والرغبة عن الدنيا؟!
فيا فوزَ من وفِّق لقيام هذه الليلة، ويا خسارة من فاته فضلها.
قصة اسلام عبدالله ذي البجادين
قصة اسلام عبدالله ذي البجادين
*رجل بكى النبي صلى الله عليه وسلم لموته*
*عبدالله ذي البجادين*
*كان إسمه قبل أن يُسلِم عبد العُزىٰ المُزني نسبةً لمدينته مُزينه*
*أسلم وعمره ١٦ عاماً وتوفي وهو ٢٣ عاما وكان شاباً غنياً
ومُنعماً جداً فى حياته توفت أمه وأبوه وهو صغير فرباه عمه *
*كان شاباً مُميزاً جداً بين الشباب بملابسه* **الغالية والجميلة والتي يؤتىٰ
بها من الشام خصيصاً من أجله وكان الشاب الوحيد الذي* *يملك فرسان في
وقت كان فيه أفضل شابٍ في مُزينة يملك بغلة صغيرة وكان عمه
من سادة مُزينة.. *
*قصة إسلامه من أجمل قصص إسلام الصحابه وأغربها*
*فحين تم عبد الله ١٦ عاماً *
*كان ذلك الوقت الذى يُهاجر فيه الصحابة من مكة إلى المدينة
وكانوا يمرُّون على مُزينة فى طريق هجرتهم*
*ويمرُّون مسرعين جداً لأن كفار قريش يلحقون بهم*
*فقابله يوماً أحد الصحابة فى أثناء هجرته* *وعرض عليه الإسلام فأسلم
فوراً وبعد أن أسلم طلب منهم أن يُعلموه شيئاً من القرآن فقالوا لن نستطيع
أن نظل معك لأن قريش تلحق بنا ولكن إن شئت فإلحق بنا فى الطريق لتتعلم
القرآن فكان يسير خلفهم مشياً على الأقدام يقرأون القرآن وهو يقرأ وراءهم
مسافة ١٥ كيلو فى الصحراء ثُم يرجع إلى مُزينة *
*ويعود فى اليوم التالي يقف على حدود مُزينة ينتظر أن يمرُّ صحابي فى
طريق هجرته فيقول له علمني من القرآن ويقرأ عليه ما حفظه فى اليوم
السابق حتى تعلَّم أكثر من سورة من القرآن *
*فجاءه يوماً أحد الصحابة فقال له ولمَ لا تُهاجر معنا إلى رسول الله فقال له
لا أُهاجر قبل أن يُسلم عمي فهو من رباني ولن أُهاجر قبل
أن آخذ بيده للإسلام*
*فظل فى مُزينة ثلاثة سنوات يُخفي إسلامه وظل يتحين أي فرصة للحديث
مع عمه ليُخبره عما وصل إليه من هذا الدين الجديد الذى جاء به محمد وذلك
كل يوم وكان عمه يرفض رفضاً شديداً أن يستمع لما سيقول وكان إن أراد
أن يُصلي ذهب بعيداً فى الصحراء حتى لا يراه أحد وبعد أن مرت ثلاثة
سنوات على هذا الحال ذهب إلى عمه وقال لقد تأخرت عليا فأخرتني
عن رسول الله يا عمي *
*وما عُدت أُطيق فراق النبي وإنني أريد أن أُخبرك بأني منذ ثلاثة سنوات
وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإنني الآن مهاجر إلى
رسول الله وأُحب أن تكون معي فإن أبيت فلن يردني عن الهجرة إليه شيء
فغضب عمه غضباً شديداً وقال لإن أبيت إلا الإسلام جردتك من كل ما تملك *
*فقال يا عمي إفعل ما شئت فما أنا بالذي يختار على الله ورسوله شيئاً فقال
إن أصررت جردتك حتى من ملابسك التي عليك وقام فمزق له ملابسه التي
كان يرتديها فقال عبد الله والله يا عمي لأُهاجرن إلى رسول الله
مهما فعلت بي*
*وبدأ هجرته وهو شبه عاري فى الصحراء حتى وجد بجادٍ وهو الشوال من
الصوف فأخذه وشقه نصفين وربط نصفه على وسطه ونصفه الآخر وضعه
على كتفه حتى وصل المدينة فدخل على رسول الله فقال له النبي من أنت
فقال أنا عبد العزى فقال النبي ولم تلبس هكذا فقال لقد أسلمت فجردني عمي
من كل ما أملك حتى ملابسي ولم أجد فى طريقي إلا هاذين البجادين*
*فأتيتك بهما فقال النبي أوفعلت ؟!*
*فقال نعم فقام النبي وقال من اليوم أنت عبد الله ذي البجادين ولست
عبد العزى فقد أبدلك الله عن هاذين البجادين رداءً فى الجنة تلبس
منه حيث تشاء*
*ومن شدة فقره سكن فى مساكن أهل الصُفة وهي مساكن للفقراء خلف بيت
النبي وتأتي غزوة تبوك وعُمره ٢٣ عاماً فيخرج إلى الغزوة مع النبي ثم
يقول يا رسول الله إدعوا الله لي أن أموت شهيداً فيرفع النبي يده **
*ويقول اللهم حرم دمه على سيوف الكفار *
*فيقول عبد الله ما هذا بالذي أردتُ يا رسول الله فقال النبي يا عبد الله إن
من عباد الله من يخرج فى سبيل الله فتصيبه الحمى فيموت فيكون شهيداً
وإن من عباد الله من يخرج فى سبيل الله فيسقط عن فرسه فيموت فيكون
شهيداً ولعلك تصيبك حمى فتموت فتكون شهيداً*
*ويشهد عبد الله غزوة تبوك مع النبي وينتصر المسلمون وفي طريق
عودتهم بالفعل ُتصيب عبد الله حمّى شديدة ويبدأ يتألم آلام الموت.. **
*فيحكي لنا عبد الله بن مسعود قصة موت عبد الله ذي البجادين فيقول كنت
نائماً فى ليله شديدة البرد شديدة الظلام وبينما أنا نائم سمعت خارج خيمتي
صوت حفر فعجبت من يحفر فى هذا البرد والظلام* *فاستيقظت وبحثت عن
النبي وعن أبي بكر وعمر فى خيمتهم فلم أجدهم فتعجبت أين ذهبوا فخرجت
من خيمتى فإذا أبو بكر وعمر يُمسكان سراجاً والنبي يحفر قبراً فذهبت إليه
وهو يحفر فقلت ما بك يا رسول الله.. *
**فرفع وجهه الشريف إلي فإذا عيناه تذرفان الدموع وقال مات أخوك
ذو البجادين فنظرت إلى أبو بكر وقلت أتترك رسول الله يحفر وتقف أنت
بالسراج فقال أبىٰ النبي إلا أن يحفر له قبره بنفسه.. فحفر النبي بيديه قبر
ذي البجادين ثم نزل إلى القبر وإضجع فيه بجسده الشريف ليكون القبر
رحمة لذي البجادين ثم قام ورفع يديه إلى أبو بكر وعمر وقال إدنيا إليّ
أخاكما ورفقاً به إنه والله كان يحب الله ورسوله.. *
*ويقول عبد الله بن مسعود فرأيت النبي يحتضن الجثمان بشدة ودموعه
تسقط على* *الكفن وكبر أربع تكبيرات وقال رحمك الله يا عبد الله كنت أواباً
تالياً للقرآن ثم رفع رأسه إلى السماء وقال اللهم إنِّي اشهدك أنني أمسيت
راضياً عن ذي البجادين فارضي عنه.*
*يقول عبد الله بن مسعود والله لقد تمنيت يومها أن أكون أنا صاحب الحفرة
من كثرة الرحمات التي ستتنزل عليه فى هذه الليلة*
*رحم الله شاباً ترك كل ملذات الدنيا وهي بين يديه من أجل دينه فاستحق أن
يرضى الله ورسوله عنه ويأخذ تلك المكانة الغالية عند رسول الله
وعمر إسلامه فقط ٧ سنوات *
*وسيُعطي الله للكثيرين منا سنوات أكثر من تلك السبع
التي أعطاها لعبد الله لينظر ماذا سنفعل فيها من أجل مرضاته.*
*فاللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا
إجتنابه وإقبضنا إليك ثابتين على الحقّ غير مفتونين.
آمين يا العالمين
تقديم السحور على القيام
تقديم السحور على القيام
السؤال
أنا قمت قبل أذان الفجر بربع ساعة وأنا سوف أصوم غدا، أيهما أفضل
السحور أم قيام الليل بذلك الوقت؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من الأفضل لك الاشتغال بالسحور نظراً لضيق الوقت، إضافة إلى ما
يشتمل عليه من الفوائد الكبيرة والتي قد يتعدى نفعها للغير،
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
( تسحروا فإن في السحور بركة )
متفق عليه. قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري:
والأولى أن البركة في السحور تحصل بجهات متعددة: وهي اتباع السنة
ومخالفة أهل الكتاب، والتقوي به على العبادة، والزيادة في النشاط، ومدافعة
سوء الخلق الذي يثيره الجوع، والتسبب بالصدقة على من يسأل إذ ذاك أو
يجتمع معه على الأكل، والتسبب للذكر والدعاء وقت مظنة الإجابة، وتدارك
نية الصوم لمن أغفلها قبل أن ينام،
قال ابن دقيق العيد: هذه البركة يجوز أن تعود إلى الأمور الأخروية، فإن
إقامة السنة توجب الأجر وزيادته، ويحتمل أن تعود إلى الأمور الدنيوية،
كقوة البدن على الصوم وتيسيره من غير إضرار بالصائم. انتهى.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
( إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين )
صححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة.
ولا شك أن قيام الليل عبادة عظيمة، لكن نظراً لضيق الوقت وحصول الفوائد
الكثيرة المترتبة على سنة السحور قدمت هذه السنة، هذا إضافة إلى أن قيام
الليل يمكن تعويضه بعبادة من جنسه وهي صلاة النافلة نهاراً. والله أعلم.
إسلام ويب
الاثنين، 3 مايو 2021
بركات ونعم
بركات ونعم
من أقوال أ. وجدان العلي
طوبى للذي ما زال مرابطًا على فردوس الكرم في صباحه ومسائه،
يتلو الأذكار، ويترقَّى في معارج الحفظ والبركة والرحمة، ويتلقى نفحاتِ
النور والعرفان التي غفل عنها كثيرٌ من الناس، وفيها من البركات والنعم
ما لا يدور ببال ولا يخطر بخيال.
غصون رمضانية ( 021 – 030 )
عبدالله بن عبده نعمان
ها هم الصائمون قد قطعوا ثلثي المسافة، وما بقي على خط الختام إلا القليل،
نعم، مضت عشرون أحسنَ فيها من أحسن، وأساء فيها من أساء،
وفتر فيها من فتر. لقد كانت سريعة التقضي لدى المحبين،
بطيئة الخطو عند الكارهين، ليصل الجميع - بعد ذلك - إلى هذه العشر الأخيرة،
وبها تصل مطاياهم إلى نهاية السباق.
فلأهلِ الخمولِ، وذوي الحُمُر المعقرة، أخدانِ الآمال بلا أعمال،
نقول: إن المضمار ما زال يحويكم، فأسرجوا مراكب الهمم،
وامتطوا مُطيَّ العزم الجامح؛ فلعلكم أن تلحقوا.
وللمسابقين، إيهِ إيهِ أيها الركب الظافر - إن شاء الله -، جددوا العزم،
ولا ترخوا عِنان الجد، ولا تسترضعوا لبان الفتور، ولا تلتفتوا إلى الوراء؛
فالسباق لم ينته بعد، وأنتم على خطوط النهاية التي يتميز فيها الفرسان،
ويُكسب فيها الرهان، وتنال فيها الجوائز، والفارس قد يبطئ في أول المجال،
لكن إذا لاحت له أعلام النهاية طار إليها طيرة لا تُدرك،
فإن كنتم أنتم أهل الغرام بهذا السباق فأروا ربكم من أنفسكم شواهد الحب؛
فصادق الحب لا يشغله غير محبوبه،
ولا يفتر في ميدان الوصول إلى لقاء مطلوبه
هذه العشر هي الجولة الأخيرة التي يُعرف فيها عباد الرحمن، وطلاّب الرضوان،
وفارس الفرسان، وحائز خطر السبق يوم الرهان؛
ولهذا حظيت هذه العشر المباركة بنواصي الأعمال والفضائل؛
ففي صدرها الرحب ليلة مباركة هي خير من ألف شهر،
وفيها سُنّة الاعتكاف التي ينسلخ فيها المعتكف من عالم الخلطة بالبشر
إلى عالم الخلوة والأنس برب البشر وحده، وفيها إخراج زكاة الفطر
تطهيراً للنفس، وجبراً للنقص؛ ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يستعد لهذه العشر الفاضلة استعداداً خاصًا، فيحلّق في سماء المسابقة،
مفارقًا فراش الأهل، وحاملاً لهم على الجد، ومباينًا النومَ في الليل،
وعاكفًا في محراب العبادة المتنوعة.
فعن عائشة رضي الله عنها قالت:
( كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا دخل العشر شد مئزره،
وأحيا ليله، وأيقظ أهله )
في هذه العشر المباركة مظهر من مظاهر رحمة الله وإكرامه لعباده؛
فقد أقطعهم جنةً تزهو بأينع الثمر، وتفوح أزهارها بأطيب الطيب،
دونكم هذه الروضةَ الغنّاء التي أبيحت لكم، فجذّوا ما تشاؤون،
واطعموا ما تشتهون، واستقوا ما تريدون، وتطيبوا ما تحبون،
وادخروا لحاجتكم من خيرها ما تبغون؛ فهي لكم أنفسُ ما في الهدية السنوية،
وهي بيت القصيد، وواسطة القلادة، وإنسان الحدقة، ودرة التاج،
كما هي رحمة بالمسيئين، ومكافأة للمحسنين.
وما تلك العشرون السالفة إلا مقدمة بين يديها،
وترويض للنفس على الاستعداد لخيرها
فيا باغي الخير، شدّ المئزر، وشمر عن ساعد الجد،
واركب إلى العلياء مطية الحزم، وتخلّص من أسباب اللهو،
ودع الدنيا لأهلها، وأقبل إلى البستان الكريم فارّاً إليه، غير خارج منه،
حتى يخرج عنك بهلال الوداع.
فلا تضيع ليالي هذه العشر التي تقطر بالفضائل، وأيامها التي تسيل بالنوائل،
فليكن لك حظ وافر من طول السهر للقيام المتدثر بالانشغال بالأعمال،
لا السهر المعمور بالقيل والقال، وليكن لك سهم في الاعتكاف،
ولو ساعات معدودات، ولتستمر على خيراتك السابقة مضاعفًا إياها
من تلاوة وجود ودعاء وخلق حسن.
وإياك إياك أن تسرق الأسواقُ لياليك المقمرة من أجل مطالب العيد؛
فتظلم مشاعل قلبك، وتوهجَ وقتك. فإذا وصلت بك العشر على مركب الجد
إلى شروق العيد .
هكذا كان نبينا
*كان يجيب دعوتهم دعوة الحر والعبد والغني والفقير
ويعود المرضى في أقصى المدينةويقبل عذر المعتذر*.
عن أنس رضي الله عنه قال
( كان صلى الله عليه وسلم يدعى إلى خبز الشعير والإهالة السنخة فيجيب )
- رواه الترمذي .
*الإهالة السنخة* :
*أي الدهن الجامد المتغير الريح من طوال المكث*.
وقال صلى الله عليه وسلم
*(*لو أُهدي إليَّ كراعٌ لقبلتُ ولو دُعيت عليه لأجبت*)
رواه الترمذي .
محمد صلى الله عليه وسلم*_
*كان يقضي حوائج الناس* :
عن ابن أبي أوفى
*(*أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يأنف
ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملةوالمسكين والعبد حتى يقضي له حاجته*)
رواه النسائي والحاكم.
محمد صلى الله عليه وسلم*_
يأتيه الصغير، فيأخذ بيده يريد أن يحدثه في أمر، فيذهب معه حيث شاء.
محمد صلى الله عليه وسلم*_
*وقاره عجب ، لا يضحك إلا تبسما ، ولا يتكلم إلا عند الحاجة ، بكلام يعد
يحوي جوامع الكلم ، حسن السمت*.
محمد صلى الله عليه وسلم*_
*لا يحب النميمة ويقول لأصحابه* :
( لا يبلغني أحد عن أحد شيئا ، إني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر )
محمد صلى الله عليه وسلم*_
*كان أحسن الناس خلقا* ،
قال أنس :
( خدمت رسول الله عشر سنين ، والله ما قال لي:
أف قط ولا لشيء فعلته : لمفعلت كذا ؟، وهلا فعلت كذا؟ )
مسلم
محمد صلى الله عليه وسلم*_
*لا يقابل أحدا بشيء يكرهه ، وإنما يقول*:
*(*ما بال أقوام* )
استعمال الطبلة لإيقاظ الناس للسحور
استعمال الطبلة لإيقاظ الناس للسحور
السؤال
هل يجوز استخدام الطبلة ـ آلة الطبلة ـ من أجل إيقاظ الناس على السحور
كما يفعله البعض؟ وكيف كان يستيقظ الصحابة والسلف على سحورهم؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما يعرف بالتسحير عادة تختلف بحسب الزمان والمكان، ومما اشتهر
في ذلك استخدام الطبل وضرب المدافع! جاء في كتاب إصلاح المساجد
من البدع والعوائد للقاسمي: جرت العادة الآن بتنبيه الناس وإيقاظهم
للسحور أولا بطبل المسحر، وطرقه الأبواب في الحارات والأزقة في آخر
الليل، وثانيًا بضرب مدفعين في الولايات، أو بندقيتين في الأقضية، الأول
لتناول الطعام والثاني للتهيؤ للإمساك عن الطعام والشراب. اهـ.
وهذا من العادات المحدثة التي ليس لها أصل شرعي، قال ابن الحاج
في المدخل: اعلم أن التسحير لا أصل له في الشرع الشريف، ولأجل ذلك
اختلفت فيه عوائد أهل الأقاليم، فلو كان من الشرع ما اختلفت فيه عوائدهم،
ألا ترى أن التسحير في الديار المصرية بالجامع يقول المؤذنون: تسحروا
كلوا واشربوا، وما أشبه ذلك على ما هو معلوم من أقوالهم... ويسحرون
أيضا بالطبلة، يطوف بها أصحاب الأرباع وغيرهم على البيوت ويضربون
عليها، هذا الذي مضت عليه عادتهم، وكل ذلك من البدع، وأما أهل
الإسكندرية وأهل اليمن وبعض أهل المغرب: فيسحرون بدق الأبواب على
أصحاب البيوت وينادون عليهم: قوموا كلوا، وهذا نوع آخر من البدع نحو
ما تقدم، وأما أهل الشام: فإنهم يسحرون بدق الطار وضرب الشبابة والغناء
والهنوك والرقص واللهو واللعب، وهذا شنيع جدا... اهـ.
ثم إن الطبل يدخل في جملة المعازف المنهي عنها
وجاء في الموسوعة الفقهية:إ ذا انبعثت أصوات الجمادات من تلقاء نفسها،
أو بفعل الريح فلا قائل بتحريم استماع هذه الأصوات، أما إذا انبعثت بفعل
الإنسان، فإما أن تكون غير موزونة ولا مطربة، كصوت طرق الحداد على
الحديد، وصوت منشار النجار ونحو ذلك، ولا قائل بتحريم استماع صوت
من هذه الأصوات، وإما أن ينبعث الصوت من الآلات بفعل الإنسان موزونا
مطربا، وهو ما يسمى بالموسيقى. اهـ.
وأما السؤال عن كيفية استيقاظ الصحابة والسلف الصالح للسحور: فجوابه:
أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص، فإنا نعرف أناسا إلى اليوم يستيقظون
للصلاة والسحور من تلقاء أنفسهم، وعلى أية حال فمن المعروف في العهد
النبوي أنه كان هناك أذانان للصبح، أحدهما قبل الوقت بالليل، والثاني عند
دخول وقت الصلاة، ومن فوائد الأذان الأول إيقاظ النائم للسحور والصلاة،
فعن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( لا يمنعن أحدا منكم أذان بلال من سحوره، فإنه يؤذن بليل،
ليرجع قائمكم ويوقظ نائمكم )
رواه البخاري ومسلم.
قال النووي: ويوقظ نائمكم ـ أي ليتأهب للصبح أيضا بفعل ما أراد من تهجد
قليل، أو إيتار إن لم يكن أوتر، أو سحور إن أراد الصوم، أو اغتسال،
أو وضوء، أو غير ذلك مما يحتاج إليه قبل الفجر. اهـ.
وقال ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب: ليوقظ نائمكم للسحور،
وكذلك يرجع قائمكم للسحور. اهـ.
وفي الصحيحين عن عائشة ـ رضي الله عنها:
( أن بلالا كان يؤذن بليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم، فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر )
رواه البخاري ومسلم.
ومن الوسائل المشهورة التي كان يعتمد عليها قديما للقيام في وقت السحر:
سماع صوت الديكة، ومما يذكر في ذلك ما رواه أبو نعيم في الحلية في
ترجمة سعيد بن جبير: أنه كان له ديك، كان يقوم من الليل بصياحه، فلم
يصح ليلة من الليالي حتى أصبح، فلم يصل سعيد تلك الليلة، فشق عليه،
فقال: ما له قطع الله صوته ـ فما سمع له صوت بعد، فقالت له أمه:
يا بني، لا تدع على شيء بعدها. اهـ.
إسلام ويب
الأحد، 2 مايو 2021
وتدبروا(451)
وتدبروا(451)
في سورة الكهف قال الخضر في خرق السفينة: { فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا }
وفي قتل الغلام: { فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا } وفي بناء الجدار: { فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا }
فلماذا غير في نسبة الأفعال في كل واحدة؟ في قصة الخضر لما كان المقصود عيب السفينة
قال: { فَأَرَدتُّ } فأضاف العيب لنفسه لا إلى الله تأدبا معه، ولأن نفس العيب مفسدة،
ولما قتل الغلام قال: { فَأَرَدْنَا } بلفظ الجمع، تنبيها على أن القتل كان منه بأمر الله، وله حكمة مستقبلية،
ولأنه مصلحة مشوبة بمفسدة، ولما ذكر السعي في مصلحة اليتيمين قال: { فَأَرَادَ رَبُّكَ }
فنسب النعمة لله لأنها منه، ولأنها مصلحة خالصة.
غصون رمضانية ( 020 – 030 )
عبدالله بن عبده نعمان
في زحمة الحياة، وفي ضجيجها المستمر يتفرق القلب، وتغمره القسوة،
وتتوزعه متاهات الهموم المعيشية، فتعلوه الظلمات، وتميله الشهوات،
ويلجّ في وادي الغفلة السحيق، فيصير مريضًا، أو قاسيًا، أو مقفلاً،
أو مطبوعًا عليه، أو ميتًا. وصاحبه إذا لم يتداركه هوى به إلى الهاوية،
وندم على تركه علاجَه حتى فات الأوان.
لكن المؤمن الحصيف يظل حارسًا لقلبه، مرابطًا على تخومه، مترصدًا لعدوه،
يتفقد أحواله فينة بعد فينة، ويترقب الفرص التي تُغسل فيها القلوب،
وتُزاح عنها حُجب الغفلة، وترتفع فيها درجات الإيمان،
وتستوي في مغانيها سوقُ اليقين، وتتفرع في رحابها غصون الحياة،
فتجني الجوارحُ ثمرَ العمل الشّهي، واستقامةَ الحال يوم أن استقام سيدُ الأعضاء.
وفي هبوب رمضان الخير تَنسم نسمةٌ زكية تحمل فرصةً عظيمة
يُلَمّ فيها شعثُ القلب بعد ذلك الشَّعاع الكثير،
هذه الفرصة هي: الاعتكاف في بيت من بيوت الله تعالى تحبس فيه النفس
عن مشاغل الدنيا ومذاهلها. هذا الحبس الذي تولع به الأرواح المتقية،
وتظل تنتظره طوال العام بشوق؛ لما تجده فيه من لذة المناجاة، وطيب الملاقاة،
وحلاوة الضراعة، وسعادة الأُنس بالله تعالى،
وفرح الخلوة للعبادة الكثيرة الخاشعة في خير زمان، وخير مكان.
في تلك الليالي المنيرة، وأيامها المشرقة ينتصر المعتكف الصادق
على هوى نفسه، وهوى أهله، وهوى من له ببقائه في خضم الدنيا مصلحة،
فيخرج بقلبه وروحه إلى زمزم رمضان؛ ليتضلع من نميره العذب
فيكون طعامَ طُعم، وشفاء سقم.
في ذلك المكان الطاهر البهي يجد زمنًا يخلو فيه بربه، فيناجيه ويدعوه،
ويعبده ويرجوه، ويبوح له بحاجاته، وأشواقه
في تلك الحال من السمو الروحي تتجلى عظمة العبادة الخالصة،
ويذوق العابد ألذَّ ما في الحياة، ويعرف أن الحياة إنما هي هُنا،
في تلك الزاوية المنفردة يحسّ العبد المنيب تحت خبائه باتساع الحياة
مع الله تعالى، وضيقها مع البشر، ويرى الغباء ماثلاً في الانصراف
عن هذا الأفق الرحب إلى ما يشغل الروح عن بارئها،
والجوارح عن أسباب راحتها، ويقول: أين نحن من هذا النعيم
الذي نستطيع أن نجد فيه الحياة الحقيقية لو أردنا، لماذا أعرضنا عنه،
وذهبنا نبحث عن الراحة في مضايق الشقاء، وننقب عن السعادة في دياجير الظلماء؟!
أين الذين اسودت الدنيا في وجوههم، وكستهم المصائبُ أثوابَ الأحزان
والهموم؟ فرّوا إلى الله تجدوا الفرج، وتروا المخرج،
أخرجوا من سَمِّ الخيط إلى الفضاء الأرحب
إن الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان سُنة نبوية
فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفعلها أصحابه،
وفعلها ويفعلها الصالحون من بعدهم
فمن تيّسر له فعلُه فلا يفوّت على نفسه هذا الخير؛
فهو غُنم كبير في وقت يسير، ومن لم يقدر عليه كله فلا يترك بعضه،
ولو ساعات قليلة يحلق بها في جوّ الصفاء الروحي.
ولكن الذي يروم تحقيقَ مقاصد الاعتكاف، والوصولَ إلى أهدافه المنشودة
عليه أن يختار المكان الذي يخشع فيه، ويقلّ فيه الضجيج ولقاءُ الناس،
ويستطيع فيه اعتزالَ الناس ليخلو بربه متفكراً ومتأملاً، وتاليًا ومتدبراً،
ومتضرعًا وداعيًا، وذاكراً وباكيًا على تفريطه، ومشتاقًا إلى لقاء ربه.
وبعد هذه الرحلة الإيمانية التي حاز فيها المعتكف الصالح على شحنة
إيمانية عالية يعود إلى أهله وقد تجدد إيمانه، وتلألأت أنواره،
فيفرح مرتين: مرة بإتمام طاعته، ومرة بلقاء أهله ومحبيه.
والمعتكف الفائز لا ينسى تلك الليالي المقمرة،
والأيام النضرة التي عاشها بين أحضان الاعتكاف؛
فلذلك يجعلها نبراسًا له يضيء طريقه في مستقبل أيامه،
ويعدّ ذلك الزمن المبارك النَّدي الذي عاشه هناك قدوةً يميل إليه ولا يميل عنه .
*أشياء نفعلها ضد الأمانة
لا تفعلها وحذر اولادك من فعلها وعلم أولادك ألا يضيعوا
حسناتهم ويجمعونها في كيس مثقوب
1- لا يجوز فتح مكبر الصوت *سبيكر*
أثناء المكالمة ليسمع من حوله دون إذن المتصل
2-✖ تصوير بعض المحادثات وارسال المقاطع
التى دارت بينك وبين شخص الى شخص اخر بدون استئذانه
3-✖ كلام دار بينك وبين احد فتنقله بدون ان يأذن لك ولعله
لا يريد احدا ان يعرفه ولابد الا تنقله الا بعد استئذانه
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(إذا حدّث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانه)
رواه أبو داود والترمذي وحسنه الشيخ الألباني.
4-✖ لو كنت عند احد وأفسدت شيئا بقصد او بدون قصد وانكسر منك
فتخفيه سريعا حتى لا ينتبه صاحب البيت وان سأل تكذب
وتقول لست انا ولم اكسره هذه خيانه للبيت وصاحبه
وكما لا ترضى ان يفعل هذا ببيتك لا تفعله ببيت احد
بل اذهب اليه وقل له: لقد أفسدت شيئا دون قصد
وأنا سأصلحه فتصلحه او تأتى بغيره له الا لو هو رفض
فقد قال اهل العلم
*من أتلف شيئا فعليه إصلاحه*
هذه العبارة ليست بحديث ، ولكنها مضمون لقواعد فقهية
5-✖ بيعك لشئ فيه تلف ما ولا يعلم الشارى بذلك ثم يفاجأ بعد ذلك
او ام تزوج ابنها لفتاة او تزوج ابنتها لرجل وهى تعلم ان احدهما مريض
بشئ ما او مدمن ولا يصلح ومع ذلك تسعى فى زواجه .. *هذا ظلم للطرف
الأخر* ولا يجوز للزوجة افشاء اسرار زوجها لأمها واهلها
6-✖ اخذك لشئ بدون استئذان صاحبه ثم تقول من باب العشم وهو يتركه
لك احراجا منك ولا يرضي بذلك او تعطين عنوانه
ورقم تليفونه لأحد بدون استئذانه
7-✖ عدم حفاظك على مال او اى شئ عندك تركه لكِ غيرك امانه –
لا يصح أن زميلك مثلا اعطاك الكتاب ثم يجده في أيدى الزملاء أو جارتك
أعطتك المكواة وبعد ساعات تجدها عند شقق الجيران وانت قلت لها سأكوى
فستانا واحدا فتجدك بعدها استعملتيها لكل ملابسك
8-✖ نشرك للاحاديث الضعيفه والبدع بدون علم هذه اكبر ضياع للامانه
وهي امانه الدين والمعلم الذي يكتم العلم ليجبر الطالب يأخذ درسا عنده هو
خائن للامانة وافشاء الدكتور لحالة المريض الصحية التى يكره
ان يعرفها الناس
9-✖ نقلك لبعض الكلام بزيادة او نقصان ضد الامانه او تنشر ان فلان
استشارك في موضوع معين او ذهبت معه في مشوار كذا لتقضي مصلحته
10-✖ ارسالك لصور الاخرين الذى ارسلوها لكِ بدون استئذانهم لشخص
اخر ✖ ولا يصح انك تصور البيت الذى تزوره بهاتفك المحمول او عيادة
الدكتور ( العفش والسجاد والستائر والاطفال ) ولا يجوز افشاء الاسرار
ثم تقول: فلان قال لي الا اخبرك
11- اخذك لشاحن غيرك لتشحن به هاتفك بدون استئذانه ✖ او اعطاك
هاتفه لتجرى مكالمة وبعدما انتهيت من الكلام تتصفح محتويات الهاتف من
الرسائل والصور وترسل لهاتفك صورا منه بدون علمه او تحاول اختراق
صفحته في الفيسبوك وتتجسس لتعرف كلمة السر وكيف يفتح جهازه
12-✖استغلال كهرباء المسجد او عملك ف شحن هاتفك او اى مصلحه
شخصيه بدون استئذان اصحاب العمل او المسجد وسيارة العمل لتوصيل
زوجتك واولادك والتهرب من دفع اجرة القطار والاتوبيس العام
13-✖ استخدامك لبعض الادوات الشخصيه التى تخص اختك او امك او اى
احد بدون استئذانها او تفتحين اكياس الخضار والفاكهة التى احضرتها من
السوق لانك شممت رائحة تعجبك فيها او لتعطين اطفال الجيران منها
كمجاملة منك لهم او تفتحين الدولاب والثلاجة والادراج وهي بالمطبخ
وانت ضيفة عندها
14-✖ اضاعتك لمال زوجك او امك فى اشياء اخرى دون الذى اعطاهم
لكِ من اجله مثلا تقولين اريد فلوس للجامعه او الدراسه وتأخذين المال
لتخرجين مع زميلاتك او تقولين لزوجك اريد مال للبيت وانت تريدينه
لوالدتك او تأخذين فلوس الصدقة وزكاة المال لنفسك وتقولين
انا أولي من الفقراء (لابد يكون بإذنه)
15- اعطاءك كتاب زميلتك الغائبة أو ادواتها لزميلة اخرى بدون استئذانها
او تنسخين الرسومات وافكار الوسائل بدون اذنها من دفتر تحضيرها بعدما
سمحت لك بنقل الشرح منه او كلفك احدهم بشراء بضاعة او ادوات له
وأعطاك الفلوس فتشتريهم بسعر اقل وتأخذ الباقي لنفسك
( هذا لا يجوز لان المستشار مؤتمن )
16- لو واحدة اعطتك جزمة او فستان لتعطينه لفلانة او اشتريت لها عباءة
من محل بجوار بيتك لا يجوز قياس او لبس الفستان لا انت ولا اخواتك او
تفتحين الحقيبة لتتفرجين عليها من الداخل او تلبسين ملابس زميلتك
بالسكن الجامعى وهى غائبة بعدما كلفتك بغسلهم للخروج
في المناسبات
*انتبهى*
قال تعالى
{ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ
فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا }
〘〘 *عليك بالتوبه عما فات وتقوى الله فى الامانه فيما هو قادم* 〙〙
لا تجمع حسناتك في كيس مثقوب
يعنى تصوم وتصلي ومع هذا تخون الامانة وقاطع رحم وتتصدق ثم تمن
الاكتفاء في السحور بالماء
الاكتفاء في السحور بالماء
السؤال
هل يجوز الاكتفاء بشرب الماء أثناء السحور في صيام الست من شوال؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجزئ في السحور الاقتصار على شرب الماء، وإن كان الأولى تناول
مأكول, فعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( السحور أكله بركة فلا تدعوه، ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء؛
فإن الله عز وجل وملائكته يصلون على المتسحرين )
أخرجه أحمد وحسنه الألباني.
وجاء في دقائق أولى النهى ممزوجا بمنتهى الإرادات الحنبلي متحدثا عن
السحور: (وتحصل فضيلته) أي: السحور (بشرب) لحديث «ولو أن يجرع
أحدكم جرعة من ماء» . (و) يحصل (كمالها) أي: فضيلة السحور
(بأكل) للخبر. انتهى.
إسلام ويب