السؤال
شخصان من سكان الدمام أقلعت بهما الطائرة من مطار
الظهران
ضمن ركابها قبل غروب الشمس بعشر دقائق في شهر رمضان
متجهة إلى جازان ، وارتفعت الطائرة بنحو تسعة وعشرين
ألف
قدم عن سطح الأرض، وبعد مضي خمس وثلاثين دقيقة
والطائرة
تحلق في سماء الرياض وبهذا التوقيت أهل الرياض يفطرون
وركاب الطائرة لا يزالون يشاهدون الشمس وربما يمضي
أكثر
من ربع
ساعة وهم لا يزالون يشاهدونها، فهل يحل لركاب
الطائرة الإفطار وأمثالهم؟ أفتونا أثابكم
الله.
الإجابة
الأصل أن لكل شخص في إمساكه في الصيام وإفطاره وأوقات
صلاته حكم الأرض التي هو عليها أو الجو الذي يسير
فيه- فمن
غربت عليه الشمس في مطار الظهران مثلاً أفطر أو صلى
المغرب
وأقلعت به الطائرة متجهة إلى الغرب ورأى الشمس بعد
باقية
فلا يلزمه الإمساك، ولا إعادة صلاة المغرب؛ لأنه وقت
الإفطار
أو
الصلاة له حكم الأرض التي هو عليها، وإن أقلعت به الطائرة
قبل غروب الشمس بدقائق واستمر معه النهار فلا يجوز له
أن
يفطر ولا أن يصلي المغرب حتى تغرب شمس الجو الذي يسير
فيه
حتى ولو مر بسماء بلد أهلها قد أفطروا وصلوا المغرب
وهو في
سمائها يرى الشمس، كما ورد في السؤال من حال الشخصين
اللذين مرا صائمين بسماء الرياض وقت الإفطار وركاب
الطائرة
لا
يزالون يشاهدون الشمس، وهذا هو مقتضى الأدلة الشرعية،
قال تعالى:
{
وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ
الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ
الْفَجْرِ
ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ
}
وقال:
{ أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى
غَسَقِ اللَّيْلِ
وَقُرْآنَ الْفَجْرِ
إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا
}
وقال عليه الصلاة والسلام:
( إذا أقبل الليل من ها هنا، وأدبر النهار من ها
هنا،
وغربت
الشمس؛ فقد أفطر الصائم )
ولكن
لو نزلوا في مكان قد غربت فيه الشمس صار لهم
حكم
أهل
ذلك المكان في الصوم والصلاة مدة وجودهم
فيه
و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم
.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و
الإفتاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق