الثلاثاء، 22 أكتوبر 2019

حال المؤمن مع زيادة الإيمان وزيادةالبلاء


حال المؤمن مع زيادة الإيمان وزيادةالبلاء!

لا تقل : أخاف أن أزداد إيمانًا؛ فيزداد بلائي!

هذا تفكير من لم يستوعب الأمر كما هو عليه:
صحيح أنه بزيادة الإيمان يزداد البلاء؛ لكن قوة الإيمان تجعل البلاء يسيرًا،
وضعف الإيمان يجعله صعبًا، وهذا مثل أن ترمي بكرة ثقيلة من سقف عال؛
فإن قوة الإيمان تجعلك بمثابة من استعد للقياها بمخدة هوائية، أو إسفنجية،
وضعف الإيمان يجعلك بمثابة من تلقاها وأرض قلبه جرداء؛ فلا بد أن
تكسره، أو تترك فيه جروحًا عميقة على الأقل!

ستكون الكرة الملقاة عليك أشد وطأً حتى لو كانت أخف وزنًا !

هذا بالإضافة إلى أن قوي الإيمان في الدرجات العلى من الجنة، وضعيفه
في الدرجات الدنى، فلا تكن من أولئك الذين تدنو همهم عند أمور الآخرة،
ويرضون بمجرد دخول الجنة؛ فإن في هذا من الحسرة يوم القيامة ما فيه !

هل تظن أن فوارق الدرجات في الجنة كفوارق الدرجات في الدنيا؟
إن في الجنة غرفًا ينظر لها أهل الجنة كما ننظر إلى الكوكب الدري الغابر
في الأفق، كما ورد في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري
الغابر من الأفق من المشرق والمغرب لتفاضل ما بينهم قالوا:
يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم. قال:
بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين )

فوراء هذا الزهد بدرجات الجنة حسرة عظيمة !

أوَ يتحسر أهل الجنة؟!
نعم يتحسرون على يوم لم يذكروا الله فيه،
على ساعة لم يذكروا الله فيها، حين يرون المنازل العليا !
من اسم الله الرقيب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق