الأربعاء، 23 أكتوبر 2019

سلسلة أعمال القلوب (01)

سلسلة أعمال القلوب (01)

للشيخ : خالد بن عثمان السبت

بسم الله الرحمن الرحيم
الأعمال القلبية لها منزلة وقدر، وهي في الجملة أعظم من أعمال الجوارح،
وتناولها والتفقه فيها من المقاصد وليس من الوسائل؛ لذا كان لزاما بيان
أهميتها ومنزلتها وموقعها في نصوص الوحيين، وبيان آثار صلاح أعمال
القلب وفسادها على العبد في الدنيا والآخرة، مع تناول أمثلة من الأعمال
القلبية التي لها منزلة خاصة كالإخلاص واليقين بالدراسة والتفصيل.
.وهذا بعض ما تناولته هذه السلسلة من أعمال القلوب .

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَتُوبُ إِلَيْهِ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ
أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا فَمَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَمَّا بَعْدُ،،،

فإن الأعمال القلبية لها منزلة وقدر، وجلالة ومكانة عظيمة في الدين؛ فهي
في الجملة أعظم من أعمال الجوارح- كما سيتبين لنا إن شاء الله تعالى- ثم
إن هذا الموضوع موضوع يتعلق بعضو شريف وهو القلب، وهو ملك
الجوارح، ولاشك أن شرف العلم بشرف متعلقه، فالعلم الذي يتعلق بالقلب
أشرف من العلم الذي يتعلق بغيره، وحديثنا عن ملك الجوارح وعن الأعمال
المتعلقة به .

ثم أيضاً: هذا الموضوع الجليل العظيم هو من المقاصد وليس من الوسائل،
ونحن في كثير من الأحيان ندرس أصول الفقه، ومصطلح الحديث، وندرس
النحو كل ذلك من أجل أن يكون مرقاة للفقه في الدين، وإن أعظم الفقه،
ومن أجله هو ذلك الفقه المتعلق بالأعمال القلبية .

وطالما حدثتني نفسي منذ سنين متطاولة أن أتحدث عن هذا الموضوع، وأن
أتشاغل به، وأن أحث الإخوان على دراسته والنظر فيه، وأحمد الله عز وجل
أن هيأ لنا هذه الفرصة لنتدارسه وإني منشرح الصدر بذلك، ولا أستخسر
وقتاً أقضيه في الحديث عن أعمال القلوب، بل إني أجد هذه المجالس
هي من أرجح المجالس، ومن أعظمها ومن أشرفها وأجلها، وأسأل الله
عز وجل أن يرزقنا فيها نية صالحة، فإن قلوبنا إن صلحت؛ صلحت أعمالنا،
وصلحت أحوالنا، وارتفعت كثير من مشكلاتنا. وإن فسدت هذه القلوب- التي
هي القائدة للأبدان والجوارح- ؛ فسدت أعمال العبد، واضطربت عليه
أحواله، ولم يعد يتصرف التصرف اللائق الذي يرضي ربه ومولاه؛
فخسر في الدنيا وخسر في الآخرة .

• حديثنا في هذه المقدمة في تسع نقاط وهي:

أولاً:تحديد المراد بالقلب .

ثانياً:منزلة القلب .

ثالثاً:الموازنة بين القلب وبين السمع والبصر-وهي من أشرف الأعضاء
والمنافع والحواس-.

رابعاً:الأمور التي يتم به إصلاح القلب .

خامساً:الأمور التي تفسده .

سادساً:مرادنا بأعمال القلوب .

سابعاً:أحكام الأعمال القلبية من حيث الثواب والعقاب .

ثامناً:أهمية الأعمال القلبية، والمفاضلة بينها وبين أعمال الجوارح .

تاسعاً: لزوم العناية بأعمال القلوب، وأعمال الجوارح،
وأحوال الناس في ذلك .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق