الإسلام لا يرفض اللعب واللهو
المباح،
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح مع أصحابه ولا
يقول إلا حقَّا.
وهناك آداب يجب على المسلم
أن يراعيها في لعبه ومزاحه
منها:
الصدق في المزاح:
فالمسلم يبتعد عن الكذب في
المزاح،
وقد حذَّر النبي صلى الله عليه
وسلم
من الكذب في المزاح، فقال:
( لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى
يترك
الكذب في المزاحة والمراء
)
[أحمد والطبراني].
الاعتدال في المزاح:
قال صلى الله عليه وسلم:
( لا تكثر الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب
)
[الترمذي]
كما يجب على المسلم أن يدرك أهمية الوقت فلا يقضي
وقتًا طويلا
في المزاح واللعب يترتب عليه تقصير في الواجبات
والحقوق.
البعد عن السخرية:
يجب على المسلم أن يبتعد في مزاحه ولهوه عن السخرية
والاستهزاء
بالآخرين، أو تحقيرهم، أو إظهار بعض عيوبهم بصورة
تدعو للضحك والسخرية
يقول تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ
مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ
وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا
مِّنْهُنَّ
وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا
بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ
وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
}
[الحجرات: 11].
النية الطيبة في المزاح:
مثل مؤانسة الأصحاب والتودد
إليهم،
والتخفيف عن النفس وإبعاد السأم والملل
عنها.
اختيار الوقت والمكان المناسبيْن:
هناك أوقات وأماكن لا يجوز فيها الضحك والمزاح
واللهو،
مثل: أوقات الصلاة، وعند زيارة المقابر، وعند ذكر
الموت،
وعند قراءة القرآن، وعند لقاء الأعداء، وفي أماكن
العلم.
عدم المزاح في الزواج والطلاق
والمراجعة:
فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن المزاح في هذه
الأشياء الثلاثة
وبيَّن أن المزاح والجد فيها جد، فلو مزح إنسان وطلق
زوجته أصبح
الطلاق واقعًا.
قال صلى الله عليه وسلم:
( ثلاث جدهن جد وهَزْلُهُن جد: النكاح والطلاق
والرجعة )
( أي أن يراجع الرجل امرأته بعد أن
يطلقها)
[أبوداود].
عدم المزاح بالسلاح:
المسلم لا يُرعب أخاه، ولا يحمل عليه السلاح، حتى ولو
كان يمزح معه،
فربما يوسوس له الشيطان، ويجعله يقدم على إيذاء أخيه
المسلم،
قال الرسول صلى الله عليه
وسلم:
( من حمل علينا السلاح فليس منا
)
[مسلم].
وكذلك المسلم لا يتطاول على أخيه، فيمزح معه مستخدمًا
يده؛
لأن ذلك يقلل الاحترام بينهما، وربما يؤدي إلى
العداوة.
عدم المزاح في أمور الدين:
المسلم
يحترم دينه، ويقدس شعائره، لذلك فهو يبتعد عن
الدعابة
التي يمكن أن يكون فيها استهزاء بالله -عز وجل-
وملائكته
وأنبيائه، وشعائر الإسلام كلها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق