غصون رمضانية ( 015 – 030 )
عبدالله بن عبده نعمان
حينما تعبِس الأرض بالجدب فإنها تضحك ببكاء السماء،
وعندما تُقرن الأحوال بأغلال الشدة فإنها تُطلق بأيادي العطاء،
فالغيث غيثان: غيث السماء، وغيث الكرماء، والغيث يذكر بالغيث :
الجود تاج يتلألأ على رؤوس أهل السماحة،
يَهدي إلى ملوكٍ بين الناس بلا ممالك، فيجذب بريقُه العافين،
أو ينطلق بلمعانه إلى المعوزين، فيخلع عنهم أسمالَ الحاجة،
ويلبسهم حلل الكفاية أو الغنى، فيكسو وجوههم بالبسمة،
وقلوبهم بالفرحة، وألسنتهم بالثناء والدعاء .
أوليتني نعمًا أبوح بشكرها
وكفيتني كلَّ الامور بأسرها
فلأشكرنك ما حييتُ وإن أمتْ
فلتشكرنّك أعظمي في قبرها
فأكرمْ بتلك اليد السخية التي تطلق خيرها في وديان المعروف:
فتنجد ملهوفًا من حَيْن، وتنجي غريقًا في دين، وتمسح دمعة يتيم،
وتفرح أرملة، وتداوي بؤس محتاج، وتعين على نوائب الحق،
وتنقّب عن الذين غشاهم الحياء بجلبابه، وسترهم الخجل خلف بابه،
وأحسنْ بذلك اِلمعطاء الذي فجر ينابيع الندى ففاض بالنوال قبل السؤال،
فأروى بنميره الرقراق أرضًا يحب الله أن تُسقى،
وأحيا بسخائه الفياض بلاداً يحب الله أن تحيا،
فمتى هبّت على الناس عواصفُ الضراء دفعها بيد السخاء،
ومتى دجت معايشَهم الظُلَم بدّدها بنور الكرم .
يبذل المؤمن سمحُ الكفين ما يفنى ليربح ما يبقى،
ويقدم ذخائر الدنيا لينال ذخائر الدنيا والآخرة،
فكم من أيدٍ رُفعت داعية له، وألسنةٍ نطقت ثناء عليه،
وكم دفع الله تعالى عنه من مصيبة كانت به محدقة،
وكم فرج الله عنه كربة كانت له مطوّقة،
وكم أطفأت صدقاته من غضب الرب تعالى .
قال النبي صلى الله عليه وسلم: يقول ابن آدم:
( مالي مالي، قال: وهل لك يا ابن آدم، من مالك إلا ما أكلتَ فأفنيتَ،
أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت )
إن المسلم يعلم أن المال عارية مستردة، ووديعة جعلها الله عنده،
ورزق ناله بفضل الله لا باستحقاق نفسه،
وأن تكرّمه في ميادين الخير يباركه وينميه،
ويثاب عليه يوم القيامة ثوابًا جزيلاً، وأن المرء تحت ظل صدقته
يوم القيامة، فهذه المحفزات وأمثالها تدعوه إلى البذل والعطاء
في سبل الحق، وعلى قدر يقين المسلم بذلك تكون سماحته .
لقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم جواداً كريمًا مع قلة ذات يده ،
فإذا جاء رمضان زاد بسط عنان الكرم لديه، فصار طلق اليدين، كثير الأيادي
والمسلم الحريص ينبغي أن يكون له في هذا الشهر الكريم نصيب
وافر من السخاء: زكاة، وصدقة، وصلة،
وهدية، فيؤدي ما أوجب الله عليه من الزكاة إن وجبت عليه فيه ،
وينظر بكرم جمّ إلى ذي قرابته، وإلى القراء والمحتاجين،
ويفطّر الصائمين، ويشارك في أعمال البر القائمة على المال، بقدر استطاعته
فرمضان لأرباب المال فرصة سانحة، وتجارة رابحة،
ولأهل البخل غنيمة ضائعة، وصفقة خاسرة .
عبدالله بن عبده نعمان
حينما تعبِس الأرض بالجدب فإنها تضحك ببكاء السماء،
وعندما تُقرن الأحوال بأغلال الشدة فإنها تُطلق بأيادي العطاء،
فالغيث غيثان: غيث السماء، وغيث الكرماء، والغيث يذكر بالغيث :
الجود تاج يتلألأ على رؤوس أهل السماحة،
يَهدي إلى ملوكٍ بين الناس بلا ممالك، فيجذب بريقُه العافين،
أو ينطلق بلمعانه إلى المعوزين، فيخلع عنهم أسمالَ الحاجة،
ويلبسهم حلل الكفاية أو الغنى، فيكسو وجوههم بالبسمة،
وقلوبهم بالفرحة، وألسنتهم بالثناء والدعاء .
أوليتني نعمًا أبوح بشكرها
وكفيتني كلَّ الامور بأسرها
فلأشكرنك ما حييتُ وإن أمتْ
فلتشكرنّك أعظمي في قبرها
فأكرمْ بتلك اليد السخية التي تطلق خيرها في وديان المعروف:
فتنجد ملهوفًا من حَيْن، وتنجي غريقًا في دين، وتمسح دمعة يتيم،
وتفرح أرملة، وتداوي بؤس محتاج، وتعين على نوائب الحق،
وتنقّب عن الذين غشاهم الحياء بجلبابه، وسترهم الخجل خلف بابه،
وأحسنْ بذلك اِلمعطاء الذي فجر ينابيع الندى ففاض بالنوال قبل السؤال،
فأروى بنميره الرقراق أرضًا يحب الله أن تُسقى،
وأحيا بسخائه الفياض بلاداً يحب الله أن تحيا،
فمتى هبّت على الناس عواصفُ الضراء دفعها بيد السخاء،
ومتى دجت معايشَهم الظُلَم بدّدها بنور الكرم .
يبذل المؤمن سمحُ الكفين ما يفنى ليربح ما يبقى،
ويقدم ذخائر الدنيا لينال ذخائر الدنيا والآخرة،
فكم من أيدٍ رُفعت داعية له، وألسنةٍ نطقت ثناء عليه،
وكم دفع الله تعالى عنه من مصيبة كانت به محدقة،
وكم فرج الله عنه كربة كانت له مطوّقة،
وكم أطفأت صدقاته من غضب الرب تعالى .
قال النبي صلى الله عليه وسلم: يقول ابن آدم:
( مالي مالي، قال: وهل لك يا ابن آدم، من مالك إلا ما أكلتَ فأفنيتَ،
أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت )
إن المسلم يعلم أن المال عارية مستردة، ووديعة جعلها الله عنده،
ورزق ناله بفضل الله لا باستحقاق نفسه،
وأن تكرّمه في ميادين الخير يباركه وينميه،
ويثاب عليه يوم القيامة ثوابًا جزيلاً، وأن المرء تحت ظل صدقته
يوم القيامة، فهذه المحفزات وأمثالها تدعوه إلى البذل والعطاء
في سبل الحق، وعلى قدر يقين المسلم بذلك تكون سماحته .
لقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم جواداً كريمًا مع قلة ذات يده ،
فإذا جاء رمضان زاد بسط عنان الكرم لديه، فصار طلق اليدين، كثير الأيادي
والمسلم الحريص ينبغي أن يكون له في هذا الشهر الكريم نصيب
وافر من السخاء: زكاة، وصدقة، وصلة،
وهدية، فيؤدي ما أوجب الله عليه من الزكاة إن وجبت عليه فيه ،
وينظر بكرم جمّ إلى ذي قرابته، وإلى القراء والمحتاجين،
ويفطّر الصائمين، ويشارك في أعمال البر القائمة على المال، بقدر استطاعته
فرمضان لأرباب المال فرصة سانحة، وتجارة رابحة،
ولأهل البخل غنيمة ضائعة، وصفقة خاسرة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق