والمقصود أنَّ العبد
محتاج إلى السَّكِينَة عند الوساوس المعترضة
في أصل الإيمان ؛ ليثبت قلبه ولا يزيغ،
وعند الوساوس والخطرات القادحة في أعمال الإيمان؛
لئلَّا تقوى وتصير همومًا، وغمومًا، وإرادات ينقص بها
إيمانه،
وعند أسباب المخاوف على اختلافها، ليثبت قلبه، ويسكن
جَأْشه،
وعند أسباب الفرح؛ لئلَّا يطمح به مركبه، فيجاوز
الحدَّ الذي لا يُعْبَر،
فينقلب ترحًا وحزنًا، وكم ممَّن أنعم الله عليه بما
يُفْرِحه، فجمح به مركب الفرح،
وتجاوز الحدَّ، فانقلب ترحًا
عاجلًا.
ولو أُعِين بسَكِينة تعدل فرحه، لأُرِيد به الخير،
وبالله التوفيق.
وعند هجوم الأسباب المؤلمة، على اختلافها: الظَّاهرة
والباطنة،
فما أحوجه إلى السَّكِينَة حينئذ، وما أنفعها له
وأجْدَاها عليه، وأحْسَن عاقبتها.
والسَّكِينَة في هذه المواطن، علامة على الظَّفَر،
وحصول المحبوب،
واندِّفاع المكروه، وفقدها علامة على ضدِّ ذلك، لا
يخطئ هذا ولا هذا.
والله المستعان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق